المقاطى_q8
04-19-2008, 11:00 AM
من خلال قرائتي كتاب صحيح الأخبار ( عما جاء في بلاد العرب من الأثار ) الجزء الخامس
ومن مذكراة الشيخ / محمد بن عبدالله بن بليهد ( المذكرة الأولي )
يقول بن بليهد :
حدثنى به راشد بن هذالى المقاطي قال : كان من جماعتنا العلابيه رجل شاب يقال له شبيب بن دوَّاس ، وهو
من أفرس أهل زمانه وكنا قاطنين على بلد الشعراء ، فتواعد الرؤساء أن يغزوانا على قحطان وهم يشربون
مياه الحمرة ( طحي ) <1> وما حوله ولا يبعد عن الشعراء أكثر من مسافة يومين للماشى المجد على الركاب
وقحطان في ذلك الحين أعداء لنا وليس لهم جار يحميهم منا وغزونا برأى رؤسائنا الحمدة وهذال بن فهيد
الشيباني ، وكان عدد الركاب خمسمائة ذلولا وعدد الخيل ثلاثمائة فجدينا في السير والسرى وصبحناهم وهم
غارُّون ، فأخذنا إبلهم وجئنا بها إلى أهلنا ونحدوها على الخيل ونحدوا <2> وهذى عادة لمن آب بالغنيمة ،
وبعد إيابنا أقمنا عشرة ايام ثم مشى الذين لم يغزوا إلى الرؤساء وقالوا لهم اغزوا بنا ثانية إلى قحطان لعلنا
نغنم كما غنم أصحابنا ، فقال الرؤساء : اربحوا العافية ماكل يوم غنيمة ، فذهبوا إلى الرئيس الكبير هذال بن
فهيد وقالوا له : نريد أن تغزوا بنا لعلنا نغنم كما غنم أبناء عمنا ، إخواننا ، فقال أنى أخشى عليكم من قحطان
ويمكن أنه قد بعث بعضهم لبعض وحشدوا فى انتظاركم فكأن هذا الرئيس يرى بعينه فألحوا عليه ، وقال :
لا بأس أنا أغزو بكم ولست مسئولا عما يحدث فضرب لهم موعداً أن يجتمعوا على دلعة وهي منهل ماء يبعد
عن الشعراء مسافة يوم لحاملات الأثقال وهى فى الجبهة الجنوبية منها وكان عند القاطنين على بلد الشعراء
رجل على راحلته من القحطانِيين المَغْزُوِّين ، فانطلق على راحلته فى سواد الليل وأخبر قبيلته فقال : إن عتيبه
أتوكم ثانيه فاتَّعَدَ القحطانيون جبيلات الزبيدى أسندوا ظهورهم إليها وبعد ممشى الغزاة من أهلهم بيومين نأتي
على خبر شبيب بن دوَّاس سالف الذكر اجتمع الفرسان عند الرئيس هذال بن فهيد الشيبانى وأخذ رجَّاله الدّله
ليصب القهوة ، وكان شبيب بن دوَّاس غلام صغير فلم يعطه صاحب القهوة إلا آخر الناس ، فالتفت الغلام
إلى هذال ، وهذال لا يعرفه فقال له : ياعم ما لسبب فى صاحب قهوتك يوزعها هنا وهناك ؟ قل له يقص <3>
ولا يخص ، فقال له هذال : ( يستحق الفنجال الذى قد بان له أفعال ) . فلما اصبحوا ورأوا إبل الأعداء أمرهم
رؤسائهم بالغارة ، وكان شبيب بن دواس على فرس سابق تلحق ولا تُلْحق فأخذ العتبان إبل القحطانيين وظنوا
أن هذه كالأولي فانقلبوا بها فما شعروا إلا والخيل محدقه بهم من كل جانب ، وهذى عزاويهم :
( خيال الرحمان وأنا ابن درَّاج <4> )
( خيال سمحات الوجيه وأنا ابن عاطف <5> )
( مبعد مساريح البكار وأنا ابن روق <6> )
فأفتك القحطانيون إبلهم وظن العتبان أن القحطانيين اكتفوا بإبلهم ولكنهم لم يكتفوا بها فانهزم العتبان ، وجاء
من فارس قبيلة السمحة من قحطان على جواده ، فكان مصلح ابن فهيد على راحلته ، فطعنه برمح فقتله ، فكان
الرئيس هذال بن فهيد يرى قاتل أخيه مصلح ولم يتمكن أن يأخذ الثار به ، وكان شبيب بن دواس يراه فقصده
وتمكن من قتله فقتله وأخذ جواده ، وقصد هذال واعتزا أمامه وقال : ( خيال البلها شبيب ) والتفت إلى هذال
وقال : أستاهل الفنجال يابن فهيد والا لاء ؟ فقال : تستاهل الدّله كلها .
