الــولــيــد
07-11-2007, 02:10 PM
في ليلة جميله من ليالي ....شهر ايلول الماطر.. كان البدر فيها يجاذب النجوم أطراف الحديث .. ويسمعها أغاني الشتاء ....... وهي تردد له تراتيل الجمال .. مفعمة بالنشاط والحيويه ... وزهور البنفسج تلوح للفراشات .. ببتلات الرحيق ... العاطر .... في تلك الليله ..... كانت العربه الفخمه .. تسير بين طرقات المدينه الهادئه ....... تنساب بين الدروب ... كأنها نسمات الجنوب ........
وقفت العربه .. عند المخبز .. وترجل منها ذلك الرجل ووقف أمام المخبز .. وقال : عطني بريالين خبز ... وبريال تميس بالجبن .. ولما نظر الخباز اليه ....صاح .... ياللهول انه سائق بنت الوالي ... ... وقام على الفور وجهز الخبز ... وأوعز الي ابنه بأن يفك ( جبنة الكيري ) ويدهن بها ظهر التميسه ... وكان الخباز وولده يعملون جاهدين لإتقديم هذا الطلب بسرعه ..... وعند تجهيزها
قال الخباز لولده : رح وأنا ابوك ود الخبز ... لعربة بنت الوالي ..
فقال الولد : تم ...
قال الخباز : مايتم عليك باس ياولدي .... فلما ذهب ابن الخباز للعربه ... قدم التميس مع الدريشه لبنت الوالي .....
فقالت : انت ولد الخباز ..
قال : نعم ..
قالت : لبا هالصدوغ .... إنك وسيم وجميل أيه الفتى ....... ماهب منك من هالخبوز اللي تاكلها ...
قال ولد الخباز : ماعليك زود ... ياسيدتي ...
قالت : لايكثر هرجك .... الوعد الليله في القصر ...!!
فقال ولد الخباز : ولكن ياسيدتي ....
وهنا قاطعته بشده وقالت : والله لو ماتجي أني لوريك ...
فقال لها ولد الخباز : ياسيدة الجمال والكمال ياذات الحسب والنسب ... ياسليلة المجد والخلق النبيل ..... الليله الشايب .. معزوم ... عند مناحي أبن هادي ... ولافيه أحد من أخواني يذهبُ معه للعشاء ........ الاخوان واحد في معهد الدراسات والايطلع الا يوم الخميس والثاني راح يروي للغنم في جو سمين من قلمة العمى ...!!! ولكن أوعدك أني سأكون عندك ...القابله ....إذا ما أنتي مرتبطه ...
فقالت بنت الوالي : ظريفُ ايه الشاب ولك في الخطاب والكلام شأن ... لله درك ... القابله ... القابله .... حنا وش ورانا ..
ثم نظرة الي السائق وقالت له : حرك وحرك السائق الي جهة غير معلومه ... و ولد الخباز واقف مكانه .... والرياح تمضغ معطفه الطويل ...دقله ... وعيناه مغرورقتان بالدموع ...
ثم أطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله ....... انا ويني وين بنت الوالي ..... وفي هذه الاثناء جاءه أبوه ....
وقال له : أنت ماتعلمني ياداشر وش مقعدك فالشارع الي هالحين .....
فقال الولد : يأبي... أن بنت الوالي ... وأخذ يجهش بالبكاء ..... قال له ابوه ....اكمل .... اكمل .. يابني .
قال الولد : ان بنت الوالي تريدني أن احظر لديها القابله ... في القصر ... ولاأدري ماذا تريد مني هذه الكمخه .....
فقال الخباز لولده : أحذر يابُني من بنت الوالي فأنها سيئة الخلق ... ذميمة الوجه .... سبق أن تزوجها امير قشتاله وطلقها ...لإنها تسحر ....
قال الابن : تسحر ...
قال الخباز : نعم ... تسحر .. وعندي شهود .
