المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات ومواقف يرويه الشيخ الافاضل بحق الشيخ ابراهيم المرير



محسن ابراهيم المرير
04-01-2012, 09:36 PM
( ذكريات ..ومواقف- بقلم الشيخ حسن عبود العميري )
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل الأخ الكريم عبدالله السالم المحترم .
لقد سرّني كثيرا ماقمتم به من جهد متميّز في تدوين السيرة الذاتية للأخ الفقيد الشيخ ابراهيم المرير (رحمه الله) وهذا ليس بغريب عليكم ، فكان الفضل والشكر موصول لكم قبل ذلك في اعدادكم ل ( موسوعة تاريخ ونسب قبيلة الجبور ) ومن بعدها ( تاريخ ونسب قبيلة اللهيب )..
ان الأخ الفقيد أبو وضاح كان بحق
خسارة وطنية قبل كل شيء لكونه
رجلا عشائريا طموحا إتّسم بعلاقات
كثيرة وذات وشائج وروابط متينة
إن دلّت على شيء إنما تدل على
عمق تمسكه بتاريخ أهله وعشيرته ..
للأمانة وللتاريخ لقد كانت علاقتي
بالفقيد علاقة صداقة رغم فارق العمر والرتبة العسكرية لكونه كان رحمه الله يعتز بي كثيرا ، وكان على إتصال دائم بنا وهذا الشيء يعرفه أبنائه وإخوته ، ولقد تعرفت عليه عندما كنت طالبا في الثانوية إذ كان يزور والدي المرحوم الشيخ عبود العميري مع عمه المرحوم الشيخ محسن المرير في مناسبات عديدة وتعرفت عليه آنذاك ثم إلتقيت به عندما كنا ضباطا في الجيش العراقي الباسل ..
وأذكر أني كنت أحد ضباط إستخبارات لواء المشاة الآلي العشرين في الفرقة الخامسة في كركوك ، وكان الفقيد ضابط ركن /3 حركات الفرقة وقد زارنا مع رئيس أركان الفرقة العميد الركن محمود الرفاعي وكان فيها هو برتبة مقدم ركن ، وأثناء الزيارة وعندما كنت أقدم نفسي لرئيس الأركان وكانت رتبتي ملازم وبصوت عالي مليء بالثقة والإنضباط ، وقد أعجب رئيس الأركان بهذا الأداء وبادر بسؤالي ( عفية ..وين أهلك ؟ ) ، فأجبته في الشرقاط ، فأردف المرحوم أبو وضاح بالقول لرئيس الأركان ( سيدي هذا إبن عمي ) ، فشكرنا نحن الإثنان وبادر المرحوم بمصافحتي وشكرني على هذا الأداء ..
لقد كان المرحوم ميالا للمساعدة وحب الآخرين والإبتعاد عن العقوبة وتشجيع المقاتلين ، وكان متمسكا بالعادات العربية ، وإنسانيا في جميع الظروف ، وقبل ذلك كان حسن الأخلاق ذو تربية عربية أصيلة ، وهذا ماشاهدته بنفسي في مدينة العمارة – منطقة الطيب عام 1999 حيث كنت برتبة نقيب ضابط إستخبارات في اللواء المدرع /17 ، وكان المرحوم (ض ر الأول فق مع /10) وإلتقينا وقابل الضباط والمراتب وكرمهم وشجعهم وزرع الثقة في نفوسهم وأوصى في حل مشاكلهم ورعايتهم ..
عموما كانت له مواقف وطنية مخلصة والحديث يطول عن فقيدنا الغالي أبو وضاح ، دعاؤنا له بالمغفرة وعزاؤنا بأن يكمل أبناؤه المسيرة ويبقون على العهد والدرب الذي رسمه لهم والدهم الفقيد ..رحمه الله ورحم جميع شهداء العراق .
( والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )..

