المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في فوائد زيادة عدد الرجال على النساء!



احمد العتيبي
10-19-2010, 03:47 PM
في فوائد زيادة عدد الرجال على النساء!
النطفة المحبوبة والبويضة المكروهة:
بقلم: خطيب بدلة


2010-10-18



يعجبني البرنامج النسائي اللبناني الأسبوعي 'حلوة ومرة' الذي تقدمه على الـ (l.b.c) أربعُ حسناوات فاتنات هن: أنابيلا هلال، وكارلا حداد أبو جودة، وكارلا يونس، وإليز فرح، إضافة إلى الوصيفة الثانية لملكة جمال لبنان 2010 نبيلة عوّاد.


يوم الأربعاء الماضي التقت إحدى هاته الفاتنات مع الطبيب المختص بالجراحة النسائية والتوليد جورج أبي طايع، الذي تحدث عن عملية تلقيح الجنين بين البويضة النسائية والنطفة الذكرية، بطريقة علمية جذابة للغاية، وشرحَ للسادة المشاهدين بعض الحالات التي يؤدي التلقيح فيها إلى أن يكون الجنين (ذكراً)، وبنسبة نجاح في حدود السبعين بالمئة.


حينما وصل الدكتور أبي طايع في حديثه إلى هذه النقطة أحسست بأنني آكلُ السفرجل أو حَبَّ الآس، فاستمتعتُ بالطعم الحلو، والنكهة اللذيذة، ولكنني غصصتُ و(تشردقتُ) وكدتُ أن أفطس لولا أن لحقني أولادي بكأس من الماء، وهرعت زوجتي إلى خلفي، وشرعت (تدحُّني) على ظهري بقبضتي يديها الاثنتين، حتى توقفت الغصة، بعدما خرجت عيناي من وقبيهما مثل عيني المخنوق.


قبل أن أشرح لكم سبب هذه الغصة العظيمة، أحب أن تعرفوا أننا- نحن العربان- كلما سمعنا باختراع، أو بتقدم علمي، يجري على أيدي الأوروبيين، أو اليابانيين، أو الصينيين، أو الأمريكان، أو حتى الكوريين والماليزيين.. نطلقُ هتفة الاندهاش العالية فنقول: (سبحان الله! علم الإنسان ما لم يعلم!).. ولم يخطر ببالنا قط أن نتساءل: لماذا يُعَلِّمُ الله ُ- جل وعلا- هذه الأقوامَ ما لا يعلمون، ويتركنا نحن، عبادَه الطيبين، على إصبع القابلة القانونية (الداية)، أو أنه، تعالت قدرتُه، يريدنا أن نتعلم، ونحن نرفض العلم بشهامة، وكأننا، يا سيدي الكريم، مُلَقَّحون ضد العلم!


إن الشيء الذي جعلني أغصُّ وأتشردق بهذا الحديث الفضائي هو أن أهل العلم والاختراعات، من تلك الأقوام- سامحهم الله- لم يستطيعوا أن يرفعوا نسبة تشكُّل الجنين (الذكري) إلى تلك النسبة التي تشبه اليقين البالغة تسعاً وتسعين بالمئة فاصلة تسعاً التي ننتخبُ بها نحن العرب زعماءنا التاريخيين! فلو نجحوا في ذلك لبعنا ما فوقنا وما تحتنا وقدمناه ثمناً لهذا الاختراع، أو مكافأة للمخترع، لأننا في الحقيقة، نحب أن نخلِّف الصبيان، ولا نحب أن نخلِّف البنات.


الرجل العربي، في الحقيقة، قليلٌ أمثاله بين رجال العالم، إنه وسيم، وظريف، ومهضوم، و(غاوي.. ينقط بطاقيته، كما زعمت صبوحتنا جانيت فغالي).. أو باختصار، تحفة نادرة، (أنتيكا)، أو كما تقول الأمثال (خَرَطَه الخراطُ وماتَ.. أو كسرَ القالب).. عزيز النفس، يحب العلو و(الصنبعة)، ولا يحب التوسط، وله ولع خاص بالثوابت، لذلك فهو لا يتراجع عن رأيه، ولا يقبل بالرأي الآخر، وأما القوانين والتشريعات العربية فقد وُضعت خصيصاً لإنصافه ضد المرأة، ومعظمُ هذه التشريعات تعرف قيمته، فلا تعطيه من إرث أبيه حصته القانونية أو الشرعية فقط، بل إنها تتساهل معه إذا (كَوَّش) على حصص أخواته البنات، وإذا كان لدى رجل عشر بنات، ومات، فإن من حق الأقارب الآخرين أن يتقدموا للمطالبة بحصصهم، لأن البنات لا يمنعن وراثة الغير، وأما إذا كانت زوجة المتوفى حاملاً بصبي، ونظر الطبيب إليه - عبر الإيكو جراف- وهو لافٌّ ساقاً على ساق في رحم أمه، بأكابرية عز نظيرها، فإن على الوارثين الآخرين أن يتراجعوا عن المطالبة بحصصهم، لأن جنين الرجل القادم سيمنع الوارثين، فإن لم يفعلوا فلينتظروا عقابيل أفعالهم، ويروه كيف سيأتيهم متخايلاً بحفوضته البامبرز، صائحاً بهم ملء صوته: واع ويع.. ارجعوا لورا يا بَجَم.. ووقتها سيرجعون إلى الوراء مثل الذين كفروا.


