المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثائق "ويكليكس".. لم تفضح أحدًا!



احمد العتيبي
10-31-2010, 07:14 AM
وثائق "ويكليكس".. لم تفضح أحدًا!



السيد أبو داود
السبت 22 ذو القعدة 1431 الموافق 30 أكتوبر 2010



http://www.deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=51343&stc=1&d=1288496169



الوثائق السريَّة التي نشرَها موقع "ويكيليكس" الأمريكي عن تفاصيل العدوان الأمريكي على العراق، وكذلك يوميَّات الاحتلال وممارسات القوَّات الأمريكيَّة ضدّ المدنيين العراقيين، وأيضًا ممارسات الحكومات العراقيَّة المتعاقبة والقائمة على الطائفيَّة وما ارتكبتْه من جرائم في حقّ المواطنين العراقيين.. هذه الوثائق لا يمكن تصوُّر نشرِها دون نوعٍ من التنسيق أو العلم من الإدارة الأمريكيَّة، بما يعني أن هذه الإدارة تريد توظيف هذه الوثائق لتحقيق أهداف معيَّنَة قد يكون من بينها بعض الخلافات مع نوري المالكي وكذلك بعض الخلافات مع المشروع الإيراني في العراق، وأن الإدارة الأمريكيَّة اختارتْ هذا التوقيت بالذات لتحدثَ هذه الوثائق أثرَها المطلوب.



لكن، ورغم كل ذلك، فإنه من ناحية القيمة، فإن هذه الوثائق لم تُضفْ جديدًا ولم تخبرْنا عن شيءٍ لم نكن نعرفُه، فجرائم العدوان الأمريكي الغربي في حقّ كل ما هو عراقي معروفة ومسجَّلة وموثَّقة، وتحدثت عنها وسائل الإعلام الغربيَّة نفسها.


وإذا كانت آلة الدعاية الأمريكيَّة الغربيَّة قد عملتْ بكل ما تملك على إخاء الحقيقة وتزوير الوقائع ونشر الأخبار المكذوبة وحجْب الجرائم وتقليل أعداد القتلى الأمريكان.. إلخ، فإننا لم نعدمْ طوال سنوات الاحتلال جهات إعلاميَّة نزيهة، عربيَّة وغير عربيَّة، كشفت الحقيقة وأحرجت الاحتلال وحكوماتِه الكاذبة، كما كانت هناك تقارير دوليَّة ألقت الضوءَ على كثير من الأوضاع، وكذلك كانت هناك تقارير غربيَّة عديدة أُضيفت إلى غيرها من التقارير التي رسمتْ صورة كاملة لحقيقة المأساة التي أوجدها العدوان والاحتلال الأمريكي الغربي لبلاد الرافدين.


وهكذا فإن الباحث عن الحقيقة، الذي يشكُّ في الأخبار والتقارير الأمريكيَّة والغربيَّة التي وصفت وتابعت يوميَّات الاحتلال، استطاع أن يقف على الحقيقة كاملةً منذ أول يوم سقطت فيه بغداد في قبضة التتار الجدُد الذين فعلوا بها أكثر مما فعل التتار القدامى.


ربَّما كانت القيمة الحقيقيَّة للوثائق التي نشرَها موقع "ويكيليكس" أنها أثبتتْ أن الذين وقفوا منذ اليوم الأول يقاومون العدوان ويفضحون جرائمَه لم يكونوا كاذبين أو مبالغين وإنما كانوا صادقين، بل ربما كانت مشكلتهم أنهم نقلوا، لإمكاناتهم المحدودة، بعض الحقيقة وليس كل الحقيقة، وتأتي هذه الوثائق لتؤكِّد أن الغالبيَّة العظمى لما نُشر عن يوميَّات الحرب كانت صحيحةً، كما تكمن أهمية ما نُشر في كونه بات عملًا وثائقيًّا وشاهدًا بالكلمات والأرقام والتواريخ والأسماء على ما جرى في العراق منذ أن دنَّسَه الاحتلال الأمريكي.


