مالك العتيبي
12-27-2010, 02:44 PM
( الجـُزء الأول )
مقدمـة من كاتب هذه الأسطر :
1- يذكر الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)هنيدس رحلة شخصية خاصة لـه وأفادنا كثيرًا بُجغرافية وقبائل مناطق بني سعد وسراتها وديار الثبتة والنفعة وبعض الروقـة
2- وكذلك علاقة قبائل عتيـبـة مع غيرها كغامد وزهران وبني الحارث وثقيف
3- من جملة الأقوال المُفيـدة التي ذكرهـا :
1- أن سراة بني سعد في الطائف هي من أهم المناطق التي يجب على الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)في تاريخ قبائل عتيبة زيارتها
2- أن الأقوال العامة لا تؤخذ بمأخذ الجد إلا إذا تطابقت مع نصوص صريحة في كتب التاريخ وغيرها
3- أن الكتابة عن تلك المنطقة وتاريخها لا يكون دقيقاً إلا إذا وقف المرءعلى تلك البلاد
4-( تكملـة لما فوق ) يذكر الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)قصة الهندي الذي يعرف في مكان عمله عن جغرافية منطقته التي تقطنها قبيلة السلاقا من النفعـة من كثرة ترداد جغرافيـة منطقـتهم على ألسنــتهم من أبناء المنطقة
( وهذا شيءٌ لاحظتـُـه كثيرًا عند المِصْري والهندي والبنغالـي أن بعضهم قد يتأثر بكلام وطبائع وأفعال القبيلـة التـي يعمـل أو يقطنُ بديرتهـا بل : ويُلاحظ ُ عليـه ذلك عند الكثير )
5- المقال قديم بعض الشيء فوجب التنبيـه
6- لا تحرم نفسك لطول الموضوع في أن لا تقـرأه بـلْ تـَشجَّـعْ واقـْـرأ إن اقتنـعت بأهميـة الموضوع وفائدتـه وثمرتـه
انتهـى
يقول الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)هنـيدس (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)الروقي (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)متَّعه الله بالصحة والعافية :
كنا قد انـْقطعنا عن الكتابة فترة من الزمن لأسـْباب خاصة ولا تزال موجودة ، وقد قمنا بكتابةِ عدة مشاركات تلبية لرغبة الأستاذ القدير الفاضل الحصان حفظه الله
وكنا قد كتبنا هذاالموضوع قبل فترة وقد يُلاحَظ فيه بعض التقديم والتأخير في بعض الأمور الصغيرة جـِداً والتي ليست ذا بال عند التطرق للقرى وترتيب الفروع ، وقلنا :
تـُمثــِّلُ سراة بني سعد معقِـلاً من معاقل عتيبة ، بل من أهم المناطق التي يجب على الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)في تاريخ قبائل عتيبة زيارتها ، وكنتُ قد تجولتُ قبل مـُدَّة في ربوع سراة بني سعد والسروات الأخرى التي ذَكـَرَ القـُدماء أن لها علاقة قوية بعتيبـة كزهران حليفة عتيـبة في شُبابة ، أو التي تـُجاورعتيـبة كـثـَقيف وبالـْحارث ، وحتى بني مالك وغامد ، ومع أنَّ الزيارة كانت خاطفة إلا أنـَّها في نظري مهمة ، فالكتابة عن تلك المنطقة وتاريخها لا يكون دقيقاً إلا إذا وقف المرء على تلك البلاد ، على الأقـل لفهم التكوين الجغرافي ، وهذا ما دَفـَعنا إلى زيارتها والوقوف على طبيعتها ودراسة تاريخها ، فـَبعْد أن زرت الهدا وهي سراةُ ثقيف ، ومررت بشفا بني سفيان الذي كان لبعض برقا في الزمن القديم ، وهو إلى الشرق من جبل غزوان الذي استولت عليه بني سعد وبني هلال في القرن الثالث الهجري وهو الآن لثقيف وبعضه لهذيل.
سِرْتُ إلى بلاد بني سعد من الطائف عبر طريق ( الباحة _ أبها ) الذي يمر بنقطة تفتيش ثم يمر بليا العليا ثم ليا سفلى ، ومررتُ بشبه دروازة على الطريق وضعها أهالي المنطقة لتحية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظهُ الله ومكتوب ٌعليها ( تحية لخادم الحرمين الشريفين من جميع قبائل تلك المنطقة ومنهم النفعة و الزوران و الفعور والشنابرة والسوطة وربيع و الوذانين وغيرهم ) ، وعلى يمين الخط هناك مـَفـْرقُ خط للفعور وبعدها ثمالة ثم بعد بُرهة تزودت من محطة هناك ، ورأيت لوحة كـُتب عليها الدار الحمراء ، ويبدو أن مسمى الدار الحمراء اثنين ، وهذه واحدة منها ولها خط ، فتجاوزت مفرق الدار الحمراء قاصداً طريق الباحة إلى تقاطع قريب منها فيه لوحة تشير إلى طريق ( الباحة السياحي) الذي يمر ببـلاد بني سعد على يمين الخط القديم ، فاتخذتُ الطريق السياحي الذي يأتي على اليمين والمتجه إلى ديار بني سعد فِالباحة وهذا الطريق أطول من الطريق القديم بأربعين كيلاً على ما أظن ، والخط عبارة عن مسار واحد إلا أنه فسيح ، ويقع هذا التقاطع فيما يسمى عند أهل المنطقة بالملعب وهو للمزاريع من الطفحة من عتـيبة الذين منهم : السوطه ، الوذانين ، السيايل والحليفات ، ثم مَرَّ الطريق بمحاذاة عبَّاسة فأم البكار فريع أم شرم ثم غرابة وهي من قرى الروقة من اللصة فمعدن الروقة أو وادي المعدن ويشاركهم فيه بعض عتيبة والروقة المعدن هناك أيضاً وادي سلامة ، والغرابة لعلها حواك التي ذكرها الموسوي في رحلته ، وقد وضعت هناك دروازة مكتوب ٌعليها ( تحية من أهل المعدن لخادم الحرمين الشريفين باسْم شيخ الروقة ) في تلك الجهة و قصرُهُ على يسار الخط أمَّا القرية فأرى أطرافها على يمين الخط ، و الروقة أهل المعدن ينقسمون إلى عدة أفخاذ منها : الحمران ، الهوالمة ، الفنش، السمرة والمراعين و الدلابحة ، والخط هناك يتعرج