الشيخ
حسن عبود العميري
12/4/2011


رجل العشيرة ..القيم والمباديء
بقلم : ابراهيم حلبوص اللهيبي
أود في هذه اللحظات أن أكتب عن صديقي وأخي المرحوم الشيخ ابراهيم المرير أبو وضاح ، وأن أكون دقيق في
وصف هذا الرجل الشهم ..
وأرجو أن تسمحوا لي أن أفصّل حياته
حسب ما أراه أنا ، وهذا رأيي الشخصي
في فقيدنا أبو وضاح ، وقد يكون رأي
الكثيرين ممن عاصروه من الأقارب
والأصدقاء القريبين والبعيدين ..
بداية أتكلم عما كان يطمح له هذا الرجل الشجاع من منارات عالية لأبناء عشيرته ، وأن تكون هذه العشيرة سبّاقة بكل علم فضيل من كرم وصيت وسمعة طيبة بين العشائر الأخرى ، هذا في المفهوم العام للعشيرة . أما مايخص عشيرته البوعبدالله ومنهم ( المرير) فكان والله لايبارى في كل فعل كل مامن شأنه رفعت هذه العشيرة وكان يفادي بماله وبراحة جسده من أجل هذا الفعل النبيل ..
كان بين ( ربعه ) شيخا محبوبا أصيلا نبيلا لاينظر الى الوراء حتى وإن حصلت خلافات داخلية وإنّما سباقا الى لم الشّمل ويدعو الى عدم الفرقة والتناحر ، مسامح ، كريم الى الحد الذي كان يقول لي : والله يا أخي أبو عزت : انني لا أغار من أصحاب العمارات ولا السيارات ولا أصحاب الأموال الكثيرة ، ولكني أغار عندما أرى أحّدا يقدم ( صينية) كبيرة ملآنة بما يجود به الباري عزّ وجل ( من هذه أغار ) ..
كان صاحب ( صينية) قليل هم من يقدّموا مثلها في جميع الأحوال ، وصينيته لاتقدم فقط لكبار القوم إنّما إذا جاءه شخص واحد ومن عامة الناس نرى تلك الصينية بكامل حلّتها وزينتها تقدم الى هذا الشخص ( رحمة الله عليك يا أخي أبو وضاح وأسكنك فسيح جناته ) ..

الذكريات
( مسيرة الدرب )
كان لي مع أخي وصديقي المرحوم أبو وضاح علاقة فريدة متميّزة منذ أكثر من عقد من الزمن ، كانت بدايتها في مدينة الفلوجة البطلة في بداية التسعينات حيث كان المرحوم أبو وضاح برتبة مقدم ركن ، ووقعنا حينها في مشكلة مع إحدى العشائر هناك ,كان سير القضية في مدينة الفلوجة ، وقد وقف لنا الأخ أبو وضاح وقفة الأسد وتم على يديه إنهاء المشكلة من جذورها ..
هذه البداية . قد يقول قائل لماذا لم تكن علاقتنا في منطقتنا ، علما اننا أبناء عمومة وقريبين في المنزل من بعضنا !؟.
أقول : لقد كان السبب الذي يمنعنا من مواصلة علاقتنا هو ظروفنا المهنية ، حيث كان الأخ المرحوم أبو وضاح ضابطا في الجيش العراقي ، وأنا كنت في الجيش ولم تتصادف إجازاتنا في وقت واحد ، لهذا كان بعيدا عني وأنا بدوري كنت بعيدا عنه ...
بعد هذا الحادث أعلاه تطورت العلاقة ، فكان يراسلني وأراسله ، يسأل عني إذا جاء في إجازة ، وبدوري أسأل عنه ، وكنت أحبه وأرى فيه الرجل النبيل الذي ينشد به ( الظّهر) – كما يقال – وقت الملمّات ..
ابراهيم ظلال الكيض مشراكت الشّتا
عديم ليصار بوجوه الرجال عبوس
وقد توطّدت هذه العلاقة الصميمية بعد الإحتلال الأمريكي لبلدنا العزيز ، حيث كنّا سويّا في أكثر الأوقات ولا أذكر انني غبت عنه أكثر من ثلاثة أيام ، وإذا لم أحضر إليه يحضر هو بنفسه الى حيث أنا ، أما في الهاتف فكان الإتّصال يوميا تقريبا يستشيرني في كثير من الأمور العامة والخاصة وكان نعم الأخ والصديق .
لقد كنت حاضرا كل لقاءاته مع أبناء عمومته ومع العشائر الأخرى ، سواء في مضيفه أو نذهب إليهم سواء في الدعوات أو مجالس العزاء أو لفض مشكلة ما ، هكذا كان المرحوم سباقا لكل عمل طيّب ..
لقد كان للمرحوم أبو وضاح علاقات واسعة مع العشائر الأخرى ، وأذكر اننا ذهبنا سوية الى العارفة ( عارفة البدو) ابن عجيل ( جاعد العجيل)، وكان للمرحوم عند هذا العارفة حظوة كبيرة وإحترام لايوصف وكان يستمع الى كلامه عندما يتكلم ، وكان رحمه الله يرتجل بعض قصائد البادية ويذكر فيها الطيبين من علية القوم وعيناه تذرف الدموع ، فكان هذا العارفة معجبا به كثيرا ..
كما كان له علاقة وثيقة مع العارفة ( حمود البكار) – عارفة عشيرة الأسلم الشمرية – ومن بعده العارفة ولده فرحان حمود البكار _ ابو نزهان) وكان هذا الأخير من أكبر المعجبين بالمرحوم أبو وضاح ودائم السؤال عنه ، وقد جاءني أكثر من مرّة من أجل الذهاب معه الى مضيف المرحوم أبو وضاح ، وفعلا كنا نذهب أنا والعارفة أبو نزهان الى أخي المرحوم أبو وضاح ..
والله مهما خط ىالقلم ومهما جاشت المشاعر لن تكون إلاّ نقطة في بحر في وصف نبل وشجاعة وتواضع وكرم الشهيد الشيخ أبو وضاح رحمه الله ، والله ينطبق عليه قول الشاعر :
للعز ويا المجد بالفعل عنوان
شهمن شجاع وكل ماراد طاله
ياباني في صدر الأمجاد ديوان
عسير على غيرك يسوي مثاله

