المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتخابات الاردنية بدأت الأربعاء وسط مقاطعة اسلامية



احمد العتيبي
01-23-2013, 09:08 PM
الانتخابات الاردنية بدأت الأربعاء وسط مقاطعة اسلامية


Wed Jan 23, 2013 11:42am GMT



http://s1.reutersmedia.net/resources/r/?m=02&d=20130123&t=2&i=696967707&w=450&fh=&fw=&ll=&pl=&r=ACAE90M0WG500 (http://s1.reutersmedia.net/resources/r/?m=02&d=20130123&t=2&i=696967707&w=450&fh=&fw=&ll=&pl=&r=ACAE90M0WG500)




عمان (رويترز) - بدأ الاردنيون يوم الاربعاء الادلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية يقاطعها الاخوان المسلمون الذين يقولون ان النظام الانتخابي وضع بطريقة في صالح مناطق الريف العشائرية على حساب المناطق العمرانية الفقيرة.

وقاطعت جماعة الاخوان المسلمين الانتخابات وقالت إن النظام الانتخابي وضع في صالح مناطق الريف العشائرية على حساب المناطق العمرانية الفقيرة التي يقوى فيها نفوذ الجماعة.

وقال شهود إن العشرات اصطفوا أمام مراكز الاقتراع في العديد من البلدات الأردنية قبل أن تفتح المراكز أبوابها في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش).

وشهد الأردن وله حدود طويلة مع إسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة احتجاجات حاشدة ضد الفساد وجهت خلالها انتقادات للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لكنها لم تكن في حجم الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي تونس ومصر وأدت إلى صراعات أهلية في ليبيا وسوريا.

ووعدت الحكومة الأردنية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتوقعت إقبالا كبيرا من الناخبين على التصويت رغم المقاطعة الاسلامية.

وحزب الاخوان المسلمين هو أكثر الاحزاب شعبية في الاردن ويتمتع بتأييد قوي في المدن خاصة بين أردنيين فقراء من أصل فلسطيني يعيشون هناك.

وقلصت المقاطعة الاسلامية الانتخابات الى منافسة بين زعماء العشائر وشخصيات بارزة في المؤسسة الحاكمة ورجال أعمال. ويخوض الانتخابات 1500 مرشح فقط باسم احزاب معترف بها. وتنتشر مزاعم عن تزوير الانتخابات.

وقد تعكس النتائج مزيدا من القوة للشخصيات العشائرية وهي الحريصة على الاحتفاظ برعاية الدولة لان ذلك يخدم مصالحها لكن هذا التوجه مرفوض من قطاع كبير في المناطق العمرانية الفقيرة يشعر بأنه مهمش سياسيا واقتصاديا.

وقال الشيخ طلال الماضي عضو البرلمان السابق انه لا يوجد برامج عمل في حملات المرشحين وان الحملات تحركها العواطف وتعتمد على العلاقات الشخصية أكثر من اعتمادها على برامج بناءة.

وتتمتع الدوائر الانتخابية الريفية والقبلية القليلة السكان حيث تحظى العشائر المؤيدة للحكومة بوجود قوي بثقل أكبر في البرلمان مقارنة بالدوائر الانتخابية في المناطق العمرانية الفقيرة التي يعيش فيها الفلسطينيون ويجد فيها الاسلاميون قاعدة لتأييدهم. اما الفلسطينيون الاكثر ثراء ويتمتعون بنفوذ اقتصادي فيميلون لعدم التصويت.

وقال نائب المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن زكي بني أرشيد ان هذه انتخابات معيبة ستقلص نتائجها من مصداقية البرلمان القادم.

ويعيش أكثر من ثلثي الأردنيين البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة في المدن لكن تخصص لهم نسبة تقل عن ثلث مقاعد مجلس النواب.

ويصوت الاردنيون وسط مناخ اقتصادي قاتم اضطرت خلاله الحكومة العام الماضي الى تبني سياسات تقشف بتوجيهات من صندوق النقد الدولي لتفادي أزمة مالية بعد سنوات من استخدام أموال الحكومة لدعم القطاع العام المترهل.


