المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النازيون الجدد فى مصر



احمد العتيبي
03-24-2013, 09:46 AM
النازيون الجدد فى مصر

23 مارس 2013 04:52 PM

فراج إسماعيل (http://www.almesryoon.com/permalink/111974.html)



أكتب هذا المقال وقد أصابني اليأس الكامل من قدرة الشرطة أو استعدادها لمواجهة النازيين الجدد الذين تفوقوا على النازيين الأصلاء في الوسائل التي استخدموها في هجومهم على مقر الإخوان في المقطم والمساجد والعمارات المحيطة به، إضافة إلى حرق مقرات الحرية والعدالة في المنصورة والإسكندرية والمحلة وبعض أحياء القاهرة.

المشاهد المخجلة للنازيين الجدد واضحة جدًا ولا تحتاج إلى تعليق، وقد أظهرتها بعض المواقع الإلكترونية المحايدة، وتجاهلتها القنوات الفضائية الخاصة لأنها تبرهن على عنصريتها الفجة وانحيازها ضد أحد مكونات الشعب المصري وتحريضها على إحراقه داخل أفران الغاز!

حازم عبد العظيم ظل طوال الأسبوع الماضي من خلال قناة on tv يحث المتظاهرين على التوجه إلى المقطم يوم الجمعة، ونقل عنه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دعوته لاقتحام وحرق مقر الإرشاد، وكتبوا أيضًا أنه شارك في أعمال البلطجة أمس أمام المقر وفي محيطه.

النازية في أحقر نفسياتها المريضة أتت على أتوبيسات للنقل السياحي زاد عددها عن سبعة أتوبيسات فأحرقتها تمامًا واحتفل النازيون جانبها في فرحة عارمة متشفية كأن ما يفعلونه ليس هدرًا وسفاحًا للمال العام. مشاهد مخزية لهم وهم يشيرون بأصابعم وأيديهم بعلامة النصر والنار مشتعلة في الحافلات وراءهم وأمامهم، وبعضهم كان يحمل المواد البترولية ليصبها على المزيد.

أين هي كرامة الصحفيين وزملاء لهم ضربهم النازيون الجدد، فلم تهتم قناة فضائية واحدة ولا موقع لأي صحيفة من التي أقامت الدنيا ولم تقعدها خلال الأيام الماضية، والسبب أن الزملاء الذين تعرضوا للاعتداءات النازية ينتمون لصحيفة الحرية والعدالة. نقيب الصحفيين ضياء رشوان وحده هو الذي أدان الاعتداءات على زملائه وهذا يحسب له، لكنه سيواجه ضغوطا من تيار اليسار المسيطر على مجلس النقابة حاليا لكي لا يفعل أكثر من الإدانة الكلامية.

النازيون اقتحموا المساجد وحاصروا شبابا يصلي، بعضهم راكع وبعضهم ساجد، وانتهكوا حرمة المصاحف، روعوا الآمنين، أطلقوا الرصاص الحي بواسطة ملثمين، حاصروا عمارة احتمى بها شباب الإخوان وحاولوا حرقها بمن فيها. تمادوا في توسيع مجال الحرائق في محاولة لبلوغ باقي العمارات والبنايات في المقطم وخصوصًا في محيط مقر الإرشاد، أضرموا النار في معظم السيارات الخاصة المتوقفة في الشوارع التي مروا منها.

إسرائيل لم تفعل ذلك في كل حروبها ضد مصر وغيرها من دول المواجهة، بما يعني أننا أمام عدو داخلي لم نشهد له مثيلًا، وما نعرفه عن جرائم النازيين وهولاكو أقل كثيرًا مما شهده الناس والعالم في مظاهرات رد الكرامة التي لا كرامة فيها ولا رجولة ولا نخوة ولا تمثل ثورة عظيمة ولا ثوارًا أسقطوا نظامًا ديكتاتوريًا فاسدًا بدون خسارة ورقة شجر واحدة.

لن نبكي على لبن مسكوب فالبلد مخروم ولن يبقى فيها شيء إلا إذا تحركت الدولة وقامت الداخلية باعتقال جميع المسجلين خطرًا وهم مقيدون لديها بالأسماء وتعلم أماكنهم وبيوتهم اسمًا اسمًا. أشك أنها ستفعل أو أن الحكومة ستحرك ساكنًا. لكن لابد من لوم حزب الحرية والعدالة الذي ساهم مع وزارة الداخلية في مقاومة أي مبادرة لتشكيل لجان شعبية خصوصًا التي دعت إليها الجماعة الإسلامية. اللجان الشعبية الحل الوحيد الذي يمكنه حماية ما تبقى من منشآت وإلا ستغدو مصر كلها أرضًا محروقة. معارضة نزول اللجان تحت وطأة الفزاعة من خلق دولة ميليشيات تفريط في أمن مصر وسلامتها، فالنازيون لديهم ميليشياتهم المسلحة بالفعل والتي تتحرك باتقان وتزامن غريب في عدة محافظات ليضرموا الحرائق ويخربوا المنشآت وينهبوا ما تقع عليه عيونهم، ولا قوة نظامية تقف أمامهم.

الشعب الصامت يطبق حاليًا حد الحرابة على المخربين والمجرمين والبلطجية وهو حقهم ولن تستطيع الدولة أن تمنعه ما دامت الشرطة عاجزة وبعض قياداتها متواطئة. يبقى أن تطبق الجماعة الإسلامية ما دعت إليه ولا تسمع لتهديدات الحكومة ووزارة داخليتها التي لا تخيف بلطجيًا واحدًا.

شعراوي جمعة آخر وزير داخلية في عهد عبدالناصر أدخل أجهزة جديدة على الشرطة إضافة إلى التي كانت موجودة سابقًا. الآن جاء الوقت لتشكيل جهاز شرطي شعبي يتمكن من مطاردة النازيين والقبض عليهم، وتأسيس قضاء استثنائي للتعامل الفوري مع ذلك.

مصر أهم من النفس الطويل والصبر الجميل والشعارات الوهمية عن حقوق الإنسان، فالنازيون متمادون في عدوانهم ولن يتوقفوا خصوصًا مع استمرار جبهة الإنقاذ في توفير الغطاء السياسي لهم، وسيطرة القنوات الخاصة والصحف الممولة من رجال أعمال فاسدين على سماء مصر وأرضها.


المصدر (http://www.almesryoon.com/permalink/111974.html)