فأرتعدت فرائص ولد الخباز ولم ينم تلك الليله ... على خير .
وفي صباح اليوم التالي ... وعلى صوت العصافير والغربان وأصوات الشياول والقلابات اللي عند بيت الخباز .... قام ولد الخباز من نومه .... وتمغط كعادته الكريمه على شرفة الغرفه ... ثم ذهب مسرعاً الي المخبز .... ولما أقبل على المخبز ... وجد جموع من المواطنين .. أمام المخبز ... فأستغرب .... جموع مواطنين عند المخبز وش عندهم .... وتقدم بين الجموع ودخل الي المخبز وسأل اباه عن مايحصل ....
فرد عليه اباه الخباز ...بنبرة حزينه ... الغاز ... الغاز خلص وأنا ابوك ....ولاعندي دنانير .... أشتري بها غاز من شهبندر التجار .........
فأطرق ولد الخبازبرأسه قليلاً وقال ........ يادين الله ....... الغاز الظاهر انه مغشوش السرندل ماياخذ ثلاثة ايام .....
ثم قال والايهمك ...... دقا من ثنا ... والغاز عندك .. وقام مسرعاً وركب سيكله الاربعه والعشرين صتي .....وذهب الي بيت خاله القريب وكان من ميسوري الحال في المدينه ......... ولما دخل البيت أخذ ينادي ....ياولد ..ياولد ... فلم يجبه احد ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ....... يادين الله ..... الظاهر انهم كاشتين والا علمونا ..... وفي هذه الاثناء رد عليه خاله بصوت متهدج ... ضعيف .... أقلط ... أنا في المجلس ... ولما دخل على خاله ... سلم عليه وقواه ... وتنشده عن الحلال ...
وقال ولد الخباز : نبغى سرندل غاز .... يابو حاتم ( أسم اكبر عيال خاله ) ....
قال الخال : تلقى السرندل في ميمنة الحوش ... بس ردوه .. لايروح مراح ... قدر الذبيحه .... فأبتسم ولد الخباز إبتسامة صفراء ...
وأخذ السرندل وأنطلق الي ابيه جذلان ...مسرورا ولما اقبل على المخبز ... لم يرى احد... امام المخبز ,,, ولما دخل المخبز ... لم يرى أبوه الخباز ... ثم خرج وسأل اهل الدكاكين اللي حوله ... وقالو له ان ابوه تضارب هو وأحد الزبائن ... وجاءت الشرطه وأخذتهم ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله .... ذا الشايب مايخلي المشاكل عنه ......
ولما ذهب الي الشرطه ... وجد أبوه في التوقيف مفلوق ... وطايحه وحده من ثناياه ...
وسال ولد الخباز عن ضابط خفر ....
فقالوا له لم يحضر حتى الان ..... فزعل ولد الخباز وأخذ يسب ويشتم ... ويقول وش ذا المدينه ... وش ذا الانظمه ... وش ذا الفوضى ... هذا تسيب هذا لعب ....
فهمس له أحد الجنود وهو من جماعته وقال : تحمد ربك على العافيه ... وأغد أدمي ... لايضربون بك مع أبوك فالتوقيف .....
فسكت ولد الخباز على مضض ... وأخذ يتذكر أيامه السعيده التي قضاها مع أبوه في المخبز .... يعجنون عجينة السمبوسه ... ويوزعون الزعتر على المدارس .... ويسون خبز بر .... للي فيهم سكر .... وكيف انهم اذا مالقو طحين الكويت ... ياخذون طحين دبي .... و يتردد في أذنه صوتهم وهم يغنون في ليالي الصيف .... هبت رياح الصيف وأتغير الجو ... وانا وليفي مايداني سمومه ... وبينما هو يسترجع هذه الذكريات الجميله ...