ويصعد بين مرتفعات ليست بالطويلة والوادي على يسار الصاعد وفيه ِمزارع وقرى ، ثم يصل إلى قرية للمراوحة وقد وضعت دروازة مشابهة للدراويز التي ذكرتها وفيها ( تحية لخادم الحرمين الشريفين من شيخ المراوحة من الثبتة من عتيبة ) والتي تقعُ قريتهم على يمين الصاعد ، ثم من الغرابة يـُفـْضي الطريق إلى بقران وهو للمراوحة من الثبته من عتيبة ، ذكرها الموسوي وقال بأنها " قرية ذات أشجار وأثمار وآبار" ، وبقران واد بين المعدن و المهضم وبه عدة قرى للمراوحة وغيرهم من عتيـبة وأشهر قرى المراوحة في المنطقة :عبـَّاسة وقد ذكرها الموسوي وقال :" فأتينا عباسة قبيل الظهر، وهي قرية بها أشجار وأثمار". وتقع في نهاية المعدن ، ومن قرى المراوحة الأخرى هناك أم البكار، والمعدن ، وبقران ، ويخالط المراوحة والروقة بالمعدن الصريرات بطن كبير من الثبتة وينقسمون إلى : البراريق و الحشايش ومنهم ذوي هليِّـلْ الذين في السيل ويُعدُّون من كبار مباني عتيبة في الحجاز، كذلك للمراوحة أهل جدارة قرى نذكر منها :
الغدران : وأهلها العبيان و الجهرة وذوي رابع والسمرة
سواس : وفيها الجماميز والمحاسنة ، منيفه وفيها الجعابين وذوي عواض والهجارسة
الغفيرا : وهي للمحاسنة ، الشعارية : وهي من أكبر قراهم وكانت تسمى قواعد وفيها : ذوي دخيل الله والركابين ذوي أحمد ، وجدارة مرَّ بها الموسوي في طريقه لليمن وقال :" ثم أتينا جدارة وهي قرية محاسنها أصيلة لا مستعارة ، أشجارها مثمرة ، وبدور محاسنها مُسفره ، وهزارها على الورد يغرد ، وشُحرورها فوق الأغصان يردد والبلابل هيجت الأشواق والبلابل ، وعيون أزهارها لوجه الوافدين شاخصة , ومياه آبارها مصفقة وراقصة ، والسرور في رياضها المعطرة ، كغادة أذيالها مشمرة "أ.هـ
ومن جدارة يصعد السالك عَقـَبَة تـُفضي به الى السراة المعروفة بالدار الحمراء وسيأتي ذكرها ، والمراوحة ينقسمون إلى عدة أفخاذ منها :
الغنانيم والروسان والسحران والسحابين والعوادات والفقها والشعارية والمقافشة .
وإلى جهة اليسار من الخط تقع قرى الثعابين من الثبتة من عتيبة ، وقراهم هي اللبة و الخليف والسبيحة والذيبة وغيرها ، وهم ينقسمون إلى عدة فخوذ منها :
العكشة وذوي عقيل والقصرة والظفانية ومن الظفانية ذوي محمد وذوي معيض .
ثم صعد الخط لمرتفعات أعلى من الأولى ، ويصعد ويهبط في مثل الأودية في أعالي الجبال ، وقد ذكر الموسوي في رحلته إلى اليمن سوق الضراب في تلك المنطقة حيث قال :" فلما كان عند العشاء أتينا بعون مالك الرقاب إلى سوق الضراب وهوسوق بأعلى ريع صغير وفيه حوانيت موضومة بالحجر"أ.هـ .
ولم أستطع ملاحظة هذا السوق .
وإلى اليسار القساورة من الثبتة من عتيبة ولهم عدة قرى منها لغب والرحى وقرى مسماه على أفخاذ أخرى منها :
مخلد وأطلح والشروط الذين منهم الشاعرعودة بن رده الشرطي ( ت1302هـ ) ، والضباعين والدهامين والمحارث وذنيب الرحا والبراريق ، والقساورة ينقسمون إلى عدة فخوذ منها المظافرة : وفيهم الأحلاف وذوي سليمان ،
وذوي عطية : وفيهم المناصير وذوي سنيدة وذوي عايد ، وذوي عايد من كبار قضاة عتيبة في الماضي
ومن القساورة أيضاً : الونسة والغواوير والجواعدة وذوي مطر وذوي حمدان وذوي هريس والتومانوالحرشان وذوي سعد الله وذوي مليح وذوي صقر وذوي صالح والحنابلة وذوي مقبل والنتفة وآخرون .
وقد جاء الشريف حمود بن زيد بالجرود من القبائل ليهدم حصن ثقيف أهل قها فعارضه عطيه بن دبيس القسوري في قرية لغب وكان سليمان بن حمود السيالي حاضراً ، وبين السيالي وبن دبيس معاني في لوازم بينهم على أثر فتن سابقة .
فقال عطية :
يا مرحبا ترحيب ما نحصي عداده **بأشرافنا واللي لفو من سيره
والله ما نبني على ساس النكاده **أصبر على ذا الطرق ولا غيره
فأجابه ُسليمان السيالي :
بغيت أثورها ولا فيها سداده **ماني مطول في حبال قصيرة
بعضالعرب عينه كما عين الجراده **يقرا على الما فالفلج ويحيره
ثم نزل الخط على ربيع من عتيبة وهم يُعدُّون من النفعة وهي منطقة فسيحة ، وشاهدت في سفح الجبل المقابل عن بُعد كتابة باللون الأبْيَضْ وضعها أهالي المنطقة وهي عبارة "لا للأرهاب" ، وإنـْدلـَّتْ على شيء فإنما تدل على وطنية قبائل بني سعد، ولربيع قرى وهِجـْر كثيرة ، ذكر لي أحد أهالي المنطقة منها :
شفا ربيع ويقع إلى الغرب ، الطفلان ، الجرادحة ، كحلة ، الهدف ،العطا ، الخيف ، الجوف ، الودنة ، الجمالين ، الشعيرا ، العذبة ، حسين ، الفرعة ، جمعة ،الأقر ، أيان ، العنمة ، والبنيا ، الخوقة والشتيات وأظنها المقصوده بشعر أحد الشتيات في قوله :
سلام يالدار الزينة ** واهلك يحبون المدوح
إن كان يبقالك غبينة ** البرق فالمنشا يلوح
وربيع فيها من الفخوذ :السمور والثرمان والهدف والشتيات والجمالين والجرادحه والغبشان والعطا .
ومن ثم صعد بنا الطريق على مرتفع في الجبل وقد وضع على يمين الخط ويساره مثل الشبك لحماية السيارات المارَّة من كـُتل الحجارة الضخمة المتكسرة في السفح وهو في الحقيقة خطر ويجب أن يُراجِع أهالي المنطقة بلدية الطائف لعمل تدبير ما لدرء خطر الصخور التي قد تـَسقط في أي لحظة لاسمح الله .