أبو وضاح ..شيمة ..وشهامة
في هذه الكلمات أو أن أروي إحدى القصص المشرفة والمواقف النبيلة للأخ المرحوم أبو وضاح ، حيث أنه في أحد الأيام جاءني صديقا من أصدقائي وذلك قبل الإحتلال الأمريكي للعراق ، وكانت له مشكلة مع أحد الأطراف من عشيرة اللهيب ، وصديقي هذا كان من جمهورية مصر العربية ، وينتسب الى عشيرة ( الدغيرات) من شمر ، فقصّ لي مشكلته ، وبموجب أصول العرب إنتخيت له وكان محور القضية انه مدان مادّيا لأحد الأشخاص بمبلغ مليون دينار ، وكنت في تلك الفترة لا أملك أكثر من مصروف ذلك اليوم ، فقدّمت للدائن سلاحي الشخصي على أن يقسّط ماتبقى من المبلغ على أقساط عدة ، فرضي الدائن بذلك ، وقد دفعت للدائن فيما بعد كامل المبلغ دون أن أجعل صديقي يعرف بذلك وإنتهت المشكلة والحمد لله .
أنا أروي هذه القصة لكي أصل الى تبيان وشيمة وشهامة الأخ المرحوم أبو وضاح ، إذ بعد فترة من الزمن سمع أخي أبو وضاح بهذه القصة ، فقام بإرسال رسالة أرفقها طيا بخط يده مع بندقية كلاشنكوف عوضا عن بندقيتي التي أعطيتها سابقا ، وفحوى الرسالة يعبر بما لايقبل الشك مدى صدق ونبل وشهامة هذا الرجل الوفي الذي لايترك صديقا في ضائقة وهو قادر على مد يد المساعدة ، وفيما يلي نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ابن العم والأخ ابو عزت المحترم
تحية طيبة لشخصكم ولجميع العمام
أخي العزيز :
المعاني السامية ..والقيم العليا ..نحن شراكة فيها ، الكل منّا يتمم الآخر ، وهذه قيم الرجولة .
أخي العزيز :-
كم كان موقفك مشرفا من ( الدغيري ) خويّك :
خوينا مانتركه للكصاصيب
يجبر بنا لوهو كصيم العظامي
فإعترافا مني لحسن فعلك أنت وأبناء عمومتي ( رفعت الرأس) ولجميلك وحسن ماعملت ومشاركة مني في الذي عملته أهديك ( بندقية كلاشنكوف) خلفا لبندقيتك لا للجوانب المادية فحسب ..بل للجوانب الإعتبارية والمعنوية ولدعم موقفك أنت وأبناء عمومتي الطيار والسالم في هذه المواقف المشرفة دوما ولتحقيق ماقلت لك في مناسبة سابقة بأن نبقى عمقا لبعضنا البعض ولتقول أنت في المواقف الصعبة بأن لي (ابن عم) يقف خلفي يساندني إذا ما أعبست الوجوه في الوغى هو ( ابو وضاح) فأنا لها وعهدا مني أن أبقى أخوكم الصغير سندا ودمتم بخير ويسر وسلام ..سيرو قدما ونحن من وراءكم ..والله من وراء القصد ..ومن الله التوفيق
أخوكم
أبو وضاح
ابراهيم المرير
لقد كان للأخ فقيدنا المرحوم ابو وضاح مواقف كثيرة ليس معي فقط وإنّما مع كل من يعرفه سواء قريب أو بعيد ، ولقد كان في أكثر الأحيان يرسل لي القهوة العربية ( الكهوة) ويقول ولتدم كهوة عمامي وأخي أبو عزت وأرفق لكم ورقة مرسلة مع الكهوة في إحدى المرات للربعة ( المضيف ) ، رحمك الله عليك ياأخي وفقيدي أبو وضاح ..