إذا بالملازم ضابط خفر يركل برجله الباب ... ويدخل المكتب ... والافراد يتخارشون بين الاسياب ... عندها قام ولد الخباز وهو رافع رأسه مزمجر كالأسد .... وقال : ااا ........ ولايمديه يقول : ااا ... حتى قال له الملازم : على تبن ياولد الخباز .... الله يلعنك ..... ويلعن أبوك
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله ....الورع ذا يبيني أدوس في بطنه قدام خلق الله .
ثم قام الملازم وقال للرقيب : حطوا الخباز في التوقيف والا يطلع الايوم السبت ....و أنت ياولد الخباز أنقلع ولاعاد أشوفك ....
فخرج ولد الخباز وهو يجر اذيال الحزن والخيبه ... يمشي بين طرقات المدينه يبحث فيها عن من يعينه على هذه الورطه .... ولما غربت الشمس .... صاح ولد الخباز ...يالهي لقد تأخرت على بنت الوالي ....... وأسرع الي بيته ..... وتروش .... وحلق ...... وبدل ملابسه .... ولبس ثوب كبك ... وطاقيه زري ... وشماغ البسام بصمه 26 .. وذهب الي قصر بنت الوالي ... وتم السماح له بالدخول ... وجلس في البهو ....
وبعد مده دخلت عليه بنت الوالي ..... فلما نظرت اليه .... قالت بنت الوالي : ماشاء الله ... ماشاء الله ....أثرك تشخص ياولد الخباز .. تف .... تف .... تف .... حولك ...وحوليك .... تئبرني .... شو مهضوم ...!!!!
ومن هذه اللحظه .. أبتدءت أم الركب تنفض ولد الخباز....وأخذ يزحف الي الوراء كلما قربت منه بنت الوالي ....لإن الرجال بصراحه .. نظيف ....
ثم نادت بنت الوالي على الجاريه ...... فهرعت الجاريه مسرعه ... هرعه ... هرعتين .... ثلاث هرعات .....
وقالت الجاريه : سمي الله يحييك ... ياطويلات العمر ...
قالت بنت الوالي : جيبي أثنين عصير .....
ولما قالت .... عصير ... تغير لون وجه ولد الخباز ...وذكر كلمة أبوه بأن بنت الوالي تسحر ... فكأن الكلمه قالت ...قع .. في قلب ولد الخباز ..
ولماجاء العصير وكان عصير سيزر ( برتقال وجزر ) ... أخذت بنت الوالي عصير .... ورفض ولد الخباز أن يأخذ العصير الثاني ..... قال ايش ... قال فيني حرقان .... أزعط عذر ...
فقالت بنت الوالي للجاريه : جيبي شمام بالحليب .... حدته على الشبك ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ... يادين الله ... الظاهر ان العصير فينا فينا .... ولما شرب العصير ... أخذت بنت الوالي تحدثه عن نفسها ... وعن أموالها ...وعن سيارتها ... وعن ابوها الوالي ...وعن فللهم ... وقصورهم ... وكيف انهم يقضون الصيف في .... باريس .. ولندن وبيروت ..... وكيف ان ابوها لايرفض لها طلب ... وكيف انها رفضت كثيراً من الاشخاص الذين خطبوها ومنهم ابن شهبندرالتجار وابن قاضي القضاه ..... وأثناء هذا الحديث الجميل .. طق الباب وزير بنت الوالي ... ودخل فلما وجد الاثنان زعل وحمر وجهه ... وقال بنفس خايسه .... وش عند ولد الخباز اليوم ... فردت بنت الوالي : أحترم نفسك ....ايه الوزير .... إنهُ ضيفي .. وانت هنا تخدمني وتخدم ضيفي .... فقال الوزير : هذا الناقص أنا الوزير أخدم ولد راع التميس ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ... يادين الله ...مابقى الا أصفر العرقوب يتهزأ علينا ..
إخراج ///أبو يوسف
الجزاء الثاني قريباًًً .........................
ماذا قال ولد الخباز للوزير ....