ثم تأتي هجر وقرى المناجيم من الثبتة من عتيبة وتمتد من الشرق إلى الغرب منها الدار الحمراء وفيها : ذوي جار الله والبسان وذوي صالح وذوي شداد ،
ثم أهل القصر وفيهم ذوي حامد والدوخة والعواويش وذوي ملفي ، ثم أهل الثنية ذوي كليف وأهل نايف ومنهم : ذوي محمد وذوي عيضه ، فأهل العيينة ذوي براك والحمدة والطفيحا وفيها : الطوالعه وذوي كليب والحماسين والعواويش وذوي حامد وذوي تويم . ويجاور ربيع من الشمالي الغربي
قبيلة العيلة من النفعة من عتيبة وقراهم : عبيس والعقدة والمنامة وذو حماط وينقسمون إلى عدة أفخاذ هي : المعاليم والأحلاف والصبحة وذوي عطية والحمان . وعلى الطريق هناك لوحة كتب عليها وادي وثال فتجاوزته وبعد فترة هبطت من هناك إلى قرية بني سعد السحن وهي قرية عامرة وفيها الإمارة ودوائر حكومية ، تبعد عن الطائف 70 كيلاً تقريباً ، ويقسمها الخط إلى قسمين :
وهي للسلاقا من عتيبة ، والسلاقا يُعدُّون من النفعة ( شعر) ، وقد ذكرهم بريغيش المراوحة في قصيدة تذكر مشكلة لهم مع أحدالبطون ، وفيها يذكر أنه استفزع بالسلاقا والشهبة يقول العبد ولا نظن أن قائلها عبد وإنما العبد مرسول ليقول القصيدة :
يا نديبي تولم من على عيدهيه ** عيدهي هميم ومشيها باستباقا
مشيها من طرف بقران والشمس حيه ** والمسا عند بن بهلول شيخ السلاقا
قل للشهيب إن كان مني وفيه ** جا كلام حفيف ولا عليه اطباقا
الفزع ياعيال اثبيت يا أهل الحمية ** لا توانون في كي الكبود الحراقا
العشية كبير القوم طمعان فيه ** أنظري يا عيوني فالعيال الدياقا
أشتورنا وبتلنا عليهم غزية ** ثم جبنا الحلال ونابيات الوساقا
شبو النار من صلاه اليا شق ليه ** في جناب براح ولاش فيها ادراقا
والتقينا وسال الدم من كل فيه ** والجنابي غدت منا ومنهم غراقا
ووادي صلاء أو ما يعرف في الأطلس الجغرافي بــ"سله" يقع في وسط ديارالثبتة وأعلاه للسلاقا ، أما ليه فهو الوادي المعروف جنوب الطائف .
وفي قرية السحن ذهبت إلى مطعم هناك لا يراه المتجه للدار الحمراء بسهوله على يمين الخط لوقوعه في أقصى المحلات بسبب ارتداد المبنى المتقدم على المبنى الذي يليه ، وذلك للتزود بالشاي وبعض الأشياء الأخرى ، وكنت قد تجولت في السحن ، وأهلها يسألون الغريب الذي يتجول هناك عن الهدف من جولته كمعظم القرى ، والحقيقة أن التجول بطريقتي في تلك المنطقة يثير ريبة بعض أبناء المنطقة ، علماً بأنني في هذا الخط لم أترك قرية أورأس جبل أو حرف وادي إلا ونزلت فيه ولم أترك شخص هنا أو هناك ممَّنْ قابلته بطريقةعرضية إلاَّ وسألتـُه أسئلة كثيرة ، سؤال العابر السائح !
وكان سبب توقفي المتكرر هو لتدوين ما أسمعه أو أشاهده أو الاسْتمتاع بأجواء المنطقة اللطيفة ومناظرها .
وخرجتُ بمعلومات سأورد ذكر بعضها عندما تأتي مناسبتها ، وشاهدت من اعتداد القوم بقراهم وأصولهم وتفاخر أبناء كل قرية بأنفسهم الشيء الكثير، وهذه من شيم العرب الأقحاح ، وأثار استغرابي أن الهندي الذي يعمل في المطعم الذي في السحن وأعدَّ لي الشاي يعرف عن تاريخ تلك المنطقة أشياء وأمور كثيرة مما يسمعه من أبناء المنطقة ، الذين هم من السلاقا من النفعة ، وأفادني بعض السلاقا وبعض النفعة أنهم اسْـتولو على تلك الديارفي زمن ما ، عكس الثبتة الذين يصرون على أن هذه البلاد هي بلاد أجدادهم منذ القدم !
والرأي عند الثبـتة أن بعض الفروع في عتيبة نجد إنَّما هي فروع نازحة من الثبتة ،كذلك الرأي عند النفعة هناك أن بعض فروع عتيبة نجد نازحة من مناطقهم وأنها فروع ٌمنهم!.
ورُبَّما يكون هذا تنافس على الأصالة كما هو العرف في بقية قبائل السروات الأخرى ، أضِفْ إلى ذلك أن فروع عتيبة عامة سواء في السراة أو نجد متداخله مع بعضها البعض بطريقة مُلاحظة ، وهو ما يجعل عتيبة السراة كالثبتة وغيرهم يرون مثل هذا الرأي ، وفي الحقيقة يظل هذا الرأي له تقديره الخاص عرفاً إلا أنه قد يصطدم ببعض العقبات التاريخية خاصة إذا علمنا أن تلك المنطقة تعرضت لعدة غزوات في الزمن القديم من خارجها كان آخره ما تحدثنا عنه وأسميناه الغزو الهوازني وهو الأمر الذي يدعم المفهوم عند عامة الثبتة وأنهم من بني سعد بن بكر رهط حليمة ، ويدعم كذلك الرأي السائد عند السلاقا و النفعة وأنهم اسـْتولو على تلك المنطقة منذ عصر بعيد وللسلاقا قرى عديدة في المنطقة منها : البرك والخرمة والنيمة والخيالة والشثة .
والسلاقا كماهو معروف ينقسمون إلى : الدواغين وذوي محسن وذوي حسب الله والدعابين وذوي ساري والحزمة ومعهم الروقة أهل القرين .
ثم يمر الطريق بعد السحن إلى منطقة السياييل من عتيبة ومن قراهم هناك الغراب وفيها المساعيد والصوادرة ، وقرية الخشاشة وفيها الخزعان وذوي علي والفقهاء والرباشين ، ويقول أحد السياييل في الزمن القديم في الخشاشة :
سلام يا دار الخشاشة ** ياللي كما الحيد العسير
ولا يجي عسكروباشه ** الا يدقون النفير
ومن السياييل أيضاً : الكلادا وهم السيوف والعمارين .