مساء الرحيل
في لحظات عصبية غير متوقّعة تلقّيت هاتفيا نبأ إستشهاد أخي وصديقي المرحوم أبو وضاح ، وقد إسودّت الدنيا بعيني وأنا بين مصدّق ومكذّب للخبر ، وأجريت إتّصالاتي للتأكد من صحة هذا الخبر فلم أجد الجواب الصحيح ..
كان الذين أتّصل بهم مصدومين مرة يقولون : نعم ، ومرّة يولون: لا ، ومرّة يقولون: انه حيّ فأتنفّس الصعداء ، ومرّة أخرى يقولون : فلارق الحياة ، فينتفض صدري وتقصر خطاي ، كانت لحظات مريرة عصيبة ، كنت صامتا ومعي جميع الحاضرين كانوا صامتين في ذلك المساء ، لا كلام ، لا حركة ، لاتعليق ، لا أحد يعرف ماذا يقول من هول الصدمة ..
لقد فقدت في ذلك المساء أخا كنت أستند عليه عندما لا أجد الأصدقاء والإخوان ..وأسأل الله العلي القدير أن يتقبّله مع الصالحين والصدّيقين وحسن أولئك رفيقا انه هو السميع المجيب ...

ابراهيم حلبوص اللهيبي
نينوى – القيارة – قرية زهيليلة
1 نيسان 2011





محطات من حياة الراحل
( بقلم الشيخ الأديب ابراهيم رحيل اللهيبي من وجوه الزعتمان)
دنياك شبّهته على الحلم والطّيف
قصّه وتاليها مثل خبر كاني
وبالك تقرر به ترى مابها حيف
يامعتنين العمر فالعمر فاني
كانت تلك الكلمات تتردد في ذاكرتي عندما تناولت القلم وبدأت أكتب محطات متواضعه ، عن محطات مليئة بالمجد ومفعمه بالفخر من حياة الراحل الشيخ والقائد الميداني ابراهيم المرير، وهي مقطع من قصيدة طويلة قلتها بعيدا عن هذا الموضوع ، لكني أجد أنها تتناسب مع هذا الموضوع .
وإستذكرت كذلك كلمات لشيخ كويتي هو مرشد البذالي ، عندما كان يرقد بأحد مستشفيات الكويت وعرف من خلال التقارير الطبية أن الموت قادم لامحالة ، فقال قصيدة طويلة أعيد الى حضراتكم مقاطع مختصرة منها حيث قال :
دنياك لو تعطيك زين المعوشه
تاليها سوالف تعود على ماشي
ويالله عطفك ولطفك نحوشه
ويالله بحسن الخاتمه عند الأكراشي
إلتقيت بالشيخ ابراهيم عندما كان برتبة مقدم ركن عام 1992 لأول مرة وكان يشغل منصب آمر لواء كتيبة 72 المدرعة حرس جمهوري ، حيث جعل من مقر الكتيبة مضيفا للزائرين وديوانا تتداول به القهوة العربية والشاي وكلمات الهلا والمرحبا ، وتبشّر وحياكم الله كانت لاتفارق ذلك الوجه البشوش المبتسم دائما وهو ذو شخصية صلبة وقوية ، وقد فرض إحترامه على جميع آمري الوحدات والقادة الذين عاصروه في معسكر الراشدية شرق مدينة بغداد آن ذاك ، وكان رجلا لايجامل ولايهادن على حساب تنفيذ مطاليب المستعينين به بعد الله ، ولم يكن ذلك قريبا على رجل منحدر من هذه العائلة الرفيعة ، ويتسلسل في هرم القيادة بجيش البطولات ، جيش العراق الباسل في ذلك الوقت ..
وكانت الأساليب العشائرية وتلك الضيافة الأصيلة لزواره وفتحه لديوان داخل مقر الكتيبة هي أحد الأسباب التي جعلت أجهزة الأمن تكتب مقترحا بنقله خارج وحدات الحرس الجمهوري ، حيث أمضى ماتبقى من حياته العسكرية في هرم السلطة في الجيش العراقي ، وبعد إستلامه قيادة أحد الألوية ، عمل رئيسا لأركان الفرقة السادسة في مدينة البصرة الفيحاء ، حيث إستطاع أن يوفق بين العمل العسكري والعلاقات العشائرية ، وكان له الأثر البالغ في نفوس مشايخ تلك المحافظة العريقة ..
وفي عام 2003 إلتقيت الراحل ، وكنت مبعوثا له من قبل أبناء الشيخ حواس الصديد ، شيخ قبيلة الصايح ، ولاضير في أن أكون مبعوثا لشيوخ قبيلة أنتمي الى جحفلها التاريخي منذ الأزل ، وقد نقلت له رسالة شفوية ، تدعوه للتعاون معهم لإنشاء تكتّل عشائري موحد يقف بوجه قوى الإحتلال أو التي لاتريد للعروبة أن تقوم لها قائمة في هذا البلد العظيم ..
وكان الرجل متفهما ومتعاونا مع هذا الرأي بقوة ، وبعدها توجه فورا الى مدينة بغداد الحبيبة ، وإلتقيته في مؤتمر أبناء الشيخ حواس الصديد في نادي الصيد حيث إجتمعنا مع كثير من شيوخ عشائر العراق الذين أيّدوا هذا الرأي السليم ..
