المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين َ الاختلاف.. والتخلّف..



احمد العتيبي
10-19-2010, 06:23 PM
بين َ الاختلاف.. والتخلّف..
(عن ثقافة "الأرصفة والحارات")


بقلم: علي أبوعجمية



ينام ُ الكلام وحيدا ً على فراشه ِ المثقوب ِ كلّما خبا الفهم ُ.. في مسام ِ الضوء ِ..
حافياً عاريا ً.. ومجردّا ً من كل شيء.. إلاّ من الفضول ِ القمري ّ في أعالي السماء.


قد تنجب ُ العبارة ُ عبارتين..
والعبارتان.. قد تنجبان ِ.. مَقطعا ً أو مقطعين ْ..
وتستمّر الولادة ُ.. خفيفة ً.. أو ثقيلة ً.. من غير طَلْق ٍ صناعي ّ..
إلى أن يشاء الرصيف أو ينكفئَ مدخل ُ حارة ٍ نهلت من سذاجتها..
حتى اشرأبّت بسَقَطِها "عقول ٌ" تحملها رؤوس "كبيرة"....
بحجم ِ "طنجرة ِ المحشي" التي تستخدمها جارتنا.. الحاجة "دلال"...



فاستمرأت رثّها.. المقطّر (بالتخلّف) الرتيب ِ المصفّى..
والمعد ّ للتمسّك.. والحفاظ.. والاستمرارية ِ العبثية ِ..
والمحجّم..لأحوال ِ جدّتنا الكبيرة.




"زغروتة ٌ" واحدة ٌ فقط تكفي.. لتجعلك َ "أبلها ً".. مع احترامي المعدِّ للذوبان ِ
لتلك المرأة التي تصنع الرجل المبدع من ضفائرها.. وتعجن ُ خبز آماله ِ..
وتغزل من كلماتها "الحكمة َ" فكرة ً أبديّة َ الرؤيا.. حريريةَ المعنى.


لكنّه
التراث.. الأثاثُ..الأساس ُ.. الجناسُ.. الاحتباس ُ..
هو ذا.. ربّما.. "الاحتباس الفكري ّ".. الذي يزيد ُ من برودة ِ الأدمغة..
ويجعلها تسير في سراديب الضيق ِ.. والسطحية ِ.. والتقليدية..


هو اللهاث وراء موروثات ٍ رجعيّة ٍ عافت ناسها الحمقى..
ممّا أدى إلى أن يكثر ُ الرُعاع.. ويعم ّ الضياع ُ.. حتى رأيت ُ أحدهم "يزغرت ُ"..
معلنا ً أننّا انتصرنا "علينا"..
لكن النصر َ لم يصبنا بأي ّ سوء..
وإنما زاد من وحلنا الملمّع بالصراخ... والبكاء المر ّ.


إنّه وكما تختلف ُ "الثقافة ُ الهابطة".. وتأتلف تبعا ً لأحوال ٍ
سياسية ٍ.. واقتصادية ٍ..واجتماعية ٍ..وفكريّة..
تختلف وتأتلف ُ أيضا "الألفاظ النابية".. والمصطلحات الساذجة..
و"الزغاريت" التافهة.. والأمثال "البالية"...
ما بين مجتمع ٍ وآخر... وما بين َ حارة وأخرى.. وبين َ رصيف ٍ (محايد ٍ) ورصيف ٍ (مكابد ٍ)..
ورصيف ٍ لا مَعَ هؤلاء.. ولا مع هؤلاء..
ليبقى الانحطاط سيدّ فكرته في كل مكان ٍ داسه "التخلّف"..


إن ّ على النخب ِ الواعية.. أن لا تجاري السطحيّة.. وأن لا تقبل بالتبعيّة.. وأن لا ترضى إلا أن تكون َ كلّا واحدا ً يتماهى مع شخصيته.. وسلوكه.. وتأثيره..
الذي يمنح الكينونة الفكرية عمقها.. واستمراريتها الفاعلة المؤثرة..


لذا فإن ّ على المجتمع
(من وجهة نظر الفهم والثقافة)
أن يتحرر من كل المفاهيم "الأيدلوجية".. والرجعيّة..
مع الحفاظ ِ على أصالته.. وثقافتهِ.. وهُويّته..
بما ينسجم ُ مع كل ّ هذه الضروب.
وعليه أن يحددّ ما يجب الحفاظ عليهِ.. وما يجب لَفْظه ُ.. بل ووأده..
في هبوب الريح العاصفة... ليخرج َ من كل تلك "الترهات".. والسخافات..
التي لا تتسّق مع التغيير الفكري ّ الشامل..
فيكون ..هو ..هو ..
لا قطيعا ًمنقادا ً وراء .."اللافهم"..