ومن السياييل كذلك : الشكاوين في صور بن شكوان ولهم صعيد السوق ، ومعهم الرصفة الروقة الثبتة .
وبالقرب من السحن في الجنوب الشرقي قرية العوصا للشهبة من الصريرات من الثبته من عتيبة وفيها :
ذوي عايد ـ غير ذوي عايد القساورة ـ ، وذوي زاحم وللشهبة هناك : المغرة وفيها الشمالين ، ولهم العروشية وفيها العصمة من الشهبة والطماسين ، ثم أهل شعبة وفيها ذوي صويان والطوال والوبارين .
ومن الشهبة : الشاعرمطلق الثبيتي رحمه الله وفيهم الآن الشاعر وصل الشهيب. ثم يمر الطريق بعد السياييل بالدار الحمراء وهي قرية عامرة لخديد من الطفحة من عتيبة تقع على سفح واسع، ذكرها الموسوي وأسماها السراة ، فقال :" ثم أتينا إلى السراة وهي قرية كبيرة وبها مزارع كثيرة ومياه غزيرة وأشجار نضيرة وحصون شواهق ترى الحصن كأنه بالفلك الأطلس لاحق "أ.هـ
ذكرها بن فهد والسنجاري في أحداث سنة( 714هـ )لما اسْـتولى أبي الغيث ابْن أبي نمي وطارد الشريفيْن رميثة وحميضة أبناء أبي نمي حيث قال السنجاري :"وقصد بمن معه فيطلب حميضة ورميثة فلم يظفر بهما لأنهما ببلد السراة "أ.هـ
وخديد تتفرع إلى عدة فروع منها :
البصلان ، وكذلك اللهوب ويـُقال : أنهم من خديد ويـُقال أنهم مستقلين عن خديد.
ومن خديد : القلايا ، الكشمة ، الخشة وهم : غريم ومرزوق والمغاورة ، ومن خديد : اليعاقيب .
وأهل الدار الحمراء وهم : المحارزة وفيهم العييفات والمسالطة وذوي بخيت والكللبه .
ومن خديد : ذوي عيسان والكبارية والحماميد والقمد والرجح والحبشة والخضارين والحمض وذويعواد ، وكذلك من خديد الصنيع القاطنين في وادي الجربة .
ولخديد قرى عديدة أهمها :
الدار الحمراء وقد ذكرنا أهلها ، والجربة وهي للصنيع كما أشرنا ، والصفاة وذكرنا أهلها ثم الخشة وقد ذكرناهم كذلك ، ومنهم أناس في أعلى وادي جداره .
ثمآل عيسى وهم بطن من الصريرات من الثبتة من عتيبة وهم يجاورون الشهبة من الجنوب في وادي آل عيسى وفيه قرية آل عيسى وفيهم أفخاذ منها :
ذوي راشد وذوي مطر والحشاشة وذوي عايد والحبنة والسبعة .
وكذلك هناك الحصنة من الطفحة من عتيبة يقطنون وادي العرصة وأسفل وادي سله ( صلا ) ويخالطون الحلسة و الجميعات ، ومن أشهر قراهم الصنيع وجوش ، وينقسم الحصنة إلى عدة فخوذ منها
العوامره والهنادية وذوي رشود والعيادين وأهل جوش : وهم ذوي حامد وذوي عفان وذوي عيفه وذوي عيفان .
وممن يخالطهم هناك الحلسة وهم من الطفحة يقطن بعضهم الصنيع ويخالطون الحصنة ، وفي المعدن منهم أناس ، والحلسة ينقسمون إلى ذوي زاحم وذوي مسلم.
ومن الحلسة الشاعر : سند الحليس . ويخالط الحصنة والحلسة في الصنيع العبابيد من الطفحة من عتيـبة . ثم الذويبات ومنهم ابْن دخين وهو من كبار بيوت عتيبة في الماضي والذويبات بطن من الصريرات من الثبتة من عتيبة كما هو مشهور ، ويقطنون في وادي الشوحطة ، والشوحطة فيها بيت حليمة أو مسجد حليمة رضي الله عنها ،
قال عبدالرحمن المرشدي : في كتاب " قلائد الذهبان"
عن الكتاب مانصه :"رجعنا فيه إلى مصادر شفوية وكتابية ، فالشفوية عن النسابين والرواة من كبارالسن والعارفين ..( ذكر منهم ).. الشيخ النسابة عبدالله بن دخيل الله بن دخين الذويبي في وادي حليمة قـُرب مكة ، واطلعت عنده على شجرة لجميع قبائل عتيبة بني سعد"أ.هـ
وقال أيضاً في نفس الكتاب : " ..بني سعد بن بكر بن هوازن المسَمِّـين سعد الحضنة لحضانتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم إلى اليوم يفخرون برضاعته صلى الله عليه وسلم فيهم..وسلسلة نسبهم من سعد بن بكر بن هوازن "أ.هـ قلائد الذهبان
وهذاهو المفهوم السائد عند الذويبات من الثبته من بني سعد بخصوص إنتسابهم إلى سعد بن بكر بن هوازن وافتخارهم بحليمة رضي الله عنها ، وهذا هو المشهور عند عامة القساورة منذ مائة عام وأكثر في قصيدة إبـْن دبيس القسوري وقوله :
حنا عوانيكم فالأيام القديمة **وان كنت جاحد عندي أولاد الحلال
جدك رسول الله رابيته حليمة **ظلت تشيله من حلال إلى حلال
وقد نشر الأستاذ عبدالرحمن بن زبن المرشدي : عدة صور في الكتاب المذكور منها صورة لآثار بيت حليمة رضي الله عنها ، وصورة لمسجد أثري إسمه مسجد بني سعد بني سنة ( 5هـ ) ، وصورة للشعبتين في وادي حليمة السعدية رضي الله عنها ، وقد ذكر الشريف محمد بن منصور بن هاشم أن نسَّابة الذويبات قالوا أن سبب تسميتهم بالذويبات هو نِسْبة إلى والد حليمة أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة .
وقال أيضاً في كتاب قبائل الطائف : "وقد أخبرني بعض العارفين أن مكان بيتها الآن مسجد ولكنه قديم خرب وحبذا لو عمرته الحكومة السعودية كأثر من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم "أ.هـ
وقد أوردنا نصاً في كتاب الأغاني للأصفهاني يذكر فيه بني ذؤيب من بني سعد بن بكر بن هوازن
( تابـع )
مقدمـة من كاتب هذه الأسطر :
1- يذكر الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)هنيدس رحلة شخصية خاصة لـه وأفادنا كثيرًا بُجغرافية وقبائل مناطق بني سعد وسراتها وديار الثبتة والنفعة وبعض الروقـة
2- وكذلك علاقة قبائل عتيـبـة مع غيرها كغامد وزهران وبني الحارث وثقيف
3- من جملة الأقوال المُفيـدة التي ذكرهـا :
1- أن سراة بني سعد في الطائف هي من أهم المناطق التي يجب على الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)في تاريخ قبائل عتيبة زيارتها
2- أن الأقوال العامة لا تؤخذ بمأخذ الجد إلا إذا تطابقت مع نصوص صريحة في كتب التاريخ وغيرها
3- أن الكتابة عن تلك المنطقة وتاريخها لا يكون دقيقاً إلا إذا وقف المرءعلى تلك البلاد
4-( تكملـة لما فوق ) يذكر الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)قصة الهندي الذي يعرف في مكان عمله عن جغرافية منطقته التي تقطنها قبيلة السلاقا من النفعـة من كثرة ترداد جغرافيـة منطقـتهم على ألسنــتهم من أبناء المنطقة
( وهذا شيءٌ لاحظتـُـه كثيرًا عند المِصْري والهندي والبنغالـي أن بعضهم قد يتأثر بكلام وطبائع وأفعال القبيلـة التـي يعمـل أو يقطنُ بديرتهـا بل : ويُلاحظ ُ عليـه ذلك عند الكثير )
5- المقال قديم بعض الشيء فوجب التنبيـه
6- لا تحرم نفسك لطول الموضوع في أن لا تقـرأه بـلْ تـَشجَّـعْ واقـْـرأ إن اقتنـعت بأهميـة الموضوع وفائدتـه وثمرتـه
انتهـى
يقول الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)هنـيدس (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)الروقي (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)متَّعه الله بالصحة والعافية :
كنا قد انـْقطعنا عن الكتابة فترة من الزمن لأسـْباب خاصة ولا تزال موجودة ، وقد قمنا بكتابةِ عدة مشاركات تلبية لرغبة الأستاذ القدير الفاضل الحصان حفظه الله
وكنا قد كتبنا هذاالموضوع قبل فترة وقد يُلاحَظ فيه بعض التقديم والتأخير في بعض الأمور الصغيرة جـِداً والتي ليست ذا بال عند التطرق للقرى وترتيب الفروع ، وقلنا :
تـُمثــِّلُ سراة بني سعد معقِـلاً من معاقل عتيبة ، بل من أهم المناطق التي يجب على الباحث (http://www.alotaiby.org/vb/showthread.php?t=25422)في تاريخ قبائل عتيبة زيارتها ، وكنتُ قد تجولتُ قبل مـُدَّة في ربوع سراة بني سعد والسروات الأخرى التي ذَكـَرَ القـُدماء أن لها علاقة قوية بعتيبـة كزهران حليفة عتيـبة في شُبابة ، أو التي تـُجاورعتيـبة كـثـَقيف وبالـْحارث ، وحتى بني مالك وغامد ، ومع أنَّ الزيارة كانت خاطفة إلا أنـَّها في نظري مهمة ، فالكتابة عن تلك المنطقة وتاريخها لا يكون دقيقاً إلا إذا وقف المرء على تلك البلاد ، على الأقـل لفهم التكوين الجغرافي ، وهذا ما دَفـَعنا إلى زيارتها والوقوف على طبيعتها ودراسة تاريخها ، فـَبعْد أن زرت الهدا وهي سراةُ ثقيف ، ومررت بشفا بني سفيان الذي كان لبعض برقا في الزمن القديم ، وهو إلى الشرق من جبل غزوان الذي استولت عليه بني سعد وبني هلال في القرن الثالث الهجري وهو الآن لثقيف وبعضه لهذيل.
سِرْتُ إلى بلاد بني سعد من الطائف عبر طريق ( الباحة _ أبها ) الذي يمر بنقطة تفتيش ثم يمر بليا العليا ثم ليا سفلى ، ومررتُ بشبه دروازة على الطريق وضعها أهالي المنطقة لتحية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظهُ الله ومكتوب ٌعليها ( تحية لخادم الحرمين الشريفين من جميع قبائل تلك المنطقة ومنهم النفعة و الزوران و الفعور والشنابرة والسوطة وربيع و الوذانين وغيرهم ) ، وعلى يمين الخط هناك مـَفـْرقُ خط للفعور وبعدها ثمالة ثم بعد بُرهة تزودت من محطة هناك ، ورأيت لوحة كـُتب عليها الدار الحمراء ، ويبدو أن مسمى الدار الحمراء اثنين ، وهذه واحدة منها ولها خط ، فتجاوزت مفرق الدار الحمراء قاصداً طريق الباحة إلى تقاطع قريب منها فيه لوحة تشير إلى طريق ( الباحة السياحي) الذي يمر ببـلاد بني سعد على يمين الخط القديم ، فاتخذتُ الطريق السياحي الذي يأتي على اليمين والمتجه إلى ديار بني سعد فِالباحة وهذا الطريق أطول من الطريق القديم بأربعين كيلاً على ما أظن ، والخط عبارة عن مسار واحد إلا أنه فسيح ، ويقع هذا التقاطع فيما يسمى عند أهل المنطقة بالملعب وهو للمزاريع من الطفحة من عتـيبة الذين منهم : السوطه ، الوذانين ، السيايل والحليفات ، ثم مَرَّ الطريق بمحاذاة عبَّاسة فأم البكار فريع أم شرم ثم غرابة وهي من قرى الروقة من اللصة فمعدن الروقة أو وادي المعدن ويشاركهم فيه بعض عتيبة والروقة المعدن هناك أيضاً وادي سلامة ، والغرابة لعلها حواك التي ذكرها الموسوي في رحلته ، وقد وضعت هناك دروازة مكتوب ٌعليها ( تحية من أهل المعدن لخادم الحرمين الشريفين باسْم شيخ الروقة ) في تلك الجهة و قصرُهُ على يسار الخط أمَّا القرية فأرى أطرافها على يمين الخط ، و