وعندما زرته في وقتها كان معي أحد أقاربي يستمع لحوارنا ، وعند مغادرتنا لبيت الراحل أبو وضاح أبدى قريبي إعجابه الشديد بهذا الرجل وقال أن هذا الشيخ قوي الشخصية وعظيم التواضع وانني أشعر بالسعادة الغامرة لهذا اللقاء الشيّق مع هذا الرجل الكبير بمعانيه والبسيط بتواضعه ..
والحديث عن ابراهيم المرير كثير وكثير جدا ، فهذا الرجل إستطاع أن يجمع تقاليد البداوة وأهل الديرة وأن يكتسب محبة وإحترام الطرفين ، خصوصا وأنه يتمتّع بعلاقات واسعة مع أغلب زعماء قبيلة شمر ، وأنهم يحملون له محبة كبيرة وإعتزاز خاص ، وقد رثوه عند وفاته وإستذكروا له حديث الإنزعاج من تصرفات السلطة في العهد الماضي عندما قام الرئيس الراحل صدام حسين ، بإعتقال الشيخ المرحوم حميدي عجيل الياور رحمه الله والشيخ ضاري مشعان الفيصل في مديرية شرطة النجدة بمدينة الموصل ، حيث أبدى تذمّره وإنزعاجه وهو يرتدي الرتبة العسكرية الكبيرة وأمام أنظار وتحت مسامع المسؤولين في ذلك العهد ، وهذا الأمر الذي أبداه قد يكلفه حياته ، لكنه لم يأبه من قول كلمة الحق التي يراها ، وكان فعله وتصرفه له الأثر الكبير في نفوس زعماء شمر الكرام ..
وإستمرت اللقاءات مع هذا الشيخ الكبير وكان شديد الإعجاب بطروحاتي العشائرية ويكن لي إحتراما خاصا ، وقد فاجئته ذات يوم بنقد لاذع وجهته له على أثر خلاف حاد بينه وبين أحد زعماء قبيلة اللهيب وأمام مسامع عددا من شيوخ العشيرة ووجهائها ، ولكني وجدته يتقبل هذا النقد بروح رياضية وبثقة عالية بالنفس وتفهّم القصد من كلامي وهو لم شمل القبيلة وتوحيدها ، وقال وهو صادق في قوله ان هذا النقد يعبّر عن إعتزازك بالمرير ، وتمنيّت لو أن كل الرجال يوجّهون نقدهم لبعضهم البعض وجها لوجه وبعيدا عن المجاملات الفارغة وشكرني كثيرا وإعتبر كلامي إصلاحا وليس نقدا وهو كذلك بالفعل ، وعرفت أن هذه الصفات تتوفّر عند الرجال العظام فقط ..
وكنت ذات يوم وقبل وفاته رحمه الله بخمسة أيام في مدينة الشرقاط تحديدا بصحبة الشيخ حواس العاشج شيخ عشيرة الدوايخ من اللهيب ، فإقترحت عليه أن نتقهوى عند المرير ونتبارك بهذا البيت الرفيع فتناول جهاز الهاتف وقام بالإتصال بأبو وضاح رحمه الله ، فأجابه بالترحيب الكبير وقال القهوة عند أبو ويس والغذاء عندي والأمر منتهي ، وكان ذلك اللقاء الشيق والجميل الذي إنسر به أبناء المرير جميعا والمرحوم أبو وضاح خصوصا ، وبعد الغذاء بدأنا نتذاكر الأيام ونستعيد الذكريات من خلال معرض الصور الجميل الذي أبدع الراحل في تنظيمه والذي يجمعه مع كبار رجالات الدولة والشيوخ في العراق ومنهم الرئيس الراحل صدام حسين ومساعديه ، وعندها هاجت شجوني وأنا أشاهد كبار قادة الجيش العراقي والذين دثرتهم الأيام من خلال معرض الصور الذي جمعهم مع فقيد اللهيب ابراهيم المرير عندما إستذكرت بطولات الجيش العراقي البطل ودفاعه عن حدود العراق وما حلّ به بعد ذلك عندما تعاونت قوى الشر على تدميره وألقيت قصيدة طويلة فيها عتاب ولوم وشجون وكيف دافع هذا الجيش عن سيناء والجولان وتذكرت خيانة الغادر العميل حسني مبارك وما فعله من أجل تدمير العراق ، وقد إنهمرت دموع أبو وضاح وبان الحزن العميق على قسمات وجهه .
وفي اليوم الثاني لمغادرتنا أرسل لنا عدة رسائل تعبر عن شوقه لتجديد الزيارة ، وقد إتفقت مع الأخ الشيخ حواس بأن تستمر لقاءاتنا ولكن الأجل لم يترك لنا ذلك ، حيث جرى ماكتبه الله تعالى ولا إعتراض على حكمه ، حينها شعرنا بعظيم الحزن والأسى وأدركنا لحظتها أن اللقاء تم لكي تتخلد ذكراه للأبد ، رحم الله أبو وضاح وعزاؤنا بسلفه وإنا لله وإنا إليه راجعون .

