مالك العتيبي
11-29-2010, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أود التنبيه هنا على أمر مهم
لم يكترث له البعض عند التطرق لأمور النسب
ألا وهو موضوع العوارف الذييجب على كل أفراد القبيلة الانتباه له
خاصة وأن قبيلتنا من القبائل التي فيهاعوارفها المشهورين
فالعوارف في البادية في الزمن القديم هم كبار العربووجهائهم
وهم المختصون بالأعراف والأنساب والعادات ( سلوم ) والقضاء أيالقانون الذي يحكم تلك العوائد والأحوال والمعاملات
وما يخص شؤون الأنساب في القبيلـة
فإذا ما تنازع أحد ابناء القبيلة مع آخر أو مع مجموعه
سواء في القتل أو الديات أو السرقة أو الانتساب للقبيلة
وطلب الجميع الذهاب إلى العارفة الذي هو القاضي
فإن الحكم الصادر عن العارفه يلزم المتشارعين من أبناء القبيلة
ولا مناص لهم إلا بالرضوخ لهذا الحكم وتنفيذه وفقاً للقوانين المعروفه للجميع
خاصة وأنها ـ أي الأعراف ـ يعمل بها لـقرون عديدة من السلطة الحاكمة آنذاك
سواء في مكة أو في المدينة أو أي إقليم تتبعه قبيلة معينه
يقول أيوب صبري باشا : "وبناءً عليه فإن عقلاء المدينة المنورة
ووجهاءها رأوْ إلزاماًعلى الحكومة أن تعمل على الأخذ بالقوانين
والأنظمة التي كانت سائدة ومرعية بينأعراب العرب
منذ ثلاثة أو خمسة قرون خلت
لسلامة الناس واستيفاء حقوقهم ".أ.هـ (1)
بعكس الشيخ ( شيخ القبيلة ) فالشيخ تكون مسئولياته تنفيذية
وتتعلق بالقيادة العسكرية ورأيه لا يكون ملزماً
إلا في شن الحرب أوعقد الصلح مع القبائل الأخرى والتفاوض معها
والانتقال في المراعي ومقابلة أكابرالغرباء
لهذا لا يكون الشيخ شيخاً إلا لشجاعته وفروسيته ورجاحة الرأيعنده
للمحافظة على القبيلة ، أما رأيه في الشؤون العامة وقضايا القبيلة
التيتتعلق بالقانون والأنساب فقد لا يكون ملزماً لأبناء القبيلة
إلا في حالات استثنائية كأن يكون القضاء والشيخة في فرع واحد
مثال ذلك الثبتة من عتيبة:
فهناك العوارف بن عايد وابن دخين والشيخ العام هو ابن هليل
فيجوز لابن هليلما يجوز لابن دخين ولابن عايد
لوراثتهم جميعاً لهذا الأمر كما غيرهم من ابناءالثبته
وقد اشتهر عن ابن هليل أنه عارفة من عوارف عتيبة
وكذلك العضيان وفيهم قضاة وعوارف عتيبة والروقه ابن ثعلي
فيجوز لكبار العضيان ما يجوز لابن ثعلي لوراثة الكل لهذا الأمر
وقد اشتهر عن ابن ثعلي انه عارفه من عوارف عتيبة
وتوضيحاً لذلك نقول أن سلطة الشيخ في هاتين القبيلتين تتعدى إطارقبائلهم
فابن هليل من مباني عتيبة في الماضي وكافة قبائل بني سعد تأخذبرأيه
وكذلك الضيط كافة قبائل مزحم تأخذ برأيه
أما في أنماط الشيخة الأخرى فالأمور تختلف نوعاً ما
وتخضع لظروف كثيرة أخرى
يقول بوركهارت : عن سلطة الشيخ في الشئون الاجتماعية العامة للقبيلة
كالأعراف والأنساب والقضاء وغيرها "لا سلطة للشيخ على أفراد قبيلته