الروقة أهل المعدن ينقسمون إلى عدة أفخاذ منها : الحمران ، الهوالمة ، الفنش، السمرة والمراعين و الدلابحة ، والخط هناك يتعرج ويصعد بين مرتفعات ليست بالطويلة والوادي على يسار الصاعد وفيه ِمزارع وقرى ، ثم يصل إلى قرية للمراوحة وقد وضعت دروازة مشابهة للدراويز التي ذكرتها وفيها ( تحية لخادم الحرمين الشريفين من شيخ المراوحة من الثبتة من عتيبة ) والتي تقعُ قريتهم على يمين الصاعد ، ثم من الغرابة يـُفـْضي الطريق إلى بقران وهو للمراوحة من الثبته من عتيبة ، ذكرها الموسوي وقال بأنها " قرية ذات أشجار وأثمار وآبار" ، وبقران واد بين المعدن و المهضم وبه عدة قرى للمراوحة وغيرهم من عتيـبة وأشهر قرى المراوحة في المنطقة :عبـَّاسة وقد ذكرها الموسوي وقال :" فأتينا عباسة قبيل الظهر، وهي قرية بها أشجار وأثمار". وتقع في نهاية المعدن ، ومن قرى المراوحة الأخرى هناك أم البكار، والمعدن ، وبقران ، ويخالط المراوحة والروقة بالمعدن الصريرات بطن كبير من الثبتة وينقسمون إلى : البراريق و الحشايش ومنهم ذوي هليِّـلْ الذين في السيل ويُعدُّون من كبار مباني عتيبة في الحجاز، كذلك للمراوحة أهل جدارة قرى نذكر منها :
الغدران : وأهلها العبيان و الجهرة وذوي رابع والسمرة
سواس : وفيها الجماميز والمحاسنة ، منيفه وفيها الجعابين وذوي عواض والهجارسة
الغفيرا : وهي للمحاسنة ، الشعارية : وهي من أكبر قراهم وكانت تسمى قواعد وفيها : ذوي دخيل الله والركابين ذوي أحمد ، وجدارة مرَّ بها الموسوي في طريقه لليمن وقال :" ثم أتينا جدارة وهي قرية محاسنها أصيلة لا مستعارة ، أشجارها مثمرة ، وبدور محاسنها مُسفره ، وهزارها على الورد يغرد ، وشُحرورها فوق الأغصان يردد والبلابل هيجت الأشواق والبلابل ، وعيون أزهارها لوجه الوافدين شاخصة , ومياه آبارها مصفقة وراقصة ، والسرور في رياضها المعطرة ، كغادة أذيالها مشمرة "أ.هـ
ومن جدارة يصعد السالك عَقـَبَة تـُفضي به الى السراة المعروفة بالدار الحمراء وسيأتي ذكرها ، والمراوحة ينقسمون إلى عدة أفخاذ منها :
الغنانيم والروسان والسحران والسحابين والعوادات والفقها والشعارية والمقافشة .
وإلى جهة اليسار من الخط تقع قرى الثعابين من الثبتة من عتيبة ، وقراهم هي اللبة و الخليف والسبيحة والذيبة وغيرها ، وهم ينقسمون إلى عدة فخوذ منها :
العكشة وذوي عقيل والقصرة والظفانية ومن الظفانية ذوي محمد وذوي معيض .
ثم صعد الخط لمرتفعات أعلى من الأولى ، ويصعد ويهبط في مثل الأودية في أعالي الجبال ، وقد ذكر الموسوي في رحلته إلى اليمن سوق الضراب في تلك المنطقة حيث قال :" فلما كان عند العشاء أتينا بعون مالك الرقاب إلى سوق الضراب وهوسوق بأعلى ريع صغير وفيه حوانيت موضومة بالحجر"أ.هـ .
ولم أستطع ملاحظة هذا السوق .
وإلى اليسار القساورة من الثبتة من عتيبة ولهم عدة قرى منها لغب والرحى وقرى مسماه على أفخاذ أخرى منها :
مخلد وأطلح والشروط الذين منهم الشاعرعودة بن رده الشرطي ( ت1302هـ ) ، والضباعين والدهامين والمحارث وذنيب الرحا والبراريق ، والقساورة ينقسمون إلى عدة فخوذ منها المظافرة : وفيهم الأحلاف وذوي سليمان ،
وذوي عطية : وفيهم المناصير وذوي سنيدة وذوي عايد ، وذوي عايد من كبار قضاة عتيبة في الماضي
ومن القساورة أيضاً : الونسة والغواوير والجواعدة وذوي مطر وذوي حمدان وذوي هريس والتومانوالحرشان وذوي سعد الله وذوي مليح وذوي صقر وذوي صالح والحنابلة وذوي مقبل والنتفة وآخرون .
وقد جاء الشريف حمود بن زيد بالجرود من القبائل ليهدم حصن ثقيف أهل قها فعارضه عطيه بن دبيس القسوري في قرية لغب وكان سليمان بن حمود السيالي حاضراً ، وبين السيالي وبن دبيس معاني في لوازم بينهم على أثر فتن سابقة .
فقال عطية :
يا مرحبا ترحيب ما نحصي عداده **بأشرافنا واللي لفو من سيره
والله ما نبني على ساس النكاده **أصبر على ذا الطرق ولا غيره
فأجابه ُسليمان السيالي :
بغيت أثورها ولا فيها سداده **ماني مطول في حبال قصيرة
بعضالعرب عينه كما عين الجراده **يقرا على الما فالفلج ويحيره
ثم نزل الخط على ربيع من عتيبة وهم يُعدُّون من النفعة وهي منطقة فسيحة ، وشاهدت في سفح الجبل المقابل عن بُعد كتابة باللون الأبْيَضْ وضعها أهالي المنطقة وهي عبارة "لا للأرهاب" ، وإنـْدلـَّتْ على شيء فإنما تدل على وطنية قبائل بني سعد، ولربيع قرى وهِجـْر كثيرة ، ذكر لي أحد أهالي المنطقة منها :
شفا ربيع ويقع إلى الغرب ، الطفلان ، الجرادحة ، كحلة ، الهدف ،العطا ، الخيف ، الجوف ، الودنة ، الجمالين ، الشعيرا ، العذبة ، حسين ، الفرعة ، جمعة ،الأقر ، أيان ، العنمة ، والبنيا ، الخوقة والشتيات وأظنها المقصوده بشعر أحد الشتيات في قوله :
سلام يالدار الزينة ** واهلك يحبون المدوح
إن كان يبقالك غبينة ** البرق فالمنشا يلوح
وربيع فيها من الفخوذ :السمور والثرمان والهدف والشتيات والجمالين والجرادحه والغبشان والعطا .
ومن ثم صعد بنا الطريق على مرتفع في الجبل وقد وضع على يمين الخط ويساره مثل الشبك لحماية السيارات المارَّة من كـُتل الحجارة الضخمة المتكسرة في السفح وهو في الحقيقة خطر ويجب أن يُراجِع أهالي المنطقة بلدية الطائف لعمل تدبير ما لدرء خطر الصخور التي قد تـَسقط في أي لحظة لاسمح الله .