الشيخ الأديب : ابراهيم ارحيل اللهيبي




رثاء لرحيل الشيخ أبو وضاح
بقلم الشيخ حسن الرشيدات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في الآية 23 من سورة الأحزاب:
( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدّلوا تبديلا ) – صدق الله العظيم –
ماذا عساني أن أقول وقد جف قلمي وتبعثرت أحرف أسطري وحتى الصوت قد جرح من قسوة الزمن وهول المصيبة والدموع هي الأخرى تجمّدت من فراق من تمنّيت من كل قلبي أن يدوم وجوده وتطول أيامه ، ولكن لامرد لقضاء الله وقدره ، ولاإعتراض على حكمه والموت سيرة الأولين والآخرين ، ولادايم إلاّ وجه الله الكريم ..
الثامن عشر من تموز 2010 ، كان يوما أسودا ليس كباقي الأيام يوم رحل فيه عنا ، نحن أحباؤه وإخوانه الذين عرفناه وأحسسنا بقربه من قلوبنا وعقولنا يوم رحيل اللواء الركن الشيخ ابراهيم حسين المرير...
رحمك الله أخي أبو وضاح وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء ، فقد عرفتك ..وإبتسامتك وضيئة تسع الدنيا بهجة وحبور وشبابا دفاقا يهزم الصلد من الصخور ..وآمال وطموحات تسع الكون بلا غرور ، فكانت أبواب كل القلوب في وجهك مشرعة بالحب تمور أبا وضاح :
ليس كبقية الرجال صال وجال في حياته فأصبح رمزا للشهامة والشجاعة والكرم ، دخل قلب كل من عرفه ، رحل على عجل بوعد وأجل من الباري ، وهكذا تغادر الأبطال دنياها ، ترك أثرا لايمكن أن يمحى من قلب كل من جالسه ..
تذكرت أبياتا لشاعر شهير بكى بقلبه قبل عيونه وهو ابن الرومي الشاعر العباسي الشهير في رثاء ولده ، هي أقل مايقال في رثائي لأخي أبا وضاح :
وأنت وإن أفردت في دار وحشة
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أودّ إذا ما الموت أوفد معشرا
الى عسكر الأموات أنيّ مع الوفد
عليك سلام الله مني تحية
ومن كل غيث صادق البرق والرعد
أبا وضاح :
رحلت عنا ولكن تربعت على عروش قلوبنا ولن تغادرها وستظل قدرة القيم الإيجابية التي قدمتها لعموم الناس ولنا أكثر إمكانية على المطاولة والتجذر في قلوبنا جميعا حتى مع أولئك الذين لم يتعايشوا معك بالشكل الذي عايشناك به ..
في كل زمان ومكان نجد تراكم هائل من أفعال وقيم يعتمدها الإنسان كقياس مع أي فعل مغاير لها ، فأنت من الذين سيظل أسمه حاضرا في كل ماتستوجبه المقارنة أو القياس أو لمتغيّرات الزمن بما قدمته من أفعال وقيم حاضرة رغم رحيلك ..
أثّرت بجميع من أحاط بك وكانت قدرتك على إغناء الموروث الإيجابي في كافة أصعدة الحياة متميّزا وأصبحت مصدر إلهام للكثيرون ممن عرفوك ..