ورغم نشر هذه الوثائق المهِمَّة، إلا أننا نعتقد أن هناك انتقائيَّة متعمَّدة في نشر هذه الوثائق، وهذه الانتقائيَّة تضعفُ من أهميَّة وقيمة هذه الوثائق، وما زلنا نعتقد أن الوثائق التي توثّق أكبر وأخطر جرائم الاحتلال لم ولن ترى النور أبدًا، وأنها لو توفَّرت لموقع "ويكيليكس" فلن ينشرها ولن يسمحَ له بنشرها، والغربيون بصفة عامة أكثر وعيًا بقضايا الأمن القومي لبلادهم ويتفقون على القضايا الكبرى.


إننا نؤكِّد على قيمة وأهميَّة الوثائق في الردّ على مَن اقتنع بما يقوله الإعلام الأمريكي والغربي، ونؤكِّد على أهميتِها في توثيق جرائم الاحتلال، ولكننا نرى أنها تغطي أقلّ الجوانب وتتغافل عن جرائم الاحتلال الكبرى، ونؤكِّد أن القيمة الكبرى لهذه الوثائق لن تتحقَّق إلا إذا نشرت الحقائق كاملة وبدون انتقاء وبدون إخفاء متعمَّد لبعض الجوانب ولأهم الجرائم والممارسات، ونؤكِّد أيضًا أن هذه الوثائق لم تكنْ لتظهر إلا حينما اختلف الأمريكان مع أصدقائهم العراقيين وإلا حينما ظهر التناقض واضحًا وليس وهميًّا مع المشروع الإيراني والوجود الإيراني في العراق.

نوري المالكي، الذي يستهدفه أصدقاؤه الأمريكان اليوم بعدما ظهرت الخلافات معه، أخفى الأمريكان جرائمَه الطائفيَّة وأظهروه بمظهر السياسي البارع الحريص على المصالح العراقيَّة، وساعدوه على منهجِه الطائفي الدموي، لأن هذا المنهج كان متطابقًا مع مشروعهم الاحتلالي، هذا المالكي كثيرًا ما تحدَّث الإعلام العربي النظيف عن جرائمِه وعن إكمالِه للدور الطائفي الذي بدأه قبلَه سلفُه إبراهيم الجعفري.


جرائم المالكي والجعفري في حقّ سنة العراق مفضوحة ومكشوفة، وفرق الاغتيالات التي شكلاها وأشرفا عليها وكلّفا بها وزراء الداخليَّة معلومة للجميع، والمالكي متورِّط لأذنَيْه في عمليات التعذيب والقتل ومجازره معروفة، ووقوفه وراء مخطَّط إخلاء أحياء السنَّة من ساكنيها حتى تصبح العاصمة بغداد عاصمة شيعيَّة خالصة معلوم للجميع أيضًا، ولم تُضِفْ هذه الوثائق إلا تأكيد ذلك لمن لم يكن متأكدًا.


إننا نختلف مع هذه الوثائق التي تكشف أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي متورِّط في إدارة فرق للقتل والتعذيب، لأن الممارسات اليوميَّة تؤكِّد أن المالكي يُدير حكومة كاملة، بما فيها من وزارات وأجهزة ومخابرات وقوات أمن.. الخ، للقتل على الهويَّة وللتعذيب داخل السجون.


هناك مَن يقول إن نشر هذه الوثائق جاء دعمًا من قِبل الأمريكان لصالح إياد علاوي من أجل دعم عودتِه لرئاسة الوزراء، وهذا أمرٌ يخصُّ الأمريكان فقط ويخصُّ أولوياتهم وسياساتِهم، أما نحن فلم نَنْسَ ما فعله علاوي في دعم مشروع الاحتلال الأمريكي، ولم ننسَ أنه كان من أهم الشخصيَّات التي تعاونتْ مع المخابرات الأمريكيَّة في فترة ما قبل الاحتلال، ولم ننسَ ما ارتكبَه من جرائم في حق العراق والعراقيين، وأكبرها ما فعله الأمريكان بمدينة الفلوجة برضاه وبالتنسيق معه.