من سليمان الخالدي

احمد العتيبي
01-24-2013, 10:09 PM
انتخابات الاردن: مناسف و'شلايا' غنم بالملايين

بسام البدارين*
2013-01-22


لا يمكن الإرتياح للأجواء التي حكمت المسار في الإنتخابات الأردنية الجديدة التي ستعلن نتائجها النهائية مع صبيحة الخميس كما هو متوقع فالعديد من التقديرات والأدوات لم تكن إصلاحية ولم تكن جادة والمنتج لا يحظى بالتوافق الوطني والعملية لم تنجز بالحد المطلوب من نسبة الإقتراع.

وجود مؤسسة برلمان منتخبة ضرورة ملحة بكل تأكيد وفي كل المواسم ووجود مجلس نواب أفضل بكثير من عدم وجوده.

لكن يعلم الجميع في البلاد بأن الفرصة كانت متاحة لبرلمان أفضل يمكن الإعتماد عليه في الإنتقال لصفحة جديدة نحو مستقبل آمن ومستقر يلف جميع الأردنيين ويحافظ على منجزاتهم بقدر ما يحافظ على مصالحهم ونظامهم الذي لا زال برأي الكثيرين خارج تساؤلات الشرعية.

الدولة الأردنية ضرورة معيشية ومفصلية وأساسية لجميع أبنائها ولابد من الحفاظ عليها مهما كان الثمن وإن كان تراكم الأخطاء لا يشكل مسارا يمكن الإطمئنان إليه فالأخطاء توجد لكي نتعلم منها وليس للتغاضي عنها والتسامح معها على أن لا تتكرر.

القيادات تخطىء والمجتمعات تخطىء كذلك وما يثير الدهشة أن من يصفقون للمال السياسي في الإنتخابات هم {نحن}.

ومن يزورون البطاقات الإنتخابية ويبتدعون كل أصناف العبث والأحابيل هم نحن الشعب ...يحصل ذلك بطبيعة الحال برعاية مباشرة وعن بعد للمجازفين في بعض دوائر القرار.

لا يوجد فاسد لم يصفق له مواطنون أردنيون في الماضي ولا يوجد متهم بالفساد تخلت عنه عصبيته العشائرية ونبذته ولا مهرجان تضليل من أي صنف إلا ووجد جمهورا يصفق وبحرارة لكل أنواع الإنتهاكات والأخطاء التي إرتكبت في الماضي بالتوازي مع حفلات زار وتمويه وخداع يقوم بها سياسيون ومسؤولون مراهقون يجدون دوما من يطبل لهم في الإعلام المرعوب المركوب السقيم البائس الذي يملأ أجواء دولة عمرها يقترب من مئة عام.

الحراكيون الذين كانوا أول من هب لمساعدة رجال الإنقاذ عندما جرح الفيضان عاصمة الشعب الأردني كانوا دوما يجدون مجموعات من البلطجية تتصدى لهم بإسم الشرعية والنظام رغم أن الحراك هو الذي عرقل رفع الأسعار عدة مرات وأنجز للشعب في وقت قياسي هيئة مستقلة لإدارة الإنتخابات ومحكمة وتعديلات دستورية.

لا توجد مسيرة أو فعالية خرجت للشارع في الأردن إلا وخرج ضدها بعض الزعران تحت إسم الولاء حتى يكاد المرء يصاب بالفصام وهو يضطر للإعتراف ضمنيا بحق الموالين أيضا بالتعبير عن رأيهم.

نحن جميعا كمواطنين جزء من المشكلة لان الفاسدين ومروجي ثقافة الكراهية والموتورين والفهلوية داخل وخارج النظام وجدوا دوما بعضا منا يصفق ويساند أو يبارك أو يتضامن معهم بحيث تختلط القيم وتضيع المبادىء ويجد كل إنسان محترم ومستقل ومهني نفسه مضطرا {للإعتذار} عن إستقلاليته وذكائه ومهنيته وصدقيته.

المال السياسي الذي ظهر مؤخرا بقوة في الإنتخابات موجود.. كان كذلك في الماضي وسيظهر في الإنتخابات اللاحقة إلا أنه في الواقع مال يستهدف أشخاصا ويستلمه مواطنون عاديون يقبلون بمبدأ المتاجرة بضميرهم ويتسرب لأوصال المجتمع عبر طبقة من السماسرة الذين لم يستوردهم أحد من خارج حدود الوطن.

