المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تفعل إذا اضطررت للجلوس مع من تبغضه؟؟!!



طارق النفيعي
03-05-2008, 12:17 PM
ماذا تفعل إذا اضطررت للجلوس مع من تبغضه؟؟!!





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإنسان بطبعه يحب ويكره..يحب أكلات معينه ومقابلها يكره أكلات أخرى..يحب لون ويكره آخر..
يحب الترتيب ويكره الفوضى..يحب من يحبه ويكره من يكره..
جبلت طبيعة الإنسان على وجود الحب والكره..
لذا تجدنا نحب أشخاص معينين ونميل إليهم ونكره آخرين..
قد يكون الحب لشخصه, أو لعلمه, أو لحسن مظهره, أو لحسن خلقه, أو لأنه أحسن إلينا..بمعنى أننايكون الكره فقد نكره أشخاص وبشدة, وقد نكره فيه خصلة ما, وقد نكرهه لأننا لا نرتاح إليه..وأحياناً قد نكره شخصاً ونحن لا نعرفه؟بمعنى أننا من مجرد ذكر اسمه أو النظر إليه نحس بمشاعر الكره تجاهه..
وقد يكون هذا داخل في معنى الحديث: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ" صحيح البخاري : كتاب أحاديث الأنبياء : باب الأرواح جنود مجندة
قال ابن الجوزي : ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم , وكذلك القول في عكسه . وقال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها . ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر , وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتفاق والانفراد بسببها .

بعد هذا العرض أقول قد تجدنا نضطر للجلوس مع من نكره مع اختلاف سبب الكره ؟هنا ماذا ينبغي علينا فعله؟

هنا ستكون ردة فعلي محصورة بين أمرين إما سلبية أو إيجابية..
أما الإيجابية..هي أنني سأتقبل الأمر برحابة صدر..واستغل الأمر لصالحي..بمعنى أن استمتع بوقتي..بأن أضيف للجلسة شيئا مسلياً بدلاً من الجلوس مكتفة الأيدي وأقول أنا أكرهه لذا لن أتحدث معه إلا إذا اضطررت..
وكذلك لأعيد حساباتي وأنظر لما أنا أكرهه فقد أكون مخطئة بكرهي..فمن الممكن أن تتغير نظرتي له ويتبدل الحب إلى كره ألم أقرأ الحكمة التي تقول"أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما..وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما"..من الممكن أن أتحاور وأتناقش معه بحديث ما حتى لو لم يعجبني فاستفيد من خبراته إن كانت لديه..وكذلك هذا النقاش يعود علي بفائدة..ولأضيف لتجاربي الكثير فأكون قد هيأت وكيفت نفسي لأن أتقبل الجلوس مع أي شخص لا أريده..لأننا نخطط وندبر ولكن قد يحدث ما يغير خططنا..ونتعرض لمثل هذا الموقف..

أما السلبية..فلأنني محملة تفكيري بالشعور السلبي من الكره وعدم التقبل فإن ردة فعلي لن تتغير وسيكون تفكيري منصب على متى أخلص من هذا المأزق..وسأفعل الآتي..
لن أتحدث معه مطلقاً..إلا إذا سألني وسأجيبه باقتضاب..أو سأكون منشغلة بهاتفي المحمول أما أن اتصل أو أقرأ مسجاتي..أو قد أشغل نفسي بالشاي والقهوة..أو قد أظل صامتا طوال الجلسة..


بعد السرد مني أقول لكم هي وجهة نظر عرضتها لكم ولن أقف عند هذا بل أطلب منكم أن تفيدوني بآرائكم وردود أفعالكم..لنكون استفدنا وأفدنا..[/]

أخوكم : طارق النفيعي