الهوامش :
<1> طحى : هو وادى به قصور ومزارع يعد من مياه الحمره الواقعه غربى سواد باهله
<2> نحدوا : وهذا الحداء نوع من الغناء
<3> يقص ولا يخص : " القص " يبتدى من اليمين ولا يتعدى أحد و " يخص " يذهب هنا وهناك
<4> دراج : هذى عزوة الخنافر قبيلة بن سفران
<5> عاطف : هذى قبيلة العاطف ورئيسهم ابن سعيدان
<6> ابن روق : هذى عزوة قبيلة الروقه ورئيسهم فاهد بن مريحه
يتبع
ومن مذكراة الشيخ / محمد بن عبدالله بن بليهد ( المذكرة الأولي )
يقول بن بليهد :
حدثنى به راشد بن هذالى المقاطي قال : كان من جماعتنا العلابيه رجل شاب يقال له شبيب بن دوَّاس ، وهو
من أفرس أهل زمانه وكنا قاطنين على بلد الشعراء ، فتواعد الرؤساء أن يغزوانا على قحطان وهم يشربون
مياه الحمرة ( طحي ) <1> وما حوله ولا يبعد عن الشعراء أكثر من مسافة يومين للماشى المجد على الركاب
وقحطان في ذلك الحين أعداء لنا وليس لهم جار يحميهم منا وغزونا برأى رؤسائنا الحمدة وهذال بن فهيد
الشيباني ، وكان عدد الركاب خمسمائة ذلولا وعدد الخيل ثلاثمائة فجدينا في السير والسرى وصبحناهم وهم
غارُّون ، فأخذنا إبلهم وجئنا بها إلى أهلنا ونحدوها على الخيل ونحدوا <2> وهذى عادة لمن آب بالغنيمة ،
وبعد إيابنا أقمنا عشرة ايام ثم مشى الذين لم يغزوا إلى الرؤساء وقالوا لهم اغزوا بنا ثانية إلى قحطان لعلنا
نغنم كما غنم أصحابنا ، فقال الرؤساء : اربحوا العافية ماكل يوم غنيمة ، فذهبوا إلى الرئيس الكبير هذال بن
فهيد وقالوا له : نريد أن تغزوا بنا لعلنا نغنم كما غنم أبناء عمنا ، إخواننا ، فقال أنى أخشى عليكم من قحطان
ويمكن أنه قد بعث بعضهم لبعض وحشدوا فى انتظاركم فكأن هذا الرئيس يرى بعينه فألحوا عليه ، وقال :
لا بأس أنا أغزو بكم ولست مسئولا عما يحدث فضرب لهم موعداً أن يجتمعوا على دلعة وهي منهل ماء يبعد
عن الشعراء مسافة يوم لحاملات الأثقال وهى فى الجبهة الجنوبية منها وكان عند القاطنين على بلد الشعراء
رجل على راحلته من القحطانِيين المَغْزُوِّين ، فانطلق على راحلته فى سواد الليل وأخبر قبيلته فقال : إن عتيبه
أتوكم ثانيه فاتَّعَدَ القحطانيون جبيلات الزبيدى أسندوا ظهورهم إليها وبعد ممشى الغزاة من أهلهم بيومين نأتي
على خبر شبيب بن دوَّاس سالف الذكر اجتمع الفرسان عند الرئيس هذال بن فهيد الشيبانى وأخذ رجَّاله الدّله
ليصب القهوة ، وكان شبيب بن دوَّاس غلام صغير فلم يعطه صاحب القهوة إلا آخر الناس ، فالتفت الغلام
إلى هذال ، وهذال لا يعرفه فقال له : ياعم ما لسبب فى صاحب قهوتك يوزعها هنا وهناك ؟ قل له يقص <3>
ولا يخص ، فقال له هذال : ( يستحق الفنجال الذى قد بان له أفعال ) . فلما اصبحوا ورأوا إبل الأعداء أمرهم
رؤسائهم بالغارة ، وكان شبيب بن دواس على فرس سابق تلحق ولا تُلْحق فأخذ العتبان إبل القحطانيين وظنوا
أن هذه كالأولي فانقلبوا بها فما شعروا إلا والخيل محدقه بهم من كل جانب ، وهذى عزاويهم :
( خيال الرحمان وأنا ابن درَّاج <4> )
( خيال سمحات الوجيه وأنا ابن عاطف <5> )
( مبعد مساريح البكار وأنا ابن روق <6> )
فأفتك القحطانيون إبلهم وظن العتبان أن القحطانيين اكتفوا بإبلهم ولكنهم لم يكتفوا بها فانهزم العتبان ، وجاء
من فارس قبيلة السمحة من قحطان على جواده ، فكان مصلح ابن فهيد على راحلته ، فطعنه برمح فقتله ، فكان
الرئيس هذال بن فهيد يرى قاتل أخيه مصلح ولم يتمكن أن يأخذ الثار به ، وكان شبيب بن دواس يراه فقصده
وتمكن من قتله فقتله وأخذ جواده ، وقصد هذال واعتزا أمامه وقال : ( خيال البلها شبيب ) والتفت إلى هذال
وقال : أستاهل الفنجال يابن فهيد والا لاء ؟ فقال : تستاهل الدّله كلها .
الهوامش :
<1> طحى : هو وادى به قصور ومزارع يعد من مياه الحمره الواقعه غربى سواد باهله
<2> نحدوا : وهذا الحداء نوع من الغناء
<3> يقص ولا يخص : " القص " يبتدى من اليمين ولا يتعدى أحد و " يخص " يذهب هنا وهناك
<4> دراج : هذى عزوة الخنافر قبيلة بن سفران
<5> عاطف : هذى قبيلة العاطف ورئيسهم ابن سعيدان
<6> ابن روق : هذى عزوة قبيلة الروقه ورئيسهم فاهد بن مريحه
يتبع