ماذا يريد ولد قاضي القضاه من بنت الوالي ...
هل مات الخباز في التوقيف ؟
هل كيف !! راح ولد الخباز الي الوالي .
أسئله تجدون إجابتها في الجزاء الثاني من رواية ولد الخباز وبنت الوالي ..
وقفت العربه .. عند المخبز .. وترجل منها ذلك الرجل ووقف أمام المخبز .. وقال : عطني بريالين خبز ... وبريال تميس بالجبن .. ولما نظر الخباز اليه ....صاح .... ياللهول انه سائق بنت الوالي ... ... وقام على الفور وجهز الخبز ... وأوعز الي ابنه بأن يفك ( جبنة الكيري ) ويدهن بها ظهر التميسه ... وكان الخباز وولده يعملون جاهدين لإتقديم هذا الطلب بسرعه ..... وعند تجهيزها
قال الخباز لولده : رح وأنا ابوك ود الخبز ... لعربة بنت الوالي ..
فقال الولد : تم ...
قال الخباز : مايتم عليك باس ياولدي .... فلما ذهب ابن الخباز للعربه ... قدم التميس مع الدريشه لبنت الوالي .....
فقالت : انت ولد الخباز ..
قال : نعم ..
قالت : لبا هالصدوغ .... إنك وسيم وجميل أيه الفتى ....... ماهب منك من هالخبوز اللي تاكلها ...
قال ولد الخباز : ماعليك زود ... ياسيدتي ...
قالت : لايكثر هرجك .... الوعد الليله في القصر ...!!
فقال ولد الخباز : ولكن ياسيدتي ....
وهنا قاطعته بشده وقالت : والله لو ماتجي أني لوريك ...
فقال لها ولد الخباز : ياسيدة الجمال والكمال ياذات الحسب والنسب ... ياسليلة المجد والخلق النبيل ..... الليله الشايب .. معزوم ... عند مناحي أبن هادي ... ولافيه أحد من أخواني يذهبُ معه للعشاء ........ الاخوان واحد في معهد الدراسات والايطلع الا يوم الخميس والثاني راح يروي للغنم في جو سمين من قلمة العمى ...!!! ولكن أوعدك أني سأكون عندك ...القابله ....إذا ما أنتي مرتبطه ...
فقالت بنت الوالي : ظريفُ ايه الشاب ولك في الخطاب والكلام شأن ... لله درك ... القابله ... القابله .... حنا وش ورانا ..
ثم نظرة الي السائق وقالت له : حرك وحرك السائق الي جهة غير معلومه ... و ولد الخباز واقف مكانه .... والرياح تمضغ معطفه الطويل ...دقله ... وعيناه مغرورقتان بالدموع ...
ثم أطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله ....... انا ويني وين بنت الوالي ..... وفي هذه الاثناء جاءه أبوه ....
وقال له : أنت ماتعلمني ياداشر وش مقعدك فالشارع الي هالحين .....
فقال الولد : يأبي... أن بنت الوالي ... وأخذ يجهش بالبكاء ..... قال له ابوه ....اكمل .... اكمل .. يابني .
قال الولد : ان بنت الوالي تريدني أن احظر لديها القابله ... في القصر ... ولاأدري ماذا تريد مني هذه الكمخه .....
فقال الخباز لولده : أحذر يابُني من بنت الوالي فأنها سيئة الخلق ... ذميمة الوجه .... سبق أن تزوجها امير قشتاله وطلقها ...لإنها تسحر ....
قال الابن : تسحر ...
قال الخباز : نعم ... تسحر .. وعندي شهود .
فأرتعدت فرائص ولد الخباز ولم ينم تلك الليله ... على خير .