الشيخ ابراهيم المرير :
نسل الكرام ، أضاف لتاريخ أجداده الحافل والذي هو أكبر من أن أسطّره بكلمات يشهد بها القاصي والداني ، رحمك الله يا أبا وضاح وأسكنك فسيح جناته ..
ختاما :
أسجل شكري وتقديري للكاتب والمؤرخ الأستاذ عبدالله السالم الجبوري ، على الجهد الذي بذله لتوثيق تاريخ وسيرة الشيخ ابراهيم المرير ، نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته ويوفقه لما يحبه ويرضاه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الشيخ حسن محمد الحسن اللهيبي
شيخ عشيرة الرشيدات – اللهيب
نينوى – ناحية حمام العليل












ذكريات ..ورثاء
بقلم : المهندس منيب نزهان مظلوم اللهيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
لاحول ولاقوّة إلاّ بالله العلي العظيم ..
انها المصيبة ولاغير ، فعمنا أبو وضاح رجل وليس كباقي الرجال ، سوف أعيد كلاما قلته حين كتبت كلمات التعزية بمناسبة إستشهاده رحمه الله وأسكن روحه الجنة..
رأيته أول مرة في فاتحة الشيخ المرحوم صالح الهندي في شهر شباط أيام الربيع عام 1998 في قرية عيون الخشالات حيث كان مجلس العزاء غير إعتيادي بحجمه وناسه ، وكان هو قد أعد قصيدة بحق الفقيد علّقت في صدر الديوان يقرأها جميع الحاضرين ..
عموما :
كان العم الشهيد أبو وضاح جالسا بجنب العم المرحوم سعود خليل الهندي رحمهم الله تعالى جميعا ، وحين صار الذكر وكان المداح من أهل الحويجة أذكر إسمه ( ابو زهرة ) رجل ذو صوت رخيم يشجي القلب ويثير أوجاعه فقام المداح بذكر مآثر أبو هندي ( الشيخ صالح الهندي ) رحمه الله ..
وكان في قلوب اللهيب ، غصّة ، لما أصاب البوهندي من ظلم وإحكام إعدام بحق أولادهم بغير وجه حق ..
فأحسست في وقتها وكنت في قلب الحدث وعمري (18) سنة جالسا بجنب أبي الحاج نزهان ( أن المجلس بدأ يغلي) وأحسست أن الرجال بدأت ترتعش من الغيض وأخذت العيون تتلألأ بوضوح ، إلى أن ثار العم الشهيد أبو وضاح رحمه الله تعالى وأخذ الرشاش من يد أحد أفراد الحماية ( كان في وقتها آمر لواء برتبة عقيد ركن وقد جاء الى العزاء بالملابس العسكرية ) ، وأخذ بعدها يطلق النار في السماء وكأن لسان حاله يقول ( هل ترضين يادنيا بالظلم ) ..
ومنها ثارت بنادق لم تكن في الحسبان من كل مكان ، تطلق النار يقودهم عمنا المعيوف المهيوب أبو وضاح ..
بقيت في ذاكرتي هذه الصور للعم ابو وضاح رحمه الله واليوم أنا عمري (30) سنة وأنا أب لولد وعم لآخر ، سوف أرويها لأولادي وأصف لهم غيرة الرجال حين تثور ، وأصف لهم غيرة أعمامهم وأهلهم متمثلة بأبو وضاح العم والشيخ والقائد والآمر ..
انه نجم قد هوى في حسابات أهل الأرض ، لكن في حساب ربنا فإنه نجم رفعه عنده لأن روحه النقية التي صعدت الى بارئها ساعة الصلاة والفرض أنقى وأسمى من أن تسكن في هذه الأرض ..
نم قرير العين عمي أبو وضاح الشهيد ، نم شهيدا سعيدا رغيدا ، يحيطك نبيّنا وملائكة الرحمة ، يحيطك أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ..
نم في عليين ، نم في الفردوس الأعلى حيث لا إحتلال ولامجرمون ولاميليشيات ولاطائفية ، نم في ضيافة رب رحيم الى يوم يبعثون ..

منيب نزهان مظلوم اللهيبي






فارس ..يرثي فارس
بقلم الشيخ زيدان الثرثار
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان الراحل الشيخ ابراهيم المرير رحمه الله تعالى ، نجمة في سماء العشيرة ، نباهي به القبائل ، انه صاحب الكلمة والمبدأ ، يعرف متى يتكلم ومتى يصمت ، عرفته عن قرب انه رجل حقا قلّ نظيره ، فهو قيادي من الطراز الأول ، كان أخا وخالا وإبن عم تربطنا به علاقة وثيقة وطيبة ..
مواقفه معنا كثيرة ، فقد كان رحمه الله كثير
الإعتزاز بوالدي (( الشيخ خلف الثرثار))
حتى أنه لقّبه بفارس العشيرة وذلك عندما
وقف خطيبا في مجلس عزاء والدي وسط
حشود من مختلف العشائر في خطبة له
سمّاها ( كلمة حق لمن يستحق) وإعتزازا
مني بتلك الخطبة وإعتزازا بالمرحوم أبو
وضاح وبوالدي رحمهما الله تعالى وتخليدا لتلك العلاقة التي كانت تجمعهم آثرت أن أورد هذه الخطبة وهي للشيخ أبو وضاح ، قال فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم
(( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ))
(( كلمة حق لمن يستحق))