على الرغم من أن المناقب الشخصية التييتحلى بها تمكنه
من فرض سلطة هائله " أ.هـ (2 (
كونه قائد القبيلة ( القائد العسكري ) في الحرب
ويستطيع أي فارس مشهور أن يكون شيخاً
ولكن لايستطيع أي فارس أن يكون عارفاً أو قاضياً
لان أمور العوارف أمور موروثة
كونهم ينحدرون نسباً من كبار القبيلة في الماضي القديم
و أحرص الناس على القبيلة
فضلاً عن أنهم ( أي أجدادهم في الماضي )
هم من سنُّوا قوانينها وشرَّعواأنظمتها وعاداتها في الزمن القديم
وقد رضخت القبيلة لقوانينهم وعملت بها كما هومشهور
ولا نقول هذا لإيقاف البحث والتوثيق في التاريخ أو الأنساب
بل سنكتب وسيكتب أبناء القبيلة
وإنما نقصد عدم التعارض مع أقوال العوارف بالتعميم الكلي
فالعوارف هم أدرى الناس بشؤون القبيلة وأنسابها وأصولها
وربما لم يشأ العوارف قول شيء لم يريدوا قوله في الزمن القديم
وربما اشتبه على أحد أبناء العصرأمر غير مفهوم !
فحصل تعارض بينه وبين العوارف .... وحرج كبير !
إن دغدغةالنصوص ومداعبتها لخيالاتنا... أمر مغري
ولكن .... يجب ان نخضعها لكلامالعوارف
فالعوارف هم كبارنا
ونحن لنا حدودنا
واحترام كبارنا وثقتنا فيهم ليس لها حدود
بقلم : هنيدس الروقي
نقل ، تلميـذه : مالك النـُفَيْـعِيْ الشامِيْ
الحواشي :
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أيوب صبري باشا ـ مرآةجزيرة العرب ص 263
(2) جاكلين بيرين ـ أكتشاف جزيرة العرب ص 221
أود التنبيه هنا على أمر مهم
لم يكترث له البعض عند التطرق لأمور النسب
ألا وهو موضوع العوارف الذييجب على كل أفراد القبيلة الانتباه له
خاصة وأن قبيلتنا من القبائل التي فيهاعوارفها المشهورين
فالعوارف في البادية في الزمن القديم هم كبار العربووجهائهم
وهم المختصون بالأعراف والأنساب والعادات ( سلوم ) والقضاء أيالقانون الذي يحكم تلك العوائد والأحوال والمعاملات
وما يخص شؤون الأنساب في القبيلـة
فإذا ما تنازع أحد ابناء القبيلة مع آخر أو مع مجموعه
سواء في القتل أو الديات أو السرقة أو الانتساب للقبيلة
وطلب الجميع الذهاب إلى العارفة الذي هو القاضي
فإن الحكم الصادر عن العارفه يلزم المتشارعين من أبناء القبيلة
ولا مناص لهم إلا بالرضوخ لهذا الحكم وتنفيذه وفقاً للقوانين المعروفه للجميع
خاصة وأنها ـ أي الأعراف ـ يعمل بها لـقرون عديدة من السلطة الحاكمة آنذاك
سواء في مكة أو في المدينة أو أي إقليم تتبعه قبيلة معينه
يقول أيوب صبري باشا : "وبناءً عليه فإن عقلاء المدينة المنورة
ووجهاءها رأوْ إلزاماًعلى الحكومة أن تعمل على الأخذ بالقوانين
والأنظمة التي كانت سائدة ومرعية بينأعراب العرب
منذ ثلاثة أو خمسة قرون خلت
لسلامة الناس واستيفاء حقوقهم ".أ.هـ (1)
بعكس الشيخ ( شيخ القبيلة ) فالشيخ تكون مسئولياته تنفيذية
وتتعلق بالقيادة العسكرية ورأيه لا يكون ملزماً