إذا كانت الوثائق تؤكِّد أن مئات المدنيِّين العراقيين قُتلوا على الحواجز الأمريكيَّة، رغم التصريحات الأمريكيَّة المستمرَّة التي كانت تنفي ذلك، وأن جيش الاحتلال الأمريكي تستَّر على أعمال التعذيب التي تعرَّض لها سجناء عراقيون، على أيدي قوَّات الشرطة والجيش العراقيين، وأن الإدارة الأمريكيَّة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه لكنها أمرتْ جنودها بعدم التدخُّل، فما الجديد في ذلك؟! وهو الأمر الذي يعلمه كل كبير وصغير في العراق.


وما أظهرتْه الوثائق بأن القوَّات الأمريكيَّة أنشأت عام 2004م وحدة كوماندوز عراقيَّة، أطلقت عليها "الكتيبة الذئب"، بقيادة الجنرال الشيعي أبو وليد، وتم تدريبها على أيدي القوَّات الأمريكيَّة، وفي بعض الأوقات كانت تعمل معهم، وكان الهدف من إنشائها هو اصطياد المسلَّحين السُّنَّة، وأن المحققين في المعتقلات العراقيَّة كانوا يهدِّدون المعتقلين بعدم رؤية ذويهم مرةً أخرى، وكذلك بإرسالهم إلى "الكتيبة الذئب"، التي تعدُّ مصدرًا لجميع الآلام والعذابات، وأن "الكتيبة الذئب" كانت أداة للعنف الطائفي.. هذه الحقائق أقلُّ بكثير مما يعرفه العراقيُّون والمتابعون للشأن العراقي، فَفِرَق العنف الشيعي الطائفي عاثَتْ في العراق فسادًا وقتلًا وذبحًا وطردًا للناس من بيوتهم، وسواء كانت هذه الفِرق بدعم وتدريب إيراني أو أمريكي، وبصرف النظر عن أسمائها وانتمائها إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلاميَّة أو فيلق بدر أو جيش المهدي أو كانت تابعة لحزب الدعوة.. الخ، فالمؤكَّد أنها كانت موجودة لسنوات طويلة وما زالت موجودة حتى الآن، وأنها كانت آليَّة مهمَّة من آليَّات المشروع الاحتلالي الطائفي، وأنها كانت تحظَى بدعم ورعاية قادة هذا المشروع.


وثائق "ويكيليكس" تكشف أن عدد القتلى المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلَن أمريكيًّا، وأن العدد الحقيقي للقتلى ابتداءً من الغزو الأمريكي عام 2003م وحتى الآن يتجاوز 150 ألف ضحيَّة إلى جانب 15 ألف آخرين غير مستدلّ عليهم ولا توجد عنهم أيَّة معلومات، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف مدني لقوْا مصرعَهم دون معرفة هوياتهم، وأن أكثر من 109 آلاف مواطن عراقي قتلوا في الفترة ما بين 2004م و2009م، بمن فيهم 66 ألف مدني، وتناقض هذه الأرقام ما كان يقوله الأمريكيُّون من أنهم لا يحتفظون بإحصاءات عن أعداد القتلى العراقيين.
هذه الأرقام كاشفةٌ وفاضحة لآلة الإعلام والدعاية الأمريكيَّة والغربيَّة، ولا تجعل أحدًا، مهما كان، يطمئن مستقبلًا لما تعلنُه هذه الآلة من كذب وبهتان متعمَّدَيْن، مهما خرج السياسيون ليؤكِّدوا هذا البهتان.


الوثائق تتضمَّن تفاصيل عن عمليَّات التعذيب التي كانت تجري في المعتقلات العراقيَّة والتي شملت استخدام الصواعق الكهربائيَّة والمثاقب وحتى عمليَّات القتل بدمٍ بارد في الشوارع والميادين العامَّة، وهي لم تضِفْ في ذلك جديدًا، فصور جثث العراقيين الذين ثُقبوا بالمثاقب على أيدي أتباع الجعفري والمالكي وجبر صولاغ موجودةٌ في كل مكان منذ سنوات.


