المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن صاحب همه ولاترضى بغير القمه



عبيدغازي العتيبي
11-29-2007, 08:38 PM
كن صاحب همة لا ترضى بغير القمة

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم
ساعة صدق مع الله في جوف ليل قد هجعت فيه العيون .

وغارت فيه النجوم .

ساعة تقبل فيها على الله بكلية قلبك مستغفراً ، متضرعاً بين يديه .

متفكراً في دنياك وأخراك.

وتتفكر في الموت وما بعده ، وفي ما مضى وفي ما بقي .

ساعة على هذه الشاكلة تقضيها في صلاة خاشعة .

وذكر كثير ، ومناجاة فياضة .

ساعة فحسب .. وقد تحول فيك كل شيء .

وإذا أنت غير أنت الذي كنت قبل قليل ..

احساسات جديدة تشرق في قلبك ، ما كنت تعهدها من نفسك.

ولو قيل لك عبّر عنها ، لعجز لسانك عن ذلك وغاية ما يمكن أن تقوله :

إني أجد في قلبي مالا أستطيع التعبير عنه .. !!

لقد انقشعت الغشاوة التي كانت تعمي بصيرتك .

ولقد ارتفع الضباب الكثيف الذي كان يغلّف روحك .

ومن ثم كنت لا ترى حقائق الأشياء كما تراها الآن .

وها أنت اللحظة تطير بغير جناحين في عالم سماوي ملئ بالنور ، قد عجّـت فيه تسابيح الملائكة .

واستيقظ قلبك أخيراً ، فخرج من غفلته ، وأصبح مستنيراً جداً .

وعادت المياه إلى مجاريها الأولى يوم كانت الفطرة سليمة لم تلوثها أكدار الحياة .

لقد تفتّح الربيع في روحك على أروع ما يكون التفتح .. !!

ما عليك الآن إلا أن تحافظ على هذه الاستنارة القلبية .

وتعمل على صقلها باستمرار . وتتعهدها بين الليلة والليلة ، والساعة والساعة .

وفي ذات الوقت عليك أن تبقى في حالة حذر ويقظة من مكايد الشياطين .

الذين يدأبون بكل وسيلة ليصرفوك عن هذه الدائرة النورانية .

التي تشدك بقوة إلى السماء .

إنهم يراهنون على أنهم قادرون على استدراجك .

ليقذفوك في وحل المعاصي وأقذار الموبقات ..

فإياك وإياهم ..

إن مكرهم لتزول منه الجبال ..

فلا يستخفنك الذين لا يوقنون .

ماذا يفيد الجاحدون ، أخا الهـداية ، من ضـلالـكْ ؟!

ولأي شيءٍ يزرعـــــــــون الكفــر ، فـي كـل المســـــالـكْ .

كـــن مســلماً ..واعـلــمْ بأن الكـل غير الله.. هالــك ..

تحسبهم أيقاظ وهو رقود …بل سكارى يعمهون .

إن لم تؤثر فيهم ، فلا تتأثر بهم .

ولن تستطيع أن تؤثر فيهم ، إلا إذا شحنت قلبك جيدا بأمداد السماء.

من خلال إقبال صادق على الله جل جلاله .

فرائض ، ونوافل ، ما استطعت إلى ذلك سبيلا .

واجتناب للمحرمات والشبهات قدر طاقتك .

تجاهد نفسك في هذه الدوائر .

حتى تجد نفحات الله بوضوح تهب على قلبك .

ومما يعينك على هذا.

أن تجعل لك من ليلك نصيب تخلو فيه مع الله عز وجل.

كن صاحب همة لا ترضى بغير القمة ..

فإذا صدقت الله ، صدقك وأعانك ..

وبالله التوفيق

لا تنسوا الدعاء