إن من مصلحة المجتمعات العربية - يا أخي الدكتور جورج أبي طايع- أن يكون عدد الرجال فيها أكبر من عدد النساء، فحينما كانت نسبة الإناث في هذه المجتمعات تصل إلى (51 بالمئة) والرجال (49 بالمئة)، كان الرجال يضطرون لذبح أخواتهم وبناتهم من أجل الحفاظ على (الشرف) من جهة، وجعل النسبة بينهما متكافئة.. ومعظم القوانين العربية تتساهل مع هذا القاتل المسكين، الوديع، لأنه ليس مجرماً في الأساس، ولكنه، يا حبة عيني، يريد أن يحفظ شرفه، فتسجنه كم شهراً، على عينك يا تاجر، ثم تطلق سراحه، ليخرج مطنباً بجسمه إلى الوراء، مثل العيد الكبير، موزعاً ابتساماته العريضة على المستقبلين، المهنئين، قائلاً لهم، مثلما تخيلت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة:
نقطة عار في جبهتنا ومحوناها!



معروض طائفي ظريف


استضافت محطة (o.t.v) صباح الجمعة الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر وزير السياحة اللبناني الأستاذ فادي عبود، واتسم الحديث بينه وبين محدثه جورج ياسمين بالمكاشفة والصراحة، وجرى الحديث عن قضايا لبنانية مهمة جداً منها السياحة التي تتطور في لبنان حتى إنها ستبلغ مليوني سائح سنوياً في القريب العاجل، وركز على السياح الإيرانيين الذين يعمرون فنادق كسروان، والمجزرة البيئية التي تتعرض لها إحدى المناطق اللبنانية.


ولكن أطرف ما ورد في هذا الحوار هو سؤال عن الدعم الذي يتلقاه فادي عبود من أمل وحزب الله، وهو بدوره لم ينكر ذلك، وتحدث عن الموقف الإيجابي للأستاذ نبيه بري.. ولكنه أضاف موضحاً أنه، حينما يوقع المعاملات والأوراق الرسمية، لا ينظر إلى اسم صاحب المعاملة، ولا يهمه دينه أو مذهبه.


إن الشيء الطبيعي بالنسبة إلى أي وزير أو مسؤول هو أن يقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين.. ولكن تعالوا نتخيل، من أجل الاستطراف، أن ثمة وزيراً أو مسؤولاً يأخذ هذه الاعتبارات الطائفية بعين الاعتبار، على عكس الأستاذ عبود.. فيكتب صاحبُ المعروض في مقدمة معروضه، مثلاً: (السيد الوزير.. مقدمه فلان الفلاني.. إنني درزي من جماعة وليد بك جنبلاط.. أو درزي من جماعة الأستاذ وئام وهاب..، وأطلب من سيادتكم الموافقة على..)، فيكتب الوزير (مع عدم الموافقة.. بسبب هذا الانتماء المذهبي)، فيضطر صاحب المعروض لأن يقدمه باسم صديق له من دين أو مذهب آخر، فيكتب مثلاً (مقدمه علان.. مسيحي من التيار الوطني الحر، جماعة ميشيل عون، لا علاقة له بالقوات اللبنانية ولا بالدكتور جعجع).. فإذا كان الوزير من جماعة الثامن من آذار يضيف (وإنني متحالف مع حزب الله وجماعة 8 آذار).. إلخ إلخ إلخ.


صحيح أن مثل هذا الحال، لو وجد، كئيب، ومزعج، ولكن له ميزة لا تخفى على أحد، وهو أنه مضحك، ومسلّ!



فليحيا المنع.. تسقط الحرية


أَذاعت قناة الجزيرة، نقلاً عن وكالة رويتر، خبراً مفاده أن شركات البث الفضائي في مصر اشتكت من أن جهاز تنظيم الاتصالات منعها من تقديم خدمات البث المباشر للقنوات التلفزيونية الخاصة، في خطوة يصفها منتقدون بأنها حملة على الإعلام المستقل قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأما مسؤولو الإعلام الحكوميون فردوا على هذه الأخبار قائلين إن قرار إلغاء تصاريح البث المباشر جاء في إطار تنظيم الإعلام المستقل، وليس تقييداً لحرية التعبير.


وكما تلاحظ، أخي القارئ، فإن المسؤولين الإعلاميين المصريين على حق فيما يقولون، وهم دائماً على حق.


فالأنظمة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج (عدا لبنان طبعاً).. لا تقوم بأي عمل، سواء أكان صغيراً أو كبيراً، إلا ويكون هدفه خدمة المواطن.. فحينما تمنع مجلة أو جريدة من الدخول إلى هذا القطر العربي أو ذاك، أو يُحجب موقع إلكتروني، أو تُشَفَّرُ قناةٌ فضائية، فهي تفعل هذا لكيلا يَطَّلِع المواطن العربي في ذلك البلد على السموم التي توضع في دسم هذه الجريدة أو المجلة أو الموقع أو الفضائية.. والنظام والمواطن كلاهما متفقان، ضمناً، على أن المواطن غشيم، ضعيف الشخصية، قاصر التفكير، سريع الانخداع بالأباطيل.. ولذلك لا بد للحكومة، الذكية، اللماحة، التي تستطيع أن تفتح عينيها وسط وعاء مليء (بالمازوت)، وترى ما بداخل المازوت من مؤامرات ومكائد وخدع، فتحبطها، وتذهبها في خبر كان.


إذن.. ليحيا المنع الإيجابي الخلاق.. تباً للحرية السلبية الهدامة!



** قاص وكاتب من سورية