نلوم القانون صحيح وننتقد الدولة صحيح ونخشى على منظومة النزاهة ونحذر من التلاعب بالأرقام في اللحظات الأخيرة عبر التزوير الذكي أيضا صحيح.

لكن الصحيح أن من يعتصم على الدواوير دفاعا عن رموز المال السياسي مواطنون أردنيون أيضا.

ومن ينتقدون أحد المرشحين لانه دفع بدل صوتهم ورقة نقدية مزورة ومن يتحشدون في مقرات مليئة بالزيف والكذب والدجل ومن يتعصبون لمرشح القبيلة بلا أي مبرر أو يصوتون للمال هم في النهاية مواطنون يمثلون جزءا من هذا الشعب المتعب.

كل الذين يتلاعبون بعقول الشعب ويطرحون شعارات إنتخابية تتواضع مع بعضها قضية تحرير فلسطين سيجدون عند صناديق الإقتراع من يصوت لهم ووجدوا طوال الوقت مصفقين كثر في خيمة المقر الإنتخابي ويستطيعون ببساطة {تجنيد} العشرات من الأعوان والمساندين والسائقين.

بصراحة نحن كمواطنين نلتهم العشرات من شلايا الغنم حتى تكاد الثروة الحيوانية تختفي من الأسواق خلال موسم الإنتخابات.

ونتحلق حول المناسف بكثافة وحماس ونبيع ونشتري بكل شيء خلال الإنتخابات ونأتي في نهاية المطاف لنلوم القانون والسلطة وهذا موقف غير عادل في الواقع فالمواطن الذي لا يعرف مصلحته ويعرض صوته وضميره شريك بنفس الجريمة حتى وإن كانت الرعاية الأبوية للدولة القديمة والعميقة قد شوهت كل الإعتبارات.

وقد وصل الحد فعلا عند بعض ناخبي ضاحية محاذية للعاصمة للإحتجاج ليس لان مرشحهم دفع ورقة نقدية من فئة الخمسين دينارا ثمنا لكل صوت بل لان الرجل دفع بعملة مزورة تمكن من طباعتها في بيروت.

بالتأكيد لو توفر قانون إنتخاب عصري ونزيه وفاعل لإختفت الكثير من هذه المظاهر المخجلة ولو تخلصت الدولة مبكرا من هواجسها الأمنية لتم إنشاء ثقافة حزبية في المجتمع تليق بإنتخابات شفافة خالية من التعبير القبلي وغير مؤسسة على برنامج سياسي بالكاد يمكن قراءته فما بلك بتنفيذه على أرض الواقع.

لو كانت نوايا بعض الجهات سليمة لتحقق الحد الأدنى الذي لا يضر من الإنصاف في قانون إنتخاب عادل بدلا من القانون الحالي المؤسس على فكرة بائسة قوامها الخوف من وقوع الدولة بأيدي الفلسطينيين أو الإسلاميين.

ولو كانت الأعمال منجزة فعلا لرأينا من حجزوا بطاقات الإنتخاب علنا وسرا خلافا للقانون بين يدي العدالة ولما إقتصر الأمر على {إنتقائية} طالت بعض رموز المال السياسي.

خيارات المقاطعة لأي إنتخابات تصبح عبثية لو توفر فعلا الحد الأدنى من التوافق الوطني.

لكنها تصيح خيارات إضطرارية للمواطن الحائر والغلبان والباحث عن حقوقه وعن لقمة العيش عندما يرصد بأم عينه كيف ينفق نحو ألف مرشح، من أبناء مجتمع فقير ودولة مهددة بالإفلاس كما قال رئيس وزرائها، 40 مليونا من الدنانير على حملة إعلانية ودعائية تخللها الكثير من الدجل والتضليل وشراء الذمم.

هذه الأموال الطائلة كان يمكن لرواد الإنتخابات أن ينفقوها على عشائرهم ومجتمعاتهم المحلية بدلا من إهلاكها على شكل يافطات مزقتها الرياح وصور جرفتها السيول وحفلات طعام وشراب زائفة ومنافقة في مجتمع يفكر بالولائم في كل المناسبات المفرحة والمحزنة....

كانت تلك مجرد خواطر بمناسبة الإنتخابات الأردنية.


*مدير مكتب 'القدس العربي' في الاردن