ثم تأتي هجر وقرى المناجيم من الثبتة من عتيبة وتمتد من الشرق إلى الغرب منها الدار الحمراء وفيها : ذوي جار الله والبسان وذوي صالح وذوي شداد ،
ثم أهل القصر وفيهم ذوي حامد والدوخة والعواويش وذوي ملفي ، ثم أهل الثنية ذوي كليف وأهل نايف ومنهم : ذوي محمد وذوي عيضه ، فأهل العيينة ذوي براك والحمدة والطفيحا وفيها : الطوالعه وذوي كليب والحماسين والعواويش وذوي حامد وذوي تويم . ويجاور ربيع من الشمالي الغربي
قبيلة العيلة من النفعة من عتيبة وقراهم : عبيس والعقدة والمنامة وذو حماط وينقسمون إلى عدة أفخاذ هي : المعاليم والأحلاف والصبحة وذوي عطية والحمان . وعلى الطريق هناك لوحة كتب عليها وادي وثال فتجاوزته وبعد فترة هبطت من هناك إلى قرية بني سعد السحن وهي قرية عامرة وفيها الإمارة ودوائر حكومية ، تبعد عن الطائف 70 كيلاً تقريباً ، ويقسمها الخط إلى قسمين :
وهي للسلاقا من عتيبة ، والسلاقا يُعدُّون من النفعة ( شعر) ، وقد ذكرهم بريغيش المراوحة في قصيدة تذكر مشكلة لهم مع أحدالبطون ، وفيها يذكر أنه استفزع بالسلاقا والشهبة يقول العبد ولا نظن أن قائلها عبد وإنما العبد مرسول ليقول القصيدة :
يا نديبي تولم من على عيدهيه ** عيدهي هميم ومشيها باستباقا
مشيها من طرف بقران والشمس حيه ** والمسا عند بن بهلول شيخ السلاقا
قل للشهيب إن كان مني وفيه ** جا كلام حفيف ولا عليه اطباقا
الفزع ياعيال اثبيت يا أهل الحمية ** لا توانون في كي الكبود الحراقا
العشية كبير القوم طمعان فيه ** أنظري يا عيوني فالعيال الدياقا
أشتورنا وبتلنا عليهم غزية ** ثم جبنا الحلال ونابيات الوساقا
شبو النار من صلاه اليا شق ليه ** في جناب براح ولاش فيها ادراقا
والتقينا وسال الدم من كل فيه ** والجنابي غدت منا ومنهم غراقا
ووادي صلاء أو ما يعرف في الأطلس الجغرافي بــ"سله" يقع في وسط ديارالثبتة وأعلاه للسلاقا ، أما ليه فهو الوادي المعروف جنوب الطائف .
وفي قرية السحن ذهبت إلى مطعم هناك لا يراه المتجه للدار الحمراء بسهوله على يمين الخط لوقوعه في أقصى المحلات بسبب ارتداد المبنى المتقدم على المبنى الذي يليه ، وذلك للتزود بالشاي وبعض الأشياء الأخرى ، وكنت قد تجولت في السحن ، وأهلها يسألون الغريب الذي يتجول هناك عن الهدف من جولته كمعظم القرى ، والحقيقة أن التجول بطريقتي في تلك المنطقة يثير ريبة بعض أبناء المنطقة ، علماً بأنني في هذا الخط لم أترك قرية أورأس جبل أو حرف وادي إلا ونزلت فيه ولم أترك شخص هنا أو هناك ممَّنْ قابلته بطريقةعرضية إلاَّ وسألتـُه أسئلة كثيرة ، سؤال العابر السائح !
وكان سبب توقفي المتكرر هو لتدوين ما أسمعه أو أشاهده أو الاسْتمتاع بأجواء المنطقة اللطيفة ومناظرها .
وخرجتُ بمعلومات سأورد ذكر بعضها عندما تأتي مناسبتها ، وشاهدت من اعتداد القوم بقراهم وأصولهم وتفاخر أبناء كل قرية بأنفسهم الشيء الكثير، وهذه من شيم العرب الأقحاح ، وأثار استغرابي أن الهندي الذي يعمل في المطعم الذي في السحن وأعدَّ لي الشاي يعرف عن تاريخ تلك المنطقة أشياء وأمور كثيرة مما يسمعه من أبناء المنطقة ، الذين هم من السلاقا من النفعة ، وأفادني بعض السلاقا وبعض النفعة أنهم اسْـتولو على تلك الديارفي زمن ما ، عكس الثبتة الذين يصرون على أن هذه البلاد هي بلاد أجدادهم منذ القدم !
والرأي عند الثبـتة أن بعض الفروع في عتيبة نجد إنَّما هي فروع نازحة من الثبتة ،كذلك الرأي عند النفعة هناك أن بعض فروع عتيبة نجد نازحة من مناطقهم وأنها فروع ٌمنهم!.
ورُبَّما يكون هذا تنافس على الأصالة كما هو العرف في بقية قبائل السروات الأخرى ، أضِفْ إلى ذلك أن فروع عتيبة عامة سواء في السراة أو نجد متداخله مع بعضها البعض بطريقة مُلاحظة ، وهو ما يجعل عتيبة السراة كالثبتة وغيرهم يرون مثل هذا الرأي ، وفي الحقيقة يظل هذا الرأي له تقديره الخاص عرفاً إلا أنه قد يصطدم ببعض العقبات التاريخية خاصة إذا علمنا أن تلك المنطقة تعرضت لعدة غزوات في الزمن القديم من خارجها كان آخره ما تحدثنا عنه وأسميناه الغزو الهوازني وهو الأمر الذي يدعم المفهوم عند عامة الثبتة وأنهم من بني سعد بن بكر رهط حليمة ، ويدعم كذلك الرأي السائد عند السلاقا و النفعة وأنهم اسـْتولو على تلك المنطقة منذ عصر بعيد وللسلاقا قرى عديدة في المنطقة منها : البرك والخرمة والنيمة والخيالة والشثة .
والسلاقا كماهو معروف ينقسمون إلى : الدواغين وذوي محسن وذوي حسب الله والدعابين وذوي ساري والحزمة ومعهم الروقة أهل القرين .
ثم يمر الطريق بعد السحن إلى منطقة السياييل من عتيبة ومن قراهم هناك الغراب وفيها المساعيد والصوادرة ، وقرية الخشاشة وفيها الخزعان وذوي علي والفقهاء والرباشين ، ويقول أحد السياييل في الزمن القديم في الخشاشة :
سلام يا دار الخشاشة ** ياللي كما الحيد العسير
ولا يجي عسكروباشه ** الا يدقون النفير
ومن السياييل أيضاً : الكلادا وهم السيوف والعمارين .