وإذا كانت وثائق "ويكيليكس" قد كشفت عن دور إيراني سري في تمويل وتسليح وإدارة الميليشيَّات الطائفيَّة، عبر حرس خميني وفيلق القدس الفارسي وارتباطها مع قوَّات الاحتلال والعمل المنسَّق مع تلك القوَّات، أو على الأقل بتواطئها وإتاحة التسهيلات لها لارتكاب جرائم القتل الجماعي ضدّ شعب العراق واغتيال قادتِه وكفاءاته، فإن هذا الأمر أصبح من المعلوم بالضرورة عن الاحتلال وما أوجده من واقع، فالجميع الآن يعرف أن الوجود الإيراني في العراق إنما هو احتلال لا يقلُّ خطورة عن الاحتلال الأمريكي للعراق، وأن إيران هي التي كسبت الأَمْر استراتيجيًّا في نهاية المطاف، وأن طهران هي التي تدير الحكومة العراقيَّة إدارة فعليَّة.


وإذا كان أنصار المالكي وأتباع المشروع الطائفي يهاجمون هذه الوثائق ويعتقدون أنها تثير النعرَات الطائفيَّة وتُعيق تولِّي المالكي لرئاسة الوزراء، وأن توقيت نشرها في هذا الوقت الحرج الذي تمرُّ به عمليَّة تشكيل الحكومة العراقيَّة هدفه إعاقة عودة المالكي لترَؤُّس الحكومة العراقيَّة، وأنها لم تستطع أن تقدم دليلًا واحدًا عن سلوك غير وطني قامت به الحكومة العراقيَّة أو شخص رئيسها، فهذا أمر طبيعي يفعلُه كل لصّ أو مجرم حينما ينكشف أمره، خاصةً وأن نشر الوثائق يمكن أن يقلِّل من فُرَص تولِّي نوري المالكي رئاسة الوزراء مرةً ثانيةً.


لكن، هل نأمل بعد أن أصبحت جرائم الاحتلال وممارساته موثَّقَة بأيدي الأمريكان أنفسهم، أن تفتح الأمم المتحدة تحقيقًا دوليًّا حقيقيًّا وفاعلًا في هذه الجرائم؟ أم أن هذا الأمل بعيد تمامًا لأن الأمم المتحدة ومنظماتها ما هي إلا مجرد إدارات أمريكيَّة تنفِّذ الأوامر والتعليمات الأمريكيَّة؟ وأنه إذا كان من الممكن "التلكك" للرئيس السوداني المسلم عمر البشير وإصدار أمرٍ لاعتقالِه من المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة ظلمًا وعدوانًا وبدون أيَّة أدلَّة، فإنه من غير المطروح فعل ذلك مع أي مسئول أمريكي أو بريطاني شارك في الحرب العدوانيَّة على العراق!


وفي النهاية فإنه إذا كان هناك منطق واحترام لعقول الناس فإن هؤلاء الذين حاكموا صدام على حادثة الدجيل وأعدموه، وهو الحادث الذي راح ضحيتَه سبعون شخصًا، عليهم أن يحاكموا المالكي وأعضاء حكومتِه والمتورِّطين معهم في قتل عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء.

سلطان الكريزي
01-04-2011, 10:22 PM
مشكوراحمدنقل لموضوع يحتاج ان ينشرجزاك الله خيرخل الناس تنورعقولهاوتستفيدوتعرف اكثرولاننسى اخواننا بدعاء

عاشق الخزامي
01-08-2011, 09:19 PM
انا لا اثق في ويكليكس ولا بالاداره الامريكيه ولا رئيسها

وهم سبب دمار العرب

والضربه الجايه تعاون ( امريكي اسرائيلي ايراني ) لتقسيم الخليج لهم

ونسأل الله يرد كيدهم في نحورهم

شكرا على هالموضوع