إلا في شن الحرب أوعقد الصلح مع القبائل الأخرى والتفاوض معها
والانتقال في المراعي ومقابلة أكابرالغرباء
لهذا لا يكون الشيخ شيخاً إلا لشجاعته وفروسيته ورجاحة الرأيعنده
للمحافظة على القبيلة ، أما رأيه في الشؤون العامة وقضايا القبيلة
التيتتعلق بالقانون والأنساب فقد لا يكون ملزماً لأبناء القبيلة
إلا في حالات استثنائية كأن يكون القضاء والشيخة في فرع واحد
مثال ذلك الثبتة من عتيبة:
فهناك العوارف بن عايد وابن دخين والشيخ العام هو ابن هليل
فيجوز لابن هليلما يجوز لابن دخين ولابن عايد
لوراثتهم جميعاً لهذا الأمر كما غيرهم من ابناءالثبته
وقد اشتهر عن ابن هليل أنه عارفة من عوارف عتيبة
وكذلك العضيان وفيهم قضاة وعوارف عتيبة والروقه ابن ثعلي
فيجوز لكبار العضيان ما يجوز لابن ثعلي لوراثة الكل لهذا الأمر
وقد اشتهر عن ابن ثعلي انه عارفه من عوارف عتيبة
وتوضيحاً لذلك نقول أن سلطة الشيخ في هاتين القبيلتين تتعدى إطارقبائلهم
فابن هليل من مباني عتيبة في الماضي وكافة قبائل بني سعد تأخذبرأيه
وكذلك الضيط كافة قبائل مزحم تأخذ برأيه
أما في أنماط الشيخة الأخرى فالأمور تختلف نوعاً ما
وتخضع لظروف كثيرة أخرى
يقول بوركهارت : عن سلطة الشيخ في الشئون الاجتماعية العامة للقبيلة
كالأعراف والأنساب والقضاء وغيرها "لا سلطة للشيخ على أفراد قبيلته
على الرغم من أن المناقب الشخصية التييتحلى بها تمكنه
من فرض سلطة هائله " أ.هـ (2 (
كونه قائد القبيلة ( القائد العسكري ) في الحرب
ويستطيع أي فارس مشهور أن يكون شيخاً
ولكن لايستطيع أي فارس أن يكون عارفاً أو قاضياً
لان أمور العوارف أمور موروثة
كونهم ينحدرون نسباً من كبار القبيلة في الماضي القديم
و أحرص الناس على القبيلة
فضلاً عن أنهم ( أي أجدادهم في الماضي )
هم من سنُّوا قوانينها وشرَّعواأنظمتها وعاداتها في الزمن القديم
وقد رضخت القبيلة لقوانينهم وعملت بها كما هومشهور
ولا نقول هذا لإيقاف البحث والتوثيق في التاريخ أو الأنساب
بل سنكتب وسيكتب أبناء القبيلة
وإنما نقصد عدم التعارض مع أقوال العوارف بالتعميم الكلي
فالعوارف هم أدرى الناس بشؤون القبيلة وأنسابها وأصولها
وربما لم يشأ العوارف قول شيء لم يريدوا قوله في الزمن القديم
وربما اشتبه على أحد أبناء العصرأمر غير مفهوم !
فحصل تعارض بينه وبين العوارف .... وحرج كبير !
إن دغدغةالنصوص ومداعبتها لخيالاتنا... أمر مغري
ولكن .... يجب ان نخضعها لكلامالعوارف
فالعوارف هم كبارنا
ونحن لنا حدودنا
واحترام كبارنا وثقتنا فيهم ليس لها حدود
بقلم : هنيدس الروقي
نقل ، تلميـذه : مالك النـُفَيْـعِيْ الشامِيْ
الحواشي :
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أيوب صبري باشا ـ مرآةجزيرة العرب ص 263
(2) جاكلين بيرين ـ أكتشاف جزيرة العرب ص 221