ومن السياييل كذلك : الشكاوين في صور بن شكوان ولهم صعيد السوق ، ومعهم الرصفة الروقة الثبتة .
وبالقرب من السحن في الجنوب الشرقي قرية العوصا للشهبة من الصريرات من الثبته من عتيبة وفيها :
ذوي عايد ـ غير ذوي عايد القساورة ـ ، وذوي زاحم وللشهبة هناك : المغرة وفيها الشمالين ، ولهم العروشية وفيها العصمة من الشهبة والطماسين ، ثم أهل شعبة وفيها ذوي صويان والطوال والوبارين .
ومن الشهبة : الشاعرمطلق الثبيتي رحمه الله وفيهم الآن الشاعر وصل الشهيب. ثم يمر الطريق بعد السياييل بالدار الحمراء وهي قرية عامرة لخديد من الطفحة من عتيبة تقع على سفح واسع، ذكرها الموسوي وأسماها السراة ، فقال :" ثم أتينا إلى السراة وهي قرية كبيرة وبها مزارع كثيرة ومياه غزيرة وأشجار نضيرة وحصون شواهق ترى الحصن كأنه بالفلك الأطلس لاحق "أ.هـ
ذكرها بن فهد والسنجاري في أحداث سنة( 714هـ )لما اسْـتولى أبي الغيث ابْن أبي نمي وطارد الشريفيْن رميثة وحميضة أبناء أبي نمي حيث قال السنجاري :"وقصد بمن معه فيطلب حميضة ورميثة فلم يظفر بهما لأنهما ببلد السراة "أ.هـ
وخديد تتفرع إلى عدة فروع منها :
البصلان ، وكذلك اللهوب ويـُقال : أنهم من خديد ويـُقال أنهم مستقلين عن خديد.
ومن خديد : القلايا ، الكشمة ، الخشة وهم : غريم ومرزوق والمغاورة ، ومن خديد : اليعاقيب .
وأهل الدار الحمراء وهم : المحارزة وفيهم العييفات والمسالطة وذوي بخيت والكللبه .
ومن خديد : ذوي عيسان والكبارية والحماميد والقمد والرجح والحبشة والخضارين والحمض وذويعواد ، وكذلك من خديد الصنيع القاطنين في وادي الجربة .
ولخديد قرى عديدة أهمها :
الدار الحمراء وقد ذكرنا أهلها ، والجربة وهي للصنيع كما أشرنا ، والصفاة وذكرنا أهلها ثم الخشة وقد ذكرناهم كذلك ، ومنهم أناس في أعلى وادي جداره .
ثمآل عيسى وهم بطن من الصريرات من الثبتة من عتيبة وهم يجاورون الشهبة من الجنوب في وادي آل عيسى وفيه قرية آل عيسى وفيهم أفخاذ منها :
ذوي راشد وذوي مطر والحشاشة وذوي عايد والحبنة والسبعة .
وكذلك هناك الحصنة من الطفحة من عتيبة يقطنون وادي العرصة وأسفل وادي سله ( صلا ) ويخالطون الحلسة و الجميعات ، ومن أشهر قراهم الصنيع وجوش ، وينقسم الحصنة إلى عدة فخوذ منها
العوامره والهنادية وذوي رشود والعيادين وأهل جوش : وهم ذوي حامد وذوي عفان وذوي عيفه وذوي عيفان .
وممن يخالطهم هناك الحلسة وهم من الطفحة يقطن بعضهم الصنيع ويخالطون الحصنة ، وفي المعدن منهم أناس ، والحلسة ينقسمون إلى ذوي زاحم وذوي مسلم.
ومن الحلسة الشاعر : سند الحليس . ويخالط الحصنة والحلسة في الصنيع العبابيد من الطفحة من عتيـبة . ثم الذويبات ومنهم ابْن دخين وهو من كبار بيوت عتيبة في الماضي والذويبات بطن من الصريرات من الثبتة من عتيبة كما هو مشهور ، ويقطنون في وادي الشوحطة ، والشوحطة فيها بيت حليمة أو مسجد حليمة رضي الله عنها ،
قال عبدالرحمن المرشدي : في كتاب " قلائد الذهبان"
عن الكتاب مانصه :"رجعنا فيه إلى مصادر شفوية وكتابية ، فالشفوية عن النسابين والرواة من كبارالسن والعارفين ..( ذكر منهم ).. الشيخ النسابة عبدالله بن دخيل الله بن دخين الذويبي في وادي حليمة قـُرب مكة ، واطلعت عنده على شجرة لجميع قبائل عتيبة بني سعد"أ.هـ
وقال أيضاً في نفس الكتاب : " ..بني سعد بن بكر بن هوازن المسَمِّـين سعد الحضنة لحضانتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم إلى اليوم يفخرون برضاعته صلى الله عليه وسلم فيهم..وسلسلة نسبهم من سعد بن بكر بن هوازن "أ.هـ قلائد الذهبان
وهذاهو المفهوم السائد عند الذويبات من الثبته من بني سعد بخصوص إنتسابهم إلى سعد بن بكر بن هوازن وافتخارهم بحليمة رضي الله عنها ، وهذا هو المشهور عند عامة القساورة منذ مائة عام وأكثر في قصيدة إبـْن دبيس القسوري وقوله :
حنا عوانيكم فالأيام القديمة **وان كنت جاحد عندي أولاد الحلال
جدك رسول الله رابيته حليمة **ظلت تشيله من حلال إلى حلال
وقد نشر الأستاذ عبدالرحمن بن زبن المرشدي : عدة صور في الكتاب المذكور منها صورة لآثار بيت حليمة رضي الله عنها ، وصورة لمسجد أثري إسمه مسجد بني سعد بني سنة ( 5هـ ) ، وصورة للشعبتين في وادي حليمة السعدية رضي الله عنها ، وقد ذكر الشريف محمد بن منصور بن هاشم أن نسَّابة الذويبات قالوا أن سبب تسميتهم بالذويبات هو نِسْبة إلى والد حليمة أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة .
وقال أيضاً في كتاب قبائل الطائف : "وقد أخبرني بعض العارفين أن مكان بيتها الآن مسجد ولكنه قديم خرب وحبذا لو عمرته الحكومة السعودية كأثر من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم "أ.هـ
وقد أوردنا نصاً في كتاب الأغاني للأصفهاني يذكر فيه بني ذؤيب من بني سعد بن بكر بن هوازن
( تابـع )