الخميسي
09-18-2010, 12:06 AM
كتب استاذنا القدير هنيدس موضوعاً عن سراة بني سعد في منتدى الهيلا ، وننقل لللاخوة هنا الجزء الذي يهمنا من هذا الموضوع الرائع :
يقول هنيدس :
لاحظنا في الآونه الأخيرة من بعض مثقفي القبيلة قولهم ان بني سعد جنوب الطائف ليسو من بني سعد بن بكر بن هوازن واحتجوا بقول الدكتور عياد الثبيتي أن ديار سعد بن بكر شمال الطائف وليست جنوبه ، وقال الأستاذ الأحيوي انهم من كنانة وسبق الأستاذ القداح الاحيوي في ذلك ، وكثرت الرسائل لهنيدس بضرورة الايضاح والرد على هذه الاقوال والتي تناقض موروث القبيلة ، وكنت احاول ان اتحاشا هذه المواضيع لانه لا علاقة لها بالموروث الذي نعرفه ، وذكر بعض الاخوة في المنتديات الأخرى ان على هنيدس ان يرسينا على بر .
واقول : الذي أعرفه أنا يا هنيدس أن بني سعد عتيبة هم من بني سعد بن بكر بن هوازن بحسب أقوال نسابة القبيلة وشعرائها في القرن الماضي وانهم يفتخرون بحليمة السعدية . واما وقد ملاء الأخ الاحيوي المنتديات كافة بكنانية بني سعد هؤلاء ، فلزم علينا الايضاح بما نراه صحيحاً وسنفند أولاً ما ذكره الاحيوي ثم نستعرض تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الاسلام وحركات القبائل في تلك المنطقة وفيها من الغرائب الشئ الكثير :
الأحيوي وشبابة كنانة وسعدها :
قال الأحيوي : " جاء ذكر حداب بني شبابة سنة 74هــ في خبر للحجاج حينما طلب عسلا من حدب بني شبابة كما جاء ذكر حداب بني شبابة في خبر لسليمان بن عبد الملك سنة 97هــ حينما أمر بإحضار عسل من حداب بني شبابة ثم جاء ذكر ديارهم في شعر أبي الجياش الحجري الأزدي حيث قال :
فالذرى من سراة غامد فالنمـ ***** ر فأجبال دوسها ضحيـــاء
فقرى الدارتين أرض علـــــي ***** سهلها والجبال منها الماء
فالشـــــــبابات فالمعادن فالطا ***** ئف فالويل أرضهن سمــاء
ونرى الشاعر قد حدد ديار بني شبابة وأنها تقع بين الدارتين أرض بني علي في السراة جنوبا والمعادن قرب الطائف شمالا وهذه الحداب جبال بالسراة تنسب اليهم سراة بني شبابة وتقع بين سراة بجيلة وسراة الطائف . " أ.هـ
يقول هنيدس : كلام جميل جداً نتفق مع الاحيوي فيه لانه كلام عن القرن الأول للهجرة وما قبله .
*****
قال الأحيوي : " 3 ـ أودية الليث ومركوب ويلملم
ومن أوديتهم : الليث ومركوب ويلملم كما ذكره الهمداني كما يقطنون الطائف أي أنهم من أهل الطائف كما نص عليه الصاحب اسماعيل بن عباد ( ت385هــ ) والجوهري ( ت398هــ ) والزمخشري ( ت538هــ ) وابن منظور ( ت 711هــ ) والفيروز أبادي ( ت817 هــ ) وهم ينزلون السراة كما نص عليه أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هــ ) والهمداني ( ت نحو 350هــ ) والبكري ( ت 487هــ ) والذهبي ( ت 748هــ ) وقد امتدت سراتهم الى نواحي مكة حتى عدها البعض من نواحي مكة كما نص عليه السمعاني ( ت 562هــ ) وابن عساكر ( ت 571هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626هــ ) والسيوطي ( ت911هــ ) " أ.هـ
يقول هنيدس : لادليل مهم هنا على شئ مما يعنينا فالطائف لثقيف ، والشبابات حول الطائف كثيرة بحسب كتب العرب فلكل عصر شبابته سواء كانت كنانية كما يقول الأحيوي أو فهميه أو أزدية كما ذكرت التواريخ أو حتى هلالية كما نقول نحن ، وفي مختلف العصور اسم شبابة لم يتغير لانه في قبائل شتى سكنت تلك المنطقة ولكن القبائل تتغير بالرحيل أو بالحروب . وإن قال الاحيوي شبابة هي واحده نقول فمن يقصد ابي الجياش بالشبابات ؟
****
قال الأحيوي : "2ــ ثانيا : العسل الشبابي
وقد اشتهر بنو شبابة هؤلاء بالعسل الذي عرف بالعسل الشبابي كما ذكره الأصمعي والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن عباد والزمخشري وابن منظور وغيرهم " أ.هـ
يقول هنيدس : العسل هو العسل ، تشتهر به تلك الديار ، سواء كانت شبابة كنانة أو شبابة فهم أو شبابة الأزد أو كما نقول نحن شبابة بني هلال ، العسل هو العسل من النحل ولا يرتبط بأناس معينين ومن يملك الديار يملك العسل وليس هذا بدليل على شئ مهم .
****
وقال الأحيوي : " 5ــ أن شبابة بطن من بني مالك بن كنانة
قال البلاذري ( ت279 ) : " ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن واليهم ينسب العسل الشبابي " أ . هــ وقال الأزهري ( 282 ــ 370 ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة " أ . هــ وقال ابن منظور ( ت 711هــ ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة ينزلون اليمن " أ . هــ وقد صحت نسبتهم الى فهم كما جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن شبابة بطن من فهم كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحل كان لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي واديين لهم فلما كان عمر رضي الله عنه استعمل على ما هناك سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا اليه شيئا وقالوا : إنما كنا نؤديه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب سفيان الى عمر رضي الله عنه بذلك فكتب اليه عمر رضي الله عنه : إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله عز وجل رزقا الى من يشاء من عباده فان أدوا إليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله فاحم لهم أوديتهم وإلا فخل بينه وبين الناس فادوا اليه ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم أوديتهم " . وقد نسبهم الى فهم الدارقطني ( ت 385هــ ) وابن ماكولا ( ت475هــ ) والنووي ( ت 676هــ ) والذهبي ( 748هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817هــ ) وقد نسبهم أبو حنيفة الدينوري الى فهم بن مالك وتوهم أنهم من الأزد والصحيح ان فهم بن مالك غير مالك بن فهم كما مر بيانه وبنو فهم هؤلاء فرع من بني كنانة ذكرهم ابن حبيب ( ت 245هــ ) ويستفاد من بعض النصوص انهم من فروع مالك بن كنانة وهذا يعني ان شبابة فرع من فهم وهم بنو فهم بن مالك وهم بنو مالك بن كنانة وهذه النصوص تدور حول قبيلة شبابة التي تقطن سراة شبابة من بلاد الطائف وقد دلت النصوص على وجود هذه القبيلة منذ العهد الجاهلي كما مر في بعض النصوص التي سبقت الإشارة إليها وظلت في تلك الديار على مر القرون
قلت : أن النصوص المتتالية خلال بضعة قرون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول قبيلة شبابة التي تستوطن ديارا حددها العلماء في السراة والحداب وأودية الليث ومركوب ويلملم وذكروا اشتهارها بالعسل الشبابي الجيد تعني ان هذه القبيلة هي ذاتها التي طغى اسمها على بعض قبائل العرب ممن لا يمت لها بصلة وان هذه القبيلة كنانية النسب بنصوص ثابتة للبلاذري وغيره " أ.هـ
يقول هنيدس : القول أنها جاهلية وفي ق1هـ وق2هـ لا نعترض عليه ، ولكن الاعتراض على القرون ما بعد ق3هـ ، فلو كانت شبابة التي من كنانة في ديارها أصلاً لما حصر الهمداني (ق3هـ) شبابة تلك (سواء كانت كنانية او فهميه او أزدية) في جزء ضيق جداً بين بجالة وعدوان .
قال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من بلاد زهران إلى الطائف :
"...
ـ ثم يتلوها سراة عنز (عسير الآن وكان فيها عنز بن وائل) .
ـ وسراة الحجر نجدهم خثعم وغورها بارق .
ـ ثم سراة الأزد وبنو القرن وبنو خالد ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد .
ـ ثم سراة الخال لشكر ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران .
ـ ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب.
وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية .
ـ ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم (!!!) وقال لي بعضهم أنهم من عكل ، وغورها بنو سعد من كنانة .
ـ ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار .
ـ ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
ونلاحظ هنا ان بجالة غورها بني سعد كنانه أي في تهامه وقد ذابت في تهامه مع بقية كنانة حيث أننا في نص المقدسي لا نرى كنانه ولا سعد.
لا إشارة إلى كنانه أو شبابه أو بني سعد في نص المقدسي ق 4 هـ :
وبعد أن سرد الاخ الاحيوي ما قالته كتب العرب عن كلمة شبابة عامة قفز خمسة قرون وذكر بني سعد فقال : " (8 ــ ثامنا : أن ديار بني سعد هي ديار شبابة فسراة شبابة عرفت بسراة بني سعد قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ وبنو سعد هؤلاء فرع من شبابة بلا خلاف فان زعم زاعم أن بني سعد هؤلاء من شبابة أخرى ثم حلوا ديار شبابة الكنانية أن يبرز الدليل وهيهات لا سيما وأن بني سعد هؤلاء كانوا يقطنون سراة بني شبابة في الوقت الذي كانت فيه شبابة الكنانية تحل هذه الديار ونحن نقول أن بني سعد هؤلاء فرع من بني شبابة من كنانة وعلى من ادعى خلاف ذلك إبراز الدليل ولا دليل بل إن الأدلة توافرت على كنانية بني سعد " أ.هـ
يقول هنيدس : الدليل الأول هو نص المقدسي ق4 هـ ، ففي القرن الرابع الهجري أختفت شبابة من تلك الديار واختفت معها كنانة ولا وجود لسعد ، قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم ،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
وكما نلاحظ فإنه من نص المقدسي ق4 لا نرى أي إشارة إلى كنانة أو سعد أو حتى شبابة ، وهذا يدل على عكس ما يقوله الاحيوي فلو أن شبابة من كنانة أو بني سعد كنانة لازالت محتفظة بتلك الديار أو لها سيطرة لذكرها الهمداني وفصل بطونها ، ولذكرها المقدسي (ق4) وفصل بطونها وهم من الرحالة الثقات .
الدليل الثاني غزو هوازن لبسائط الطائف ق3هـ :
لا أعلم كيف نقل الاحيوي بني سعد كنانه من الليث ويلملم إلى غزوان ليشتركوا هناك مع بني هلال التي لا تربطهم بها علاقة في غزو هذيل وغيرها وليستولوا بعد ذلك على بسائط الطائف . والحقيقة أن كنانه من خندف وهوازن من قيس وأن بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بني سعد بن بكر بن هوازن الذين ديارهم في جهات أوطاس وجهات البوباه وغيرها من المناطق حيث كانت معركة حنين قبل ذلك بقرنين ونيف ، وانهم اشتركوا مع بني هلال ابناء عمومتهم في سكنى بسائط الطائف وجهاته الجنوبية ابتداءً من غزوان .
وانهم اخرجو هذيل من ديارها في البوباه ونخله وأوطاس وغيرها من الديار التي كانت في الاصل لهوازن .
قال الهمداني: " منازل هذيل عرنه وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة " أ . هــ أي في زمن الهمداني (ق3هـ)
-------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
ترادفت الشواهد في كتب العرب على ذلك فمنها :
ـ قول الادريسي : " وعلى ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل وليس في بلاد الحجاز بأسرها جبل أبرد من رأس هذا الجبل وربما جمد به الماء في الصيف لشدة برده والغالب على نواحي مكة مما يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد في قبائل من هذيل ومن غربيها قبيلة مدلج وغيرها من قبائل مضر."نزهة المشتاق
ـ قول المقريزي : " وكان من خبر دخول العرب إلى المغرب أن بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد إلى الحجاز؛ فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " أ.هـ اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الحنفاء
ـ قول ابن خلدون في تاريخه : " وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ابن خلدون
ـ قوله أيضاً : " وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " تاريخ ابن خلدون
ـ وقوله : " جشم غزية رهط دريد بن الصمة ومواطنهم بالسروات وهي بلاد تفصل بين تهامة ونجد " أ.هـ
ـ وقوله : " سروات جشم متصلة بسروات هذيل " أ.هـ !!!
ـ البوباة لبني هلال بعد أن كانت لهذيل ... الخ من الدلائل ...
ويدل هذا على ان القبائل الهوازنية اكتسحت مناطق هذيل وكنانه وغيرها خلال القرون التي تلت ق3هـ .
.
الجاسر يؤكد أن سكان السراة هؤلاء هم هوازن :
وقال الجاسر رحمه الله : " والواقع أن أطراف السروات الواقعة شرق الطائف وجنوبه لا يزال يسكنها فروع من قبيلة هوازن كبني سعد وغيرهم كما أن قبيلة جشم الذين منهم دريد بن الصمة منتشرة في الأودية الواقعة في أطراف السراة شمال الطائف مثل قرن المنازل وأعالي وادي العقيق وما يقرب من هذه الأمكنة .. لقد قال ابن خلدون عن بني معاوية بن بكر بن هوازن الذين منهم من سمينا : لم يبق بالسروات منهم إلا من ليس له صولة ... ومعروف أن هذه القبائل لا تزال لها قوة منيعة في بلادها " أ.هـ في سراة غامد وزهران
يقول هنيدس : إذن هناك غزو هوازني حصل في القرن الثالث الهجري اشتركت فيه هلال وجشم ونصر وسعد بن بكر بن هوازن واستولوا على تلك المناطق ابتداءً من غزوان وشرق الطائف وامتد في القرون اللاحقة إلى جنوب الطائف كما سيأتي بيانه .
و قال الاحيوي : " 10ــ عاشرا : ذكر ي . ي . هيس أن برقا كانوا يقطنون سفيان من ديار ثقيف ويعني بهذا أن برقا من عتيبة كانوا يقطنون شفا بني سفيان من فروع ثقيف .
قلت : وهذا كان قديما فقد حلت هذه المنطقة قبيلة سفيان من فروع ثقيف ويعرف شفا بني سفيان بالفرع وفرع بني سفيان وكان الفرع جزءا من سراة عروان من مواطن بني سعد قديما وهذا يبين لنا أن برقا ظلوا يحفظون إلى زمن نقل هذا النص عنهم أن موطنهم القديم كان في الفرع من سراة عروان أي أنهم من سعد ساكنة عروان . " أ.هـ
يقول هنيدس : جزاك الله خيراً أخي راشد فبرقا الذين هم ذوي منصور كما ذكرهم ابن خلدون قال انهم من بني هلال الذين سكنوا مع ابناء عمومتهم بني سعد بن بكر في غزوان ق3 هـ كما أثبتناه وهذه الدلائل تكفي لابطال فرضية الكنانية
****
أتضح لنا أعلاه من نصوص الهمداني ق3هـ أن شبابة (أصبحت) قبيلة صغيرة محصورة بين بجيلة وعدوان (بعد الضغط الهوازني) وأن سعد كنانه (كانت) في غور السراة أي في تهامه ، أما نص المقدسي ق4هـ فقد أوضح لنا بشكل قاطع أن لا كنانة هناك ، ولا بني سعد ولا حتى شبابه .
واوضح لنا الهمداني وغيره أن بني هلال وبني سعد استولوا على غزوان وعلى ديارهم (ديار هذيل وغيرهم) القديمة التي يبدوا أن هذيل ازاحتهم عنها بعد ان هزمت (بضم الهاء) هوازن في معركة حنين فاستعادوا ديارهم القديمة واخذوا دياراً جديدة منها مطار وجلدان وبسائط الطائف ، وأوضحت لنا كتب التاريخ ان بني نصر وجشم وغيرهم من هوازن شاركوا اخوتهم في سكن السراة ، وبالطبع القبائل الهوازنية التي احتلت ديار هذيل وكنانه هي جزء من هوازن فبقية هوازن في العالية واطراف نجد الغربية في ديارها القديمة . قال العماد في الخريدة : " أنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ قال، أنشدني الموفق بن الخلال (566هـ) لنفسه من قصيدة (منها) :
قالوا سراة بني هلال أصلها *** صدقوا كذاك البدر فرع هلال
وهكذا نجد ان هناك سراة اسمها سراة بني هلال كسراة جشم وسراة سعد فيما بعد وهي طبعاً ليست مشهورة في التواريخ ولكن هذا العماد في الخريدة أخبرنا ان بني هلال اصبح لهم سراة ق 6هـ . وقال يا قوت ق 6 هـ: " مطار بالضم كأنه اسم مفعول من طار يطير : قرية من قرى الطائف بينها وبين تَبالة ليلتان عن عرام " ـ معجم البلدان ، وقال أيضاً : " وفي كتاب نصر أجارد وا دِ ينحد ر من السراة على قرية مطار لبني نصر " معجم البلدان .
إذن الهجوم الهوازني كان شاملاً لتلك المناطق من الشمال حيث بني هلال وبني سعد وجشم ومن الشرق حيث بني نصر وبني عقيل وبقية بني عامر ، قال ياقوت ق6هـ : " وقال الكندي : معدن البرام ويسوم وهذه البلاد كلها لغامد وخثعم وسلول وسواءة بن عامر بن صعصعة وخولان وغيرهم " معجم البلدان ، وقال ناصر خسروا ق 5هـ وقد حج أربع مرات مما يدل دلالة قاطعة ان الديار شمال مطار اصبحت هوازينة : " سرنا من الطائف واجتزنا جبالاً وأراضي صخرية وكنا نجد حيثما سرنا قلاعاً محصنة وقرى وقد أروني وسط الصخور قلعة خربة قيل إنها كانت بيت ليلى (يقصد ليلى الاخيلية من بني عقيل ) وقصتهم في هذا عجيبة ومن هناك بلغنا قلعة تسمى مطار وبينها وبين الطائف إثنا عشر فرسخاً " أ.هـ
وقد ذكر اليعقوبي أيضاً في كتابه "وحول مكة من قبائل العرب من قيس : بنو عقيل ، وبنو هلال ، وبنو نمير ، وبنو نصر " أ.هـ
والمصادر التي تدل على هوازنية تلك المناطق كثيرة جداً ذكرنا منها ما فيه الكفاية ، وإن دل هذا إنما يدل على صدق إنتساب الذويبات إلى بني سعد بن بكر بن هوازن كما يقول نسابتهم وافتخارهم على سائر عتيبة بشرف رضاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية رضي الله عنها ، وكذلك ما تدل عليه أشعارهم قبل 120 سنة من الآن ، ومن ذلك ما ذكرناه من قول بن دبيس القسوري للشريف:
حنا عوانيكم فالايـــــام القديمـــة *** وإن كنت جاحد عندي اولاد الحلال
جدك رســول الله رابيته حليمة *** ظلت تشيله من حــلال إلى حلال
و(هكذا) فقد مر معنا أعلاه وفي مواضيعنا الأخرى ان بني سعد بن بكر وبني هلال وجشم ونصر وعقيل اصبح لهم نفوذ في تلك المناطق . وهذا يتطابق مع ما يرويه أهل تلك المنطقة كما ذكرتم (العضو الشهاب في منتدى الهيلا) من ان بني هلال وبني سعد طردوا القبائل هناك فلقد جاء التاريخ مطابقاً لما يقولون ، تماماً كما يتطابق مع ما يقوله نسابة الذويبات وموروثهم القديم وانهم من بني سعد بن بكر بن هوازن .
هذا ومن موروث عتيبة القديم أن عدوان حلف في عتيبة ، كما أن هناك قبائل أخرى حالفت بني سعد بن بكر في تلك المناطق . وسراة بني سعد الحالية هي سراة بني سعد بن بكر بن هوازن حيث لم يكن في القرن الرابع وما قبله شئ اسمه سراة بني سعد والنصوص جاءت قاطعة فلا شئ اسمه سراة بني سعد قبل القرن الرابع وعلى المدعي اثبات ذلك .
أنتهى ما نقلناه عن هنيدس
ولنا تعقيب على هذا البحث الممتاز انشاء الله
يقول هنيدس :
لاحظنا في الآونه الأخيرة من بعض مثقفي القبيلة قولهم ان بني سعد جنوب الطائف ليسو من بني سعد بن بكر بن هوازن واحتجوا بقول الدكتور عياد الثبيتي أن ديار سعد بن بكر شمال الطائف وليست جنوبه ، وقال الأستاذ الأحيوي انهم من كنانة وسبق الأستاذ القداح الاحيوي في ذلك ، وكثرت الرسائل لهنيدس بضرورة الايضاح والرد على هذه الاقوال والتي تناقض موروث القبيلة ، وكنت احاول ان اتحاشا هذه المواضيع لانه لا علاقة لها بالموروث الذي نعرفه ، وذكر بعض الاخوة في المنتديات الأخرى ان على هنيدس ان يرسينا على بر .
واقول : الذي أعرفه أنا يا هنيدس أن بني سعد عتيبة هم من بني سعد بن بكر بن هوازن بحسب أقوال نسابة القبيلة وشعرائها في القرن الماضي وانهم يفتخرون بحليمة السعدية . واما وقد ملاء الأخ الاحيوي المنتديات كافة بكنانية بني سعد هؤلاء ، فلزم علينا الايضاح بما نراه صحيحاً وسنفند أولاً ما ذكره الاحيوي ثم نستعرض تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الاسلام وحركات القبائل في تلك المنطقة وفيها من الغرائب الشئ الكثير :
الأحيوي وشبابة كنانة وسعدها :
قال الأحيوي : " جاء ذكر حداب بني شبابة سنة 74هــ في خبر للحجاج حينما طلب عسلا من حدب بني شبابة كما جاء ذكر حداب بني شبابة في خبر لسليمان بن عبد الملك سنة 97هــ حينما أمر بإحضار عسل من حداب بني شبابة ثم جاء ذكر ديارهم في شعر أبي الجياش الحجري الأزدي حيث قال :
فالذرى من سراة غامد فالنمـ ***** ر فأجبال دوسها ضحيـــاء
فقرى الدارتين أرض علـــــي ***** سهلها والجبال منها الماء
فالشـــــــبابات فالمعادن فالطا ***** ئف فالويل أرضهن سمــاء
ونرى الشاعر قد حدد ديار بني شبابة وأنها تقع بين الدارتين أرض بني علي في السراة جنوبا والمعادن قرب الطائف شمالا وهذه الحداب جبال بالسراة تنسب اليهم سراة بني شبابة وتقع بين سراة بجيلة وسراة الطائف . " أ.هـ
يقول هنيدس : كلام جميل جداً نتفق مع الاحيوي فيه لانه كلام عن القرن الأول للهجرة وما قبله .
*****
قال الأحيوي : " 3 ـ أودية الليث ومركوب ويلملم
ومن أوديتهم : الليث ومركوب ويلملم كما ذكره الهمداني كما يقطنون الطائف أي أنهم من أهل الطائف كما نص عليه الصاحب اسماعيل بن عباد ( ت385هــ ) والجوهري ( ت398هــ ) والزمخشري ( ت538هــ ) وابن منظور ( ت 711هــ ) والفيروز أبادي ( ت817 هــ ) وهم ينزلون السراة كما نص عليه أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هــ ) والهمداني ( ت نحو 350هــ ) والبكري ( ت 487هــ ) والذهبي ( ت 748هــ ) وقد امتدت سراتهم الى نواحي مكة حتى عدها البعض من نواحي مكة كما نص عليه السمعاني ( ت 562هــ ) وابن عساكر ( ت 571هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626هــ ) والسيوطي ( ت911هــ ) " أ.هـ
يقول هنيدس : لادليل مهم هنا على شئ مما يعنينا فالطائف لثقيف ، والشبابات حول الطائف كثيرة بحسب كتب العرب فلكل عصر شبابته سواء كانت كنانية كما يقول الأحيوي أو فهميه أو أزدية كما ذكرت التواريخ أو حتى هلالية كما نقول نحن ، وفي مختلف العصور اسم شبابة لم يتغير لانه في قبائل شتى سكنت تلك المنطقة ولكن القبائل تتغير بالرحيل أو بالحروب . وإن قال الاحيوي شبابة هي واحده نقول فمن يقصد ابي الجياش بالشبابات ؟
****
قال الأحيوي : "2ــ ثانيا : العسل الشبابي
وقد اشتهر بنو شبابة هؤلاء بالعسل الذي عرف بالعسل الشبابي كما ذكره الأصمعي والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن عباد والزمخشري وابن منظور وغيرهم " أ.هـ
يقول هنيدس : العسل هو العسل ، تشتهر به تلك الديار ، سواء كانت شبابة كنانة أو شبابة فهم أو شبابة الأزد أو كما نقول نحن شبابة بني هلال ، العسل هو العسل من النحل ولا يرتبط بأناس معينين ومن يملك الديار يملك العسل وليس هذا بدليل على شئ مهم .
****
وقال الأحيوي : " 5ــ أن شبابة بطن من بني مالك بن كنانة
قال البلاذري ( ت279 ) : " ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن واليهم ينسب العسل الشبابي " أ . هــ وقال الأزهري ( 282 ــ 370 ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة " أ . هــ وقال ابن منظور ( ت 711هــ ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة ينزلون اليمن " أ . هــ وقد صحت نسبتهم الى فهم كما جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن شبابة بطن من فهم كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحل كان لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي واديين لهم فلما كان عمر رضي الله عنه استعمل على ما هناك سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا اليه شيئا وقالوا : إنما كنا نؤديه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب سفيان الى عمر رضي الله عنه بذلك فكتب اليه عمر رضي الله عنه : إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله عز وجل رزقا الى من يشاء من عباده فان أدوا إليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله فاحم لهم أوديتهم وإلا فخل بينه وبين الناس فادوا اليه ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم أوديتهم " . وقد نسبهم الى فهم الدارقطني ( ت 385هــ ) وابن ماكولا ( ت475هــ ) والنووي ( ت 676هــ ) والذهبي ( 748هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817هــ ) وقد نسبهم أبو حنيفة الدينوري الى فهم بن مالك وتوهم أنهم من الأزد والصحيح ان فهم بن مالك غير مالك بن فهم كما مر بيانه وبنو فهم هؤلاء فرع من بني كنانة ذكرهم ابن حبيب ( ت 245هــ ) ويستفاد من بعض النصوص انهم من فروع مالك بن كنانة وهذا يعني ان شبابة فرع من فهم وهم بنو فهم بن مالك وهم بنو مالك بن كنانة وهذه النصوص تدور حول قبيلة شبابة التي تقطن سراة شبابة من بلاد الطائف وقد دلت النصوص على وجود هذه القبيلة منذ العهد الجاهلي كما مر في بعض النصوص التي سبقت الإشارة إليها وظلت في تلك الديار على مر القرون
قلت : أن النصوص المتتالية خلال بضعة قرون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول قبيلة شبابة التي تستوطن ديارا حددها العلماء في السراة والحداب وأودية الليث ومركوب ويلملم وذكروا اشتهارها بالعسل الشبابي الجيد تعني ان هذه القبيلة هي ذاتها التي طغى اسمها على بعض قبائل العرب ممن لا يمت لها بصلة وان هذه القبيلة كنانية النسب بنصوص ثابتة للبلاذري وغيره " أ.هـ
يقول هنيدس : القول أنها جاهلية وفي ق1هـ وق2هـ لا نعترض عليه ، ولكن الاعتراض على القرون ما بعد ق3هـ ، فلو كانت شبابة التي من كنانة في ديارها أصلاً لما حصر الهمداني (ق3هـ) شبابة تلك (سواء كانت كنانية او فهميه او أزدية) في جزء ضيق جداً بين بجالة وعدوان .
قال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من بلاد زهران إلى الطائف :
"...
ـ ثم يتلوها سراة عنز (عسير الآن وكان فيها عنز بن وائل) .
ـ وسراة الحجر نجدهم خثعم وغورها بارق .
ـ ثم سراة الأزد وبنو القرن وبنو خالد ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد .
ـ ثم سراة الخال لشكر ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران .
ـ ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب.
وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية .
ـ ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم (!!!) وقال لي بعضهم أنهم من عكل ، وغورها بنو سعد من كنانة .
ـ ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار .
ـ ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
ونلاحظ هنا ان بجالة غورها بني سعد كنانه أي في تهامه وقد ذابت في تهامه مع بقية كنانة حيث أننا في نص المقدسي لا نرى كنانه ولا سعد.
لا إشارة إلى كنانه أو شبابه أو بني سعد في نص المقدسي ق 4 هـ :
وبعد أن سرد الاخ الاحيوي ما قالته كتب العرب عن كلمة شبابة عامة قفز خمسة قرون وذكر بني سعد فقال : " (8 ــ ثامنا : أن ديار بني سعد هي ديار شبابة فسراة شبابة عرفت بسراة بني سعد قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ وبنو سعد هؤلاء فرع من شبابة بلا خلاف فان زعم زاعم أن بني سعد هؤلاء من شبابة أخرى ثم حلوا ديار شبابة الكنانية أن يبرز الدليل وهيهات لا سيما وأن بني سعد هؤلاء كانوا يقطنون سراة بني شبابة في الوقت الذي كانت فيه شبابة الكنانية تحل هذه الديار ونحن نقول أن بني سعد هؤلاء فرع من بني شبابة من كنانة وعلى من ادعى خلاف ذلك إبراز الدليل ولا دليل بل إن الأدلة توافرت على كنانية بني سعد " أ.هـ
يقول هنيدس : الدليل الأول هو نص المقدسي ق4 هـ ، ففي القرن الرابع الهجري أختفت شبابة من تلك الديار واختفت معها كنانة ولا وجود لسعد ، قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم ،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
وكما نلاحظ فإنه من نص المقدسي ق4 لا نرى أي إشارة إلى كنانة أو سعد أو حتى شبابة ، وهذا يدل على عكس ما يقوله الاحيوي فلو أن شبابة من كنانة أو بني سعد كنانة لازالت محتفظة بتلك الديار أو لها سيطرة لذكرها الهمداني وفصل بطونها ، ولذكرها المقدسي (ق4) وفصل بطونها وهم من الرحالة الثقات .
الدليل الثاني غزو هوازن لبسائط الطائف ق3هـ :
لا أعلم كيف نقل الاحيوي بني سعد كنانه من الليث ويلملم إلى غزوان ليشتركوا هناك مع بني هلال التي لا تربطهم بها علاقة في غزو هذيل وغيرها وليستولوا بعد ذلك على بسائط الطائف . والحقيقة أن كنانه من خندف وهوازن من قيس وأن بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بني سعد بن بكر بن هوازن الذين ديارهم في جهات أوطاس وجهات البوباه وغيرها من المناطق حيث كانت معركة حنين قبل ذلك بقرنين ونيف ، وانهم اشتركوا مع بني هلال ابناء عمومتهم في سكنى بسائط الطائف وجهاته الجنوبية ابتداءً من غزوان .
وانهم اخرجو هذيل من ديارها في البوباه ونخله وأوطاس وغيرها من الديار التي كانت في الاصل لهوازن .
قال الهمداني: " منازل هذيل عرنه وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة " أ . هــ أي في زمن الهمداني (ق3هـ)
-------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
ترادفت الشواهد في كتب العرب على ذلك فمنها :
ـ قول الادريسي : " وعلى ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل وليس في بلاد الحجاز بأسرها جبل أبرد من رأس هذا الجبل وربما جمد به الماء في الصيف لشدة برده والغالب على نواحي مكة مما يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد في قبائل من هذيل ومن غربيها قبيلة مدلج وغيرها من قبائل مضر."نزهة المشتاق
ـ قول المقريزي : " وكان من خبر دخول العرب إلى المغرب أن بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد إلى الحجاز؛ فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " أ.هـ اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الحنفاء
ـ قول ابن خلدون في تاريخه : " وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ابن خلدون
ـ قوله أيضاً : " وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " تاريخ ابن خلدون
ـ وقوله : " جشم غزية رهط دريد بن الصمة ومواطنهم بالسروات وهي بلاد تفصل بين تهامة ونجد " أ.هـ
ـ وقوله : " سروات جشم متصلة بسروات هذيل " أ.هـ !!!
ـ البوباة لبني هلال بعد أن كانت لهذيل ... الخ من الدلائل ...
ويدل هذا على ان القبائل الهوازنية اكتسحت مناطق هذيل وكنانه وغيرها خلال القرون التي تلت ق3هـ .
.
الجاسر يؤكد أن سكان السراة هؤلاء هم هوازن :
وقال الجاسر رحمه الله : " والواقع أن أطراف السروات الواقعة شرق الطائف وجنوبه لا يزال يسكنها فروع من قبيلة هوازن كبني سعد وغيرهم كما أن قبيلة جشم الذين منهم دريد بن الصمة منتشرة في الأودية الواقعة في أطراف السراة شمال الطائف مثل قرن المنازل وأعالي وادي العقيق وما يقرب من هذه الأمكنة .. لقد قال ابن خلدون عن بني معاوية بن بكر بن هوازن الذين منهم من سمينا : لم يبق بالسروات منهم إلا من ليس له صولة ... ومعروف أن هذه القبائل لا تزال لها قوة منيعة في بلادها " أ.هـ في سراة غامد وزهران
يقول هنيدس : إذن هناك غزو هوازني حصل في القرن الثالث الهجري اشتركت فيه هلال وجشم ونصر وسعد بن بكر بن هوازن واستولوا على تلك المناطق ابتداءً من غزوان وشرق الطائف وامتد في القرون اللاحقة إلى جنوب الطائف كما سيأتي بيانه .
و قال الاحيوي : " 10ــ عاشرا : ذكر ي . ي . هيس أن برقا كانوا يقطنون سفيان من ديار ثقيف ويعني بهذا أن برقا من عتيبة كانوا يقطنون شفا بني سفيان من فروع ثقيف .
قلت : وهذا كان قديما فقد حلت هذه المنطقة قبيلة سفيان من فروع ثقيف ويعرف شفا بني سفيان بالفرع وفرع بني سفيان وكان الفرع جزءا من سراة عروان من مواطن بني سعد قديما وهذا يبين لنا أن برقا ظلوا يحفظون إلى زمن نقل هذا النص عنهم أن موطنهم القديم كان في الفرع من سراة عروان أي أنهم من سعد ساكنة عروان . " أ.هـ
يقول هنيدس : جزاك الله خيراً أخي راشد فبرقا الذين هم ذوي منصور كما ذكرهم ابن خلدون قال انهم من بني هلال الذين سكنوا مع ابناء عمومتهم بني سعد بن بكر في غزوان ق3 هـ كما أثبتناه وهذه الدلائل تكفي لابطال فرضية الكنانية
****
أتضح لنا أعلاه من نصوص الهمداني ق3هـ أن شبابة (أصبحت) قبيلة صغيرة محصورة بين بجيلة وعدوان (بعد الضغط الهوازني) وأن سعد كنانه (كانت) في غور السراة أي في تهامه ، أما نص المقدسي ق4هـ فقد أوضح لنا بشكل قاطع أن لا كنانة هناك ، ولا بني سعد ولا حتى شبابه .
واوضح لنا الهمداني وغيره أن بني هلال وبني سعد استولوا على غزوان وعلى ديارهم (ديار هذيل وغيرهم) القديمة التي يبدوا أن هذيل ازاحتهم عنها بعد ان هزمت (بضم الهاء) هوازن في معركة حنين فاستعادوا ديارهم القديمة واخذوا دياراً جديدة منها مطار وجلدان وبسائط الطائف ، وأوضحت لنا كتب التاريخ ان بني نصر وجشم وغيرهم من هوازن شاركوا اخوتهم في سكن السراة ، وبالطبع القبائل الهوازنية التي احتلت ديار هذيل وكنانه هي جزء من هوازن فبقية هوازن في العالية واطراف نجد الغربية في ديارها القديمة . قال العماد في الخريدة : " أنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ قال، أنشدني الموفق بن الخلال (566هـ) لنفسه من قصيدة (منها) :
قالوا سراة بني هلال أصلها *** صدقوا كذاك البدر فرع هلال
وهكذا نجد ان هناك سراة اسمها سراة بني هلال كسراة جشم وسراة سعد فيما بعد وهي طبعاً ليست مشهورة في التواريخ ولكن هذا العماد في الخريدة أخبرنا ان بني هلال اصبح لهم سراة ق 6هـ . وقال يا قوت ق 6 هـ: " مطار بالضم كأنه اسم مفعول من طار يطير : قرية من قرى الطائف بينها وبين تَبالة ليلتان عن عرام " ـ معجم البلدان ، وقال أيضاً : " وفي كتاب نصر أجارد وا دِ ينحد ر من السراة على قرية مطار لبني نصر " معجم البلدان .
إذن الهجوم الهوازني كان شاملاً لتلك المناطق من الشمال حيث بني هلال وبني سعد وجشم ومن الشرق حيث بني نصر وبني عقيل وبقية بني عامر ، قال ياقوت ق6هـ : " وقال الكندي : معدن البرام ويسوم وهذه البلاد كلها لغامد وخثعم وسلول وسواءة بن عامر بن صعصعة وخولان وغيرهم " معجم البلدان ، وقال ناصر خسروا ق 5هـ وقد حج أربع مرات مما يدل دلالة قاطعة ان الديار شمال مطار اصبحت هوازينة : " سرنا من الطائف واجتزنا جبالاً وأراضي صخرية وكنا نجد حيثما سرنا قلاعاً محصنة وقرى وقد أروني وسط الصخور قلعة خربة قيل إنها كانت بيت ليلى (يقصد ليلى الاخيلية من بني عقيل ) وقصتهم في هذا عجيبة ومن هناك بلغنا قلعة تسمى مطار وبينها وبين الطائف إثنا عشر فرسخاً " أ.هـ
وقد ذكر اليعقوبي أيضاً في كتابه "وحول مكة من قبائل العرب من قيس : بنو عقيل ، وبنو هلال ، وبنو نمير ، وبنو نصر " أ.هـ
والمصادر التي تدل على هوازنية تلك المناطق كثيرة جداً ذكرنا منها ما فيه الكفاية ، وإن دل هذا إنما يدل على صدق إنتساب الذويبات إلى بني سعد بن بكر بن هوازن كما يقول نسابتهم وافتخارهم على سائر عتيبة بشرف رضاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية رضي الله عنها ، وكذلك ما تدل عليه أشعارهم قبل 120 سنة من الآن ، ومن ذلك ما ذكرناه من قول بن دبيس القسوري للشريف:
حنا عوانيكم فالايـــــام القديمـــة *** وإن كنت جاحد عندي اولاد الحلال
جدك رســول الله رابيته حليمة *** ظلت تشيله من حــلال إلى حلال
و(هكذا) فقد مر معنا أعلاه وفي مواضيعنا الأخرى ان بني سعد بن بكر وبني هلال وجشم ونصر وعقيل اصبح لهم نفوذ في تلك المناطق . وهذا يتطابق مع ما يرويه أهل تلك المنطقة كما ذكرتم (العضو الشهاب في منتدى الهيلا) من ان بني هلال وبني سعد طردوا القبائل هناك فلقد جاء التاريخ مطابقاً لما يقولون ، تماماً كما يتطابق مع ما يقوله نسابة الذويبات وموروثهم القديم وانهم من بني سعد بن بكر بن هوازن .
هذا ومن موروث عتيبة القديم أن عدوان حلف في عتيبة ، كما أن هناك قبائل أخرى حالفت بني سعد بن بكر في تلك المناطق . وسراة بني سعد الحالية هي سراة بني سعد بن بكر بن هوازن حيث لم يكن في القرن الرابع وما قبله شئ اسمه سراة بني سعد والنصوص جاءت قاطعة فلا شئ اسمه سراة بني سعد قبل القرن الرابع وعلى المدعي اثبات ذلك .
أنتهى ما نقلناه عن هنيدس
ولنا تعقيب على هذا البحث الممتاز انشاء الله