إخواني الحضور الكرام :-
ونحن نجلس هذا اليوم في مجلس عزاء فقيدنا الغالي الغائب .. الحاضر ..فارس القبيلة والعشيرة الأخ أبو زيدان ، له الحق علينا أن نستذكر سجاياه العطرة في رحلة عمره المليئة بالأحداث والعبر ، لخدمة القبيلة والعشيرة ، وحتى لايكون مجلسنا خالي من التذاكر معا بسيرة فقيدنا (( أبا زيدان )) ..
أقول بحق فارس القبيلة والعشيرة التي أخذها بإستحقاق لوقفاته طوال حياته في خدمة أبناء عمومته وحضوره الدائم في الزمن الصعب ، فعندما تدلهم الخطوب تجده حاضرا ، رأيته في مرحلة الستينات قبل أربعة عقود من الآن شاهدته في قريتي (مشيرفة) فارسا مغوارا ، وكان مطاردا من قبل السلطات الحكومية ، ورغم ذلك فإن مواقفه بقيت محفورة في الذاكرة شاركنا في أفراحنا وأتراحنا..
ورأيناه في أحد المواقف كيف إخترق الرصاص جسده ، فقام بشد جراحه بيده ويمتنع عن الذهاب الى الطبيب ويكتفي بوضع الملح والبصل على مكان الرصاص ..
آه يا أبا زيدان كم كنت شجاعا حتى وأنت مصابا ..ياترى كم هو مؤلم علاج الملح على الجرح ، ورغم أنه عبر الماء في يوم فائض بارد لكنه تحدّى التيار وشدة الماء وليكون ثمار هذا العبور صلحا مشرفا هو ( صلح الشجعان) .
وبعد عام 2000 حضر هذا الصلح كبار شيوخ العشائر في العراق ، وكان لنا شرف حضور هذا الصلح الذي حضره ( إبن هذال والجربان وشيوخ العبيد والدليم ) وكان الصلح في قرية العوجة قرب تكريت..

إخواني الأعزاء :
زرت فارسنا في مرحلة الثمانينات في منطقة سكنه بالشيخان بعد فقدان ولده ( محسن) في شرق البصرة – نهر جاسم ( كم إلتهمت يانهر جاسم من الرجال الأبطال أبناء العراق ..حماة العرض والدار ..وكم ذهبت المعارك بآلاف الشباب الأبطال ..وكم ضاعت في نهر جاسم مئات البطولات والأبطال ..وكم كان فيه مئات بل آلاف الجنود المجهولين الذين دافعوا عن الوطن )..
عذرا لكم أن أسترسل وأثقل على مسامعكم بنهر جاسم ولكن لاتلوموني إنها مشاهد مؤلمة شاهدتها بأم عيني ومن حق الرجال علينا أن نذكرهم انهم أبناء العراق ..
عودة لفارسنا أبا زيدان:
ذهبت لغرض التعزية بمصابه وفقدان فلذّة كبده ..وكنت أشجعه وأستنهض به قيم الرجولة والشهامة وما سجله في حياته تجاه عشيرته وقبيلته ، أنك لديك مواقف مشرّفة في ( مشيرفة) تجعلنا نتضامن دوما معك ، انك الفارس الذي لم يغمد سيفه وأن عمامك المرير لهم إعتزاز بشخصك كبير وعلى رأسهم عمي ( أبو عبد ) ..
قال لي رحمه الله ..وبقيت كلماته تدق في ذهني منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا ..قال لي : أخي أبو وضاح : ( إنكم حمولة وأهلك حمولة وفرسان وعلى رأسهم الفارس الشيخ أبو عبد ) ، انه فارس عنيد وعجيد قوم وزعيم ..قلّ نظيره ، وعمك الحاج نايف ، دبوس (رمح) أعوج لايغفل مشورته أبو عبد ...( إنتهى كلام أبو وضاح ) ..
هذه كانت مقتطفات من تلك الخطبة التي كانت بلا رتوش ، أقول لقد جمع أبو وضاح من الصفات التي كانت تجعله دائما في المقدمة ، لقد كان يعيش بنفس كبيرة أكبر من الزمن الذي وجدت فيه ، فما عساي أن أقول عن فقيدنا فقد يكون الصمت أبلغ من الكلام أحيانا ، فرحمة الله عليه رحمة واسعة ونسأل الله أن يخلفه في أهله من يستطيع إكمال طريقه الذي بدأه إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
أخوكم الشيخ
زيدان خلف الثرثار
8/4/2011