المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطب النبوي



أحد الصابرين
05-05-2011, 03:28 AM
الطب النبوي

نأتي في هذه الزاوية إلى هديه صلى الله عليه وسلم في الطب الذي تطبب به ووصفه لغيره ، ونبـين ما فيه من الحكمه التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها ، وأن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائـز إلى طبهم ، فنقول وبالله المستعان ومنه نستمد الحول والقوة :

المرض
المرض نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .
ومرض القلوب نوعان : مرض شبهه وشك ، ومرض شهوة وغيّ .
وكلاهما في القرآن ، قال تعالى في مرض الشبهه : { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } [ البقرة : 10] وقال تعالى : { وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا } [ المدثر : 31 ] وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنه فأبى وأعرض : { وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون } [ النور : 48، 49 ] فهذا مرض الشبهات والشكوك .
وأما مرض الشهوات ، فقال تعالى : { يا نساء النبيّ لستنّ كأحد من النّساء إن اتـّقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } [ الأحزاب : 32 ] فهذا مرض شهوة الزنى ، والله أعـلم .

مرض الأبدان

وأما مرض الأبدان ، فقال تعالى : { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج }، [ النور : 61 ] وذكر مرض البدن في الحج ، والصوم ، والوضوء لسرّ بديـع يـبـيـن لك عظمة القرآن ، والاستغناء به لمن فهمه وعـقـله عن سواه وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثه : حفظ الصحه ، والحميه عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسده .

، فـذكـر سبـحانـه هـذه الأصـول الثلاثه فـي هـذه المواضع الثلاثه فقال في آية الصوم :
{ فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } [ البقره 184] فأباح الفطر للمريض لعذر المرض وللمسافر طلبا لحفظ صحته وقـوّته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة وما يوجبه من التحليل ، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل ، فتخور القوّة ، وتضعف فأباح للمسافر الفطر حفظاً لصحته وقـوّته عما يضعفها .

وقال في آية الحج : { فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك } [ البقرة : 196 ] ، فأباح للمريض ، ومن به أذى من رأسه من قمل أو حكة أو غيرهما أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغا لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر فإذا حلق رأسه تفتحت المسام فخرجت تلك الأبخرة منها ، فهذا الاستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذي إنحباسه .

والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة : الدم إذا هاج ، والمني إذا تبـيّغ ، والبول ، والغائط ، والريح ، والقيء ، والعطاس ، والنوم ، والجوع ، والعطش. وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه .

وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها ، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه كما هي طريقة القرآن الـتـنبـيه بالأدنى على الأعلى .

وأما الحميه : فقال تعالى في آ ية الوضوء : { وإن كـنـتـم مرضى أو على سفر ٍ أو جاء أحد منكم من الغائط ، أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمّموا صعـيداً طيبا } ، [ الـنسـاء43 ] فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ ٍ له من داخل أو خارج ، فقد أرشد سبحانه عباده إلى أصول الطب ومجامع قـواعـده ، ونحن نذكر هدي رسول الله صلى الله عليه سلم في ذلك ، ونـبـين أن هـديه فـيه أكمل هدي .

والحمد لله رب العالمين

.. أحد الصابرين ..

بن سواده
05-05-2011, 04:29 AM
( كل استفراغ يؤذي انحباسه ) معلومه صراحه جدا رائع خصوصا الأبخره بالراس وستدلال قوي

ترفة عتيبه
05-07-2011, 01:48 AM
جزاك الله الف خير. وصلى الله وسلم علا نبي البشريه