وفي صباح اليوم التالي ... وعلى صوت العصافير والغربان وأصوات الشياول والقلابات اللي عند بيت الخباز .... قام ولد الخباز من نومه .... وتمغط كعادته الكريمه على شرفة الغرفه ... ثم ذهب مسرعاً الي المخبز .... ولما أقبل على المخبز ... وجد جموع من المواطنين .. أمام المخبز ... فأستغرب .... جموع مواطنين عند المخبز وش عندهم .... وتقدم بين الجموع ودخل الي المخبز وسأل اباه عن مايحصل ....
فرد عليه اباه الخباز ...بنبرة حزينه ... الغاز ... الغاز خلص وأنا ابوك ....ولاعندي دنانير .... أشتري بها غاز من شهبندر التجار .........
فأطرق ولد الخبازبرأسه قليلاً وقال ........ يادين الله ....... الغاز الظاهر انه مغشوش السرندل ماياخذ ثلاثة ايام .....
ثم قال والايهمك ...... دقا من ثنا ... والغاز عندك .. وقام مسرعاً وركب سيكله الاربعه والعشرين صتي .....وذهب الي بيت خاله القريب وكان من ميسوري الحال في المدينه ......... ولما دخل البيت أخذ ينادي ....ياولد ..ياولد ... فلم يجبه احد ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ....... يادين الله ..... الظاهر انهم كاشتين والا علمونا ..... وفي هذه الاثناء رد عليه خاله بصوت متهدج ... ضعيف .... أقلط ... أنا في المجلس ... ولما دخل على خاله ... سلم عليه وقواه ... وتنشده عن الحلال ...
وقال ولد الخباز : نبغى سرندل غاز .... يابو حاتم ( أسم اكبر عيال خاله ) ....
قال الخال : تلقى السرندل في ميمنة الحوش ... بس ردوه .. لايروح مراح ... قدر الذبيحه .... فأبتسم ولد الخباز إبتسامة صفراء ...
وأخذ السرندل وأنطلق الي ابيه جذلان ...مسرورا ولما اقبل على المخبز ... لم يرى احد... امام المخبز ,,, ولما دخل المخبز ... لم يرى أبوه الخباز ... ثم خرج وسأل اهل الدكاكين اللي حوله ... وقالو له ان ابوه تضارب هو وأحد الزبائن ... وجاءت الشرطه وأخذتهم ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله .... ذا الشايب مايخلي المشاكل عنه ......
ولما ذهب الي الشرطه ... وجد أبوه في التوقيف مفلوق ... وطايحه وحده من ثناياه ...
وسال ولد الخباز عن ضابط خفر ....
فقالوا له لم يحضر حتى الان ..... فزعل ولد الخباز وأخذ يسب ويشتم ... ويقول وش ذا المدينه ... وش ذا الانظمه ... وش ذا الفوضى ... هذا تسيب هذا لعب ....
فهمس له أحد الجنود وهو من جماعته وقال : تحمد ربك على العافيه ... وأغد أدمي ... لايضربون بك مع أبوك فالتوقيف .....
فسكت ولد الخباز على مضض ... وأخذ يتذكر أيامه السعيده التي قضاها مع أبوه في المخبز .... يعجنون عجينة السمبوسه ... ويوزعون الزعتر على المدارس .... ويسون خبز بر .... للي فيهم سكر .... وكيف انهم اذا مالقو طحين الكويت ... ياخذون طحين دبي .... و يتردد في أذنه صوتهم وهم يغنون في ليالي الصيف .... هبت رياح الصيف وأتغير الجو ... وانا وليفي مايداني سمومه ... وبينما هو يسترجع هذه الذكريات الجميله ...
إذا بالملازم ضابط خفر يركل برجله الباب ... ويدخل المكتب ... والافراد يتخارشون بين الاسياب ... عندها قام ولد الخباز وهو رافع رأسه مزمجر كالأسد .... وقال : ااا ........ ولايمديه يقول : ااا ... حتى قال له الملازم : على تبن ياولد الخباز .... الله يلعنك ..... ويلعن أبوك
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ..... يادين الله ....الورع ذا يبيني أدوس في بطنه قدام خلق الله .
ثم قام الملازم وقال للرقيب : حطوا الخباز في التوقيف والا يطلع الايوم السبت ....و أنت ياولد الخباز أنقلع ولاعاد أشوفك ....
فخرج ولد الخباز وهو يجر اذيال الحزن والخيبه ... يمشي بين طرقات المدينه يبحث فيها عن من يعينه على هذه الورطه .... ولما غربت الشمس .... صاح ولد الخباز ...يالهي لقد تأخرت على بنت الوالي ....... وأسرع الي بيته ..... وتروش .... وحلق ...... وبدل ملابسه .... ولبس ثوب كبك ... وطاقيه زري ... وشماغ البسام بصمه 26 .. وذهب الي قصر بنت الوالي ... وتم السماح له بالدخول ... وجلس في البهو ....
وبعد مده دخلت عليه بنت الوالي ..... فلما نظرت اليه .... قالت بنت الوالي : ماشاء الله ... ماشاء الله ....أثرك تشخص ياولد الخباز .. تف .... تف .... تف .... حولك ...وحوليك .... تئبرني .... شو مهضوم ...!!!!
ومن هذه اللحظه .. أبتدءت أم الركب تنفض ولد الخباز....وأخذ يزحف الي الوراء كلما قربت منه بنت الوالي ....لإن الرجال بصراحه .. نظيف ....
ثم نادت بنت الوالي على الجاريه ...... فهرعت الجاريه مسرعه ... هرعه ... هرعتين .... ثلاث هرعات .....
وقالت الجاريه : سمي الله يحييك ... ياطويلات العمر ...
قالت بنت الوالي : جيبي أثنين عصير .....
ولما قالت .... عصير ... تغير لون وجه ولد الخباز ...وذكر كلمة أبوه بأن بنت الوالي تسحر ... فكأن الكلمه قالت ...قع .. في قلب ولد الخباز ..
ولماجاء العصير وكان عصير سيزر ( برتقال وجزر ) ... أخذت بنت الوالي عصير .... ورفض ولد الخباز أن يأخذ العصير الثاني ..... قال ايش ... قال فيني حرقان .... أزعط عذر ...
فقالت بنت الوالي للجاريه : جيبي شمام بالحليب .... حدته على الشبك ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ... يادين الله ... الظاهر ان العصير فينا فينا .... ولما شرب العصير ... أخذت بنت الوالي تحدثه عن نفسها ... وعن أموالها ...وعن سيارتها ... وعن ابوها الوالي ...وعن فللهم ... وقصورهم ... وكيف انهم يقضون الصيف في .... باريس .. ولندن وبيروت ..... وكيف ان ابوها لايرفض لها طلب ... وكيف انها رفضت كثيراً من الاشخاص الذين خطبوها ومنهم ابن شهبندرالتجار وابن قاضي القضاه ..... وأثناء هذا الحديث الجميل .. طق الباب وزير بنت الوالي ... ودخل فلما وجد الاثنان زعل وحمر وجهه ... وقال بنفس خايسه .... وش عند ولد الخباز اليوم ... فردت بنت الوالي : أحترم نفسك ....ايه الوزير .... إنهُ ضيفي .. وانت هنا تخدمني وتخدم ضيفي .... فقال الوزير : هذا الناقص أنا الوزير أخدم ولد راع التميس ....
فأطرق ولد الخباز برأسه قليلاً وقال ... يادين الله ...مابقى الا أصفر العرقوب يتهزأ علينا ..
إخراج ///أبو يوسف
الجزاء الثاني قريباًًً .........................
ماذا قال ولد الخباز للوزير ....
ماذا يريد ولد قاضي القضاه من بنت الوالي ...
هل مات الخباز في التوقيف ؟
هل كيف !! راح ولد الخباز الي الوالي .
أسئله تجدون إجابتها في الجزاء الثاني من رواية ولد الخباز وبنت الوالي ..