MNahiY
06-09-2009, 05:36 AM
احم احم
السلام عليكم و رحمة الله ..!!
نظرة الوداع ..
الوجوه تعلوها كآبة , والنفوس يملؤها الحزن ,
فالحبيب أقعده المرض , الحبيب الذي هو أحب إليهم من أنفسهم
وأموالهم وأبنائهم وعشيرتهم , كيف لا وهو رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذي ألزمهم الله طاعته ومحبته , وجعل ذلك هو
الطريق إلى الجنة , لذلك كانت مفاجأة كبيرة
لهم أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين
يكشف ستر حجرة عائشة حيث كان يقيمفي مرض موته , فينظر
إليهم وهم صفوف في الصلاة ,
ثم تبسم يضحك , وكان وجهه مشرقاً منيراً كورقة مصحف .
يقول راوي الحديث :
[مانظر منظراً كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا ]
بل ان رؤية الرسول الحبيب كادت تفتن أصحابه المحبين
فيتركون الصلاة , وظنوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شفى من مرضه ,
وأنه سيخرج إليهم ليؤمهم في الصلاة ويعود إليهم
يعلمهم ويرشدهم ويراعاهم , ولذلك أراد أبو بكر
أن يرجع ليكون في صف المأمومين ظاناً أن الرسول صلى الله عليه
وسلم سيخرج كي يؤمهم .
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن
يستمر في صلاته , ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي من يومه ذاك .
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كانت تلك نظرة الوداع يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم
على أحبابه وأتباعه الذين تربوا على يديه وسره ما رأى .
فقد رآهم صفوفا منتظمة , يعبدون ربا واحدا , ويتجهون إلى قبلة واحدة , خلف إمام واحد .
لقد بارك الله في جهده وعمله فأينع وأثمر ,
فالآن يذهب إلى ربه راضيا سعيدا , فقد بلغ الرسالة .
نعم لقد بارك الله في جهده ودعوته فأخرجت رجالا لا كالرجال ,
وقادة لا كالقادة , وعلماء لا كالعلماء , وصدقوا قول الله فيهم :
[كنتم خير أمة أخرجت للناس] .
وكم يسعد المرء في آخر لحظات العمر , أن ينظر وراءه نظرة
سريعة فيرى حياته مباركة , مليئة بالأعمال الخيرة ,
حافلة بالصالحات , ويرى رجالا تربوا على يديه , فأصبحوا مشاعل هداية , ودعاة حق .
إذا أراد الدعاة أن يعرفوا مدى نجاحهم وتوفيقهم فليتصوروا
أنفسهم في آخر لحظات الحياة , وليتأملوا كيف يكون
حالهم ؟ أيكونون سعداء عند ذاك أم أشقياء ؟
كثيرون هم الذين يخدعون أنفسهم في الحياة , ويظنون أنهم على جادة الصواب ,
ويخدعون الناس
بثنائهم عليهم إذ يوهمونهم بذلك أنهم في الصدارة , ولكن عند لقاء الله ينكشف الغطاء ,
ويعلم الناس الحقيقة ,
ويندمون على إضاعة الحياة فيما لا يجدي . وقليل أولئك الذين يفرحون وهم ينظرون
وراءهم فتطالعهم أعمالهم
الخيرة , وينظرون أمامهم فيشتاقون إلى لقاء الله راغبين فيما عنده قال تعالى :
[إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملآئكة ألا تخافوا
ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون , نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ].
مواقف ذات عبر
للدكتور عمر سليمان الأشقر
"منقـــول"
السلام عليكم و رحمة الله ..!!
نظرة الوداع ..
الوجوه تعلوها كآبة , والنفوس يملؤها الحزن ,
فالحبيب أقعده المرض , الحبيب الذي هو أحب إليهم من أنفسهم
وأموالهم وأبنائهم وعشيرتهم , كيف لا وهو رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذي ألزمهم الله طاعته ومحبته , وجعل ذلك هو
الطريق إلى الجنة , لذلك كانت مفاجأة كبيرة
لهم أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين
يكشف ستر حجرة عائشة حيث كان يقيمفي مرض موته , فينظر
إليهم وهم صفوف في الصلاة ,
ثم تبسم يضحك , وكان وجهه مشرقاً منيراً كورقة مصحف .
يقول راوي الحديث :
[مانظر منظراً كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا ]
بل ان رؤية الرسول الحبيب كادت تفتن أصحابه المحبين
فيتركون الصلاة , وظنوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شفى من مرضه ,
وأنه سيخرج إليهم ليؤمهم في الصلاة ويعود إليهم
يعلمهم ويرشدهم ويراعاهم , ولذلك أراد أبو بكر
أن يرجع ليكون في صف المأمومين ظاناً أن الرسول صلى الله عليه
وسلم سيخرج كي يؤمهم .
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن
يستمر في صلاته , ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي من يومه ذاك .
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كانت تلك نظرة الوداع يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم
على أحبابه وأتباعه الذين تربوا على يديه وسره ما رأى .
فقد رآهم صفوفا منتظمة , يعبدون ربا واحدا , ويتجهون إلى قبلة واحدة , خلف إمام واحد .
لقد بارك الله في جهده وعمله فأينع وأثمر ,
فالآن يذهب إلى ربه راضيا سعيدا , فقد بلغ الرسالة .
نعم لقد بارك الله في جهده ودعوته فأخرجت رجالا لا كالرجال ,
وقادة لا كالقادة , وعلماء لا كالعلماء , وصدقوا قول الله فيهم :
[كنتم خير أمة أخرجت للناس] .
وكم يسعد المرء في آخر لحظات العمر , أن ينظر وراءه نظرة
سريعة فيرى حياته مباركة , مليئة بالأعمال الخيرة ,
حافلة بالصالحات , ويرى رجالا تربوا على يديه , فأصبحوا مشاعل هداية , ودعاة حق .
إذا أراد الدعاة أن يعرفوا مدى نجاحهم وتوفيقهم فليتصوروا
أنفسهم في آخر لحظات الحياة , وليتأملوا كيف يكون
حالهم ؟ أيكونون سعداء عند ذاك أم أشقياء ؟
كثيرون هم الذين يخدعون أنفسهم في الحياة , ويظنون أنهم على جادة الصواب ,
ويخدعون الناس
بثنائهم عليهم إذ يوهمونهم بذلك أنهم في الصدارة , ولكن عند لقاء الله ينكشف الغطاء ,
ويعلم الناس الحقيقة ,
ويندمون على إضاعة الحياة فيما لا يجدي . وقليل أولئك الذين يفرحون وهم ينظرون
وراءهم فتطالعهم أعمالهم
الخيرة , وينظرون أمامهم فيشتاقون إلى لقاء الله راغبين فيما عنده قال تعالى :
[إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملآئكة ألا تخافوا
ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون , نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ].
مواقف ذات عبر
للدكتور عمر سليمان